زار الرئيس عبدالفتاح السيسى، صباح اليوم الأربعاء، مقر الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء؛ لمتابعة عملية تنفيذ مشروع التعداد العام للسكان على مستوى الجمهورية، حيث كان فى استقباله المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، واللواء أبو بكر الجندى رئيس الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، إضافة إلى عدد من الوزراء والمسئولين وكبار العاملين بالجهاز والقائمين على المشروع.
واستمع الرئيس خلال زيارته للجهاز، إلى شرح من اللواء أبو بكر الجندى، رئيس جهاز الإحصاء، عن تفاصيل مشروع التعداد العام وحصر السكان، الذى يتم لأول مرة بشكل إلكترونى، ويهدف لإنشاء أكبر قاعدة بيانات فى تاريخ مصر.
وعرض رئيس الجهاز، فى كلمته، العناصر الرئيسية لعملية التعداد، بما تشمله من بنية تحتية تكنولوجية، واختيار وتدريب العاملين، وتعزيز الوعى المجتمعى بأهمية التعداد، ثم عرض الدكتور حسين عبدالعزيز، المشرف العام على التعداد، الإجراءات التى يقوم بها العاملون بالجهاز على مستوى الجمهورية فى إطار تنفيذ التعداد، فضلًا عن نتائج المرحلتين الأولى والثانية لمشروع التعداد.
وشاهد الرئيس فيلمًا تسجيليًّا عن مشروع التعداد العام للسكان، كما قام بمراجعة وتسجيل بياناته على مسجل البيانات الخاص بذلك، ثم دشن الرئيس الطابع التذكارى الذى تم إصداره بمناسبة مشروع التعداد العام.
وحرص الرئيس، فى ختام زيارته للجهاز، على توجيه رسالة شكر للعاملين الميدانيين بمشروع التعداد البالغ عددهم 40 ألفًا، أعرب خلالها عن تقديره لما قاموا به فى المراحل السابقة، مؤكدًا ثقته فى بذلهم مزيدًا من الجهد لإنجاح هذا المشروع القومى المهم، الذى تنتظر كل أطياف المجتمع نتائجه وثماره.
وسجل الرئيس السيسي، أثناء زياراته للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بياناته على مسجل البيانات الخاص بعملية التعداد.
وقال الجندي: إن نحو 400 ألف مواطن بدءوا تسجيل بياناتهم "ذاتيًّا" عبر الموقع الإلكترونى المخصص لتسجيل بيانات الأُسَر بالتعداد السكانى لعام 2017، حيث تبدأ فترة التسجيل الالكترونى بالتزامن مع بدء تنفيذ ثانى مراحل التعداد والخاصة بـ"حصر وعد السكان"، والمستمرة من 19 أبريل حتى 18 مايو المقبل.
وأضاف أن الأسر التى ستبدأ تسجيل بياناتها "ذاتيًّا" اعتبارًا من اليوم، هى تلك الأسر التى أبدت رغبتها فى التسجيل الإلكترونى، وقام مندوب التعداد بتسجيل تلك الرغبات خلال المرحلة السابقة "حصر المبانى"، حيث قام المندوب بتسجيل رقم الهاتف المحمول والرقم القومى لرئيس هذه الأسرة الراغبة فى تسجيل بياناتها "ذاتيًّا".
واستعرض رئيس الجهاز، مع الرئيس عبد الفتاح السيسي المراحل التنفيذية المختلفة للتعداد العام للسكان الذي يقوم بإجرائه الجهاز بجانب مهامه في جمع ومعالجة ونشر البيانات والأنشطة التي يقوم بها، خاصة الإجراءات التنفيذية للتعداد العام للسكان لعام 2017 والذي يتضمن رصد المباني ومكوناتها من وحدات سكنية وغير سكنية وحجم وخصائص السكان وظروفهم السكنية فضلًا عن رصد جميع الأنشطة الاقتصادية وخصائصها.
وقال الجندى: إن بيانات التعداد تمثل قاعدة أساسية للتقديرات السكانية المختلفة في المستقبل، كما أن نتائج التعداد تساعد في إلقاء الضوء على المناطق الأكثر احتياجًا والتي بحاجة للمزيد من الخدمات.
وأشار رئيس الجهاز إلى أن بيانات التعداد تسهم في التعرف على حجم السكان وتوزيعهم جغرافيًّا ومعدلات النمو السكانى، بالإضافة إلى التعرف على المستوى التعليمى لهم مع تحديد علاقة التعليم بحجم الأسرة، أما فيما يتعلق بالنشاط الاقتصادى للسكان فإن التعداد يسهم في التعرف على حجم القوى العاملة والمشتغلين مع دراسة التوزيع المهني بالأنشطة الاقتصادية.
