الدورى الممتاز أصبح فى
عداد الموتى، بسبب الأزمات التى تلاحق المسابقة الأعرق والأقوى فى مصر والشرق الأوسط،
والتى يقترب تاريخها من الـ٧٠ عامًا، منذ انطلاق النسخة الأولى موسم ١٩٤٨ – ١٩٤٩، إلا
أن الوضع تغير فى السنوات الأخيرة، فى ظل تصارع مراكز القوى، ليس من الناحية الفنية
والمهارية داخل المستطيل الأخضر، ولكن لعبة المصالح تتحكم فى المسابقة، بداية من الشركة
الراعية "الحاكم بأمره" فى مقاليد الأمور، والتى أصبحت تغير موازين القوى
فى الدوري.
أزمة مباراة الزمالك
والمقاصة ليست وليدة اللحظة، أو مشكلة طفت على السطح فجأة، ولكنها نتاج أزمات
وصراع قوى ونفوذ بين الكبار والصغار أو المسئولين عن الرياضة المصرية بشكل عام،
وكرة القدم خاصة، وهم وزير الرياضة المهندس خالد عبدالعزيز، والمهندس هانى أبو ريدة
رئيس اتحاد الكرة، وصاحب الشركة الراعية من خلف الستار "بريزنتيشن"،
والمستشار مرتضى منصور، رئيس نادى الزمالك، وهم الأطراف الثلاثة فى كل أزمة تشهدها
مسابقة الدورى الممتاز.
مسئولو القلعة البيضاء تمسكوا بموقفهم وعدم خوض اللقاء
مستندين على خطاب من اتحاد الكرة بتأجيل اللقاء إلى، يوم الثلاثاء، بدلًا من أمس الأحد،
على الرغم من أن المباراة كان موعدها الأساسى فى جدول المسابقة السبت الماضي، ولكن
الشركة الراعية ضغطت على اتحاد الكرة للحصول على موافقة الأمن بتأجيل اللقاء 24
ساعة ليقام الأحد، لأسباب تسويقية، من أجل عيون الفضائيات، التى تسعى لـ"التكويش"
على "تورتة" الإعلانات.
"الوزير والمهندس والمستشار" مسئولون مسئولية كاملة
عما يحدث فى مسابقة الدوري، فهم بهذه التصرفات يتلاعبون بقوت الملايين من العاملين
بكرة القدم والرياضة المصرية، فى ظل التصرفات التى يغلب عليها طابع قانون الغابة "البقاء
للأقوى"، فى انتظار سماع عبارة "البقاء لله فى مسابقة الدوري".
هانى أبو ريدة، يتحمل الجزء الأكبر من المسئولية، فهو رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة "المنحل" بحكم قضائي، ولكنه مستمر فى منصبه لأنه الأقوى، كما أنه مالك أو مساهم أو صاحب، الشركة الراعية التى تتحكم فى كل كبيرة وصغيرة تخص كرة القدم المصرية، من حقوق بث للمبارايات وحقوق رعاية لمعظم الأندية، ويرتبط مديرها التنفيذى محمد كامل بعلاقات قوية مع "المسئولين" سواء علاقات سليمة أو مشبوهة، لتخليص المصالح من "تحت الطرابيزة".
رئيس الجبلاية، يقف عاجزًا أمام جبروت الأندية الكبرى، وعلى رأسها الأهلى والزمالك، لأنه لا يريد الصدام مع "القطبين" لأنه سيكون خاسرًا فى النهاية، ويحاول فى كل أزمة حلها بـ"قعدة عرب" بعيدًا عن القانون واللوائح، التى يجب أن تطبق على الجميع، كما يحدث فى إسبانيا وإنجلترا والدول المتقدمة، وليس ما حدث منذ أيام فى تونس ببعيد، بعد إيقاف رئيس نادى الصفاقسى منصف خماخم، مدى الحياة، ومنعه من ممارسة أى مهنة رياضية لمجرد محاولة الاعتداء على الحكم الرابع، والضغط على حكم اللقاء للتلاعب بنتائح إحدى المبارايات، فما بالك بما يحدث من مرتضى منصور، رئيس الزمالك، الذى يتجاوز كل الخطوط الحمراء فى حق "المنظومة"، بينما نجد مسئولى النادى الأهلى يهددون فى كل أزمة بالانسحاب، أو منع لاعبى الأحمر من الانضمام للمنتخب.
أما
المهندس خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، فينطبق عليه مثل "النوم فى
العسل" فهو عاجز أمام "جبروت" الكبار سواء هانى أبو ريدة، رئيس
مجلس الجبلاية "المنحل" بحكم قضائي، والذى لا يجرؤ "سيادة الوزير"
على تنفيذ حكم الحل، أو استبعاد الثنائى حازم وسحر الهواري، الصادر ضدهما حكم
قضائى بالاستبعاد، كما أنه لا يستطيع أن يتحدى مرتضى منصور، رئيس نادى الزمالك، على
الرغم من أن القانون يمنحه صلاحيات الإطاحة به، كما يفعل عبدالعزيز مع أندية
الغلابة.
"جبروت" مرتضى منصور، و"مصالح" هانى أبو ريدة، و"طبطبة" خالد عبدالعزيز، تضع الدورى الممتاز فى تعداد الموتى، الذى ينتظر أن تشيع جنازته فى