رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الجميع في قارب واحد يا سادة!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كلامى موجه للأشقاء العرب فإذا كانت الحرب الأمنية ضد الإرهاب تتطلب تجميع وتحليل المعلومات فإن المواجهة المجتمعية للإرهاب تتطلب مناقشة المعلومات فى إطار يواجه الفكر بالفكر ويتناول بصدق أسباب الظاهرة ويبحث فى العوامل التى تساهم فى تناميها ويكشف الخطاب الدينى تحديدا زيف دعواها للمتلقى بمقارعة الحجة بالحجة حيث يصبح العنوان الرئيسى لأى إستراتيجية مجتمعية تستهدف مواجهة الظاهرة: 
«إن الإرهاب ظاهرة عالمية ابتليت بها الإنسانية تخطت الحدود ولم يكن لها أبدا دين أو وطن!!» 
ومن منظور محلى وإقليمى وعالمى أثبتت العمليات الإرهابية الأخيرة أنها لم تفرق بين جنس أو دين فى كل مرة وأنه يجب التنسيق لوضع خطة مشتركة مجتمعية ممنهجة لمواجهة الإرهاب بل أعتقد أن كل من طاله الإرهاب يجب الالتقاء مع الآخرين على أرضية مشتركة لمواجهته حتى من لم يطله عليه تحسب المستقبل وأنه ليس بعيدا عنه وما ينطبق على الأفراد والجماعات ينطبق على الدول والمجتمعات!!
ودعونا نتحدث بصراحة هناك قوى إقليمية ودولية تساند الإرهاب وتنظيماته المتطرفة ومن بينها ما يسمى تنظيم داعش الذى تغول وامتدت أذرعه إلى كل مكان ما يمثل خطرا حقيقيا على دول المنطقة، بل بصماته واضحة على العمليات الإرهابية ولهذا يجب أن نأخذ ما روج له أنصار داعش وغيره مأخذ الجد من تهديدات حتى ولو كانت «غير حقيقية». و«رب ضارة نافعة» وأتساءل ألا يمكن أن ننتهز الفرصة ونعيد النظر فى إمكانية التوحد العربى لمواجهة الأخطار الداخلية والخارجية؟ أليس الخلاف العربى العربى عاملا داعما للإرهاب؟ وكلما اختلف العرب ازداد الإرهاب قوة والعكس صحيح التماسك العربى يضعف منابع الإرهاب وحديثى موجه للأشقاء العرب وأقول لهم لا داعى للانسياق وراء الأطراف الضالة المضللة، ومهما تقاطعت السياسات مع مصر ستظل هى الشقيقة الكبرى القادرة على إحداث التوازن العربى إذا جاز التعبير وأنتم لستم بمأمن عن الإرهاب وقد ذقتم مراراته كثيرا، إذن الجميع فى قارب واحد. 
وعليه يجب أن نعمل فى اتجاهين:
الأول يتعلق بأنماط التعامل مع الأطراف الدولية والإقليمية مثل الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر وإيران وتركيا. والاتجاه الآخر يتعلق بالنظر إلى مفهوم الأمن القومى الذى يفسره كثير من المفكرين على أنه التنمية، وهكذا يمكن القول إنه لم ينجح إرهاب أو يتغول فى بلد اعتبر التنمية رسالته وأمنه القومى، وفى تصورى أن هذا المفهوم إذا اعتمده الفكر والعقل العربى سيحطم أحلام داعش أو من على شاكلتها!!
إذن نحن أمام خيار التوحد وتفعيل القوة القومية فى مواجهة عناصر الإرهاب المدعومة من تنظيمات أو دول تسعى للحيلولة دون استرداد العرب زمام المبادرة لتوحدهم والترويج لعدم جدوى هذا المفهوم فى عالم اليوم. 
ويبقى سؤال أطرحه على الجميع هل يمكن تجسيد الفكر القومى فى عمل عربى مشترك لمواجهة الإرهاب؟ الإجابة ضرورية على هذا السؤال لأن الوقت ليس فى صالحنا!!.