الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أكتافيو باث.. أسطورة الشعر في القرن العشرين

الشاعر والأديب السياسي
الشاعر والأديب السياسي " أكتافيو باث "
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التقط الشاعر والأديب السياسي "أكتافيو باث" أنفاسه الأولى 31 مارس عام 1914، في إحدى ضواحي مدينة مكسيكو العاصمة، لأب مكسيكي وأم من جنوب إسبانيا. كان والده محاميًا وسياسيًا مؤيدًا لثورة زاباتا التي اندلعت سنة 1910، ولكنه كان مدمنًا للخمر. أما أمه فكانت منذ طفولته تحثه على الدراسة، وفيما بعد على كتابة الشعر وتشجعه على تحقيق طموحاته الأدبية رغم أنها كانت أمية.
كانت بدايته في الشعر، عندما نشر أول أشعاره، وهو في السابعة عشر من عمره، وتأثر بالشاعر التشيلي بثبلو، عندما التقي به عام 1936 وشجعه نيرودا علي زيارة أسبانيا لحضور مؤتمر الأدباء بمدينة فالنسيا.
التحق "باث" بالسلك الدوبلومسي عام 1954 وعمل به لمدة 23 عامًا، وتم تعيينه سفيرًا لبلاده في كل من فرنسا وسويسرا والهند واليابان إلا أن باث استقال من السلك الدبلوماسي سنة 1968، احتجاجًا على سياسة حكومته تجاه الطلبة عندما قامت السلطات في المكسيك باستخدام العنف في قمع مظاهرات الطلبة مما أدى إلى مصرع حوالي ثلاثمائة طالب، ومنذ ذلك الوقت تفرغ باث للعمل في الصحافة.
وألف "أكتافيو باث" العديد من الكتابات شملت الشعر والفن والدين والتاريخ والسياسة والنقد الأدبي، ونشرت له خمسة دواوين شعرية صدر أولها سنة 1949، وفيه برزت القضايا التي سيطرت على فكره فيما بعد وهي الحب والزمن والوحدة، وذلك بالإضافة إلى عدد من الأعمال المهمة مثل "فصل من العنف" و"فلامنورا 1987.
وتعد أهم أعمال" باث " التي كرمتها الأكاديمية السويدية عندما منح جائزة نوبل كتاب "متاهة العزلة " الذي صدر عام 1961 و"حرية تحت كلمة"، وحصل بها أكتافيو علي عدة جوائز أدبية عالمية، ومنها جائزة "ثير بانتس " في 1981، وجائزة "ت.س.اليوت" عام 1987، كما رشح لجائزة نوبل عدة مرات خلال الثمانييات، ولكنه لم يفز بها الا في 1990 وتوفي فى 19أبريل 1998. 
وبعد أن علم الرئيس الأرجنتينى آنذاك، أرنستو ثيديو، بوفاته، أمر الطيار الخاص بطائراته بأن يعاود الرجوع فورًا إلى المكسيك لإعلان وفاة "باث"، حيث كان مسافرًا.
ويقول الشاعر والمترجم، رفعت سلام، عن أوكتافيو باث، أنه واحد من أهم علامات الشعر في القرن العشرين وكأنه شقيق لوركا أو توأمه الشعري الذي جاء متأخرا بعده بقليل ليقدم قصيدة حارة ساخنة تليق بأمريكا اللاتينية لا ببرودة الغرب الأوروبي وذهنيته الذائلة، وللأسف فلم تعرض الترجمة العربية حتي الآن ترجمة تليق بهذه الشعرية الباذخة ليظل القارئ المصري والعربي بمنأي عن العدوى الشعرية التي تصيب كل من يقرأ أوكتافيو باث.