وحصلت "البوابة نيوز" على تفاصيل مكونات غرفة العمليات، حيث إن الغرفة موجودة فى الدور الأول بالجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ويعمل بها 30 شخصًا، تصل كل الأرقام والبيانات التى يجمعها المندوبون المنتشرون فى 27 محافظة، وبداخلها شاشات عرض كبيرة يتم تحديثها تلقائيًّا بما يصلها من أرقام جديدة، وهذه الشاشات محمَّلة ببرامج عليها خريطة إلكترونية لمصر، تدخل من خلالها على أى منطقة تريدها على مستوى الجمهورية لتصل إلى ما تريده من أرقام وإحصائيات داخل الغرفة المركزية لتعداد مصر 2017، التى تدار بشكل علمى وحديث، ومليء بالنشاط الشبابى كما أنشئت هذه الغرفة للمتابعة الدقيقة لكل ما يجرى فى الميادين خلال مراحل التعداد المختلفة، والوقوف بصفة مستمرة على ما يتم تنفيذه من أعمال وحصر للسكان فى كل المنشآت لحظة بلحظة.
داخل الغرفة يتم تحديث البيانات الجغرافية بشكل دورى لإنتاج أول خريطة رقمية لمصر، حيث يعمل على هذا الجهد حاليًّا 1200 باحث جغرافى، مهمتهم استكمال الخريطة وترقيم الوحدات السكنية والمنشآت.
فأول مكتب إحصائى بمصر كان عام 1878، وتحول إلى الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عام 1964، وكان الجهاز من أوائل المؤسسات المصرية استخدامًا للكمبيوتر، فى أواخر الستينيات، فداخل قاعة IBM كان يقبع جهازان للكمبيوتر بحجم الغرفة بالكامل، وجميع العاملين بالغرفة هم خريجو علوم رياضة، واقتصاد وعلوم سياسية، وتجارة إحصاء الموجودة فى جامعات بنها وحلوان والأزهر، وهندسة حاسبات ومعلومات، وآداب جغرافيا"، ولزيادة خبراتهم وعلمهم يتم تشجيع العاملين على زيادة التحصيل العلمى من خلال التسجيل فى الدراسات العليا، حيث شهد 2016 تسجيل 168 من العاملين فى الجهاز فى الدراسات العليا، فضلًا عن 196 مشاركة خارجية فى دورات تدريبية ومؤتمرات، كذلك فإن 10 من العاملين بالجهاز يحصلون كل عامين على منح للدراسات العليا فى جامعة السوربون بفرنسا.
حسابيًّا يتبع الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء 46 مكتبًا فى المحافظات الـ27، بينهم 31 مكتبًا رئيسيًّا و15 مندوبية، وقبل أن تدخل مقر الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء كان يساورنا الشك فى أن تكون كل الإحصائيات والأرقام متاحة للجميع، فبعضنا ظن أن هناك أرقامًا يتم حجبها عن المواطنين، لكن اللواء أبو بكر الجندى قضى على هذه الشكوك، وأكد لنا نظريًّا وعمليًّا أن بيانات الجهاز متاحة للجميع، سواء من خلال البوابة الإلكترونية أو النشرات والبيانات التى تصدر بشكل دورى، مؤكدًا ذلك بقوله: "نحن جهاز مستقل ولا نعمل مطلقًا بالتعليمات".
كما تقوم غرفة التعداد بمتابعة 46 ألف تابلت "صناعة مصرية"، تم توزيعها على مندوبى التعداد فى المحافظات؛ ليقوموا بعمليات الإدخال إلكترونيًّا، وتتم متابعة ذلك من خلال غرفة العمليات الموجودة فى القاهرة، التى تتولى تجميع المدخلات وتحليلها؛ استعدادًا للإعلان عن نتائج التعداد رسميًّا فى أغسطس المقبل.
كما أن عملية التعداد تتم كل 10 أعوام، كان آخرها تعداد 2006 الذى تم بالأسلوب التقليدى الذى كان يقوم على جمع البيانات من خلال المقابلات باستخدام الاستمارات الورقية، مؤكدًا التزام مصر فى إجراء التعدادات بالمبادئ والتوصيات الدولية الصادرة عن اللجنة الإحصائية للأمم المتحدة، والتى كان آخِرها التنقيح الثالث الصادر فى 2015 دورة تعدادات السكان 2020، إلى أن عملية التعداد يقوم عليها 40 ألفًا و788 شخصًا، موزعين ما بين منسق ومراقب ومفتش ومعاون ومعاون مساعد، وتمر عملية التعداد بمراحل مختلفة قبل الإعلان الرسمى عن الأرقام النهائية فى أغسطس المقبل.
كما أن الغرفة تضم 6 أفراد خبراء يقومون بمتابعة العمل الميدانى وعرض وتحليل البيانات الواردة للغرفة عن طريق شبكة الإنترنت الموحدة ومزودة بجهاز وخاصية الـ«GBS»؛ لمراقبة مندوبى التعداد فى كل المحافظات لحظة بلحظة وتقييم أدائهم، بالإضافة إلى 3 خبراء يمثلون العناصر الرئيسية للتعداد وهم: مندوب قطاع الإحصاءات السكانية والتعدادات، ومندوب قطاع تكنولوجيا المعلومات، ومندوب قطاع الفروع الإقليمية.
