هدد الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي بـ "اجتياح" جزيرة جولو، معقل جماعة "أبو سياف" المتطرفة، بعد فشل الجماعة في محاولة لخطف سياح في منتجع على جزيرة الأسبوع الماضي.
ودعي "دوتيرتى" بضرورة إبقاء مسلحي "أبو سياف" في معقلهم، مؤكدًا في تصريحات له: "أوامري للبحرية هو تفجيرهم لا استسلامهم. اضربوهم بالمدفعية ودمّروهم"، ونبّه إلى أن الجماعة قد تحاول "إحداث كارثة" أثناء اجتماع لمسئولي التجارة في أعضاء "رابطة دول جنوب شرقي آسيا" (آسيان).
وأكد عدد من الخبراء، أن تهديد الرئيس الفلبيني هذه المرة شديدة اللهجة، لتزامنه مع مخاوف من عودة عناصر داعشية آسيوية عائدة من كل من العراق وسوريا، للالتحام مع جماعة أبو سياف، وهو ما يشكل خطورة كبيرة تهدد الأمن القومي الفلبيني.
وقال الدكتور محمد فايز فرحات، رئيس برنامج الدراسات الآسيوية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الرئيس الفلبيني سيدخل في مواجهة عنيفة مع جماعة أبو سياف، خوفا من تماديها في الأقاليم الفلبينية، وهو ما يجعل المواجهة قد تشتد خلال الفترات المقبلة، في ظل اعتماد "الفلبين" على السياحة كمصدر دخل رئيسي، والتي تهدد مستقبلها الجماعة المتطرفة، مشيرًا أن تصريحات الرئيس الفلبينى بنسف الجماعة بالقوات البحرية فيها مبالغة كبيرة لأنها جماعة صغيرة تتكون من مئات فقط طبقًا للتقديرات الحكومية، ولكن المبالغة تصب في دائرة التخويف من نقل نشاط "داعش" إلى الفلبين، كما تهدف التهديدات إلى تجفيف منابع التمويل التي قد تستقبل العناصر الآسيوية العائدة من الشرق الأوسط.
في السياق ذاته وصف الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، تهديد الرئيس الفلبيني لجماعة أبو سياف بـ"الطبيعى" لأن الأخيرة تهدد الأمن القومي، لتسببها في اختطاف عدد من السياح، وهو ما يؤدى لتراجع عائدات السياحة، وهو ما يمنح الحق للرئيس الفلبيني باجتياح الجزيرة للحفاظ على التجانس الداخلي لبلاده وحمايتها من الإرهاب.
وأضاف "سلامة" أن أى دولة أو نظام حاكم في العالم من حقه أن يقف أمام أي تهديدات من قبل بعض الجماعات الخارجة عن القانون أو التنظيمات المتطرفة.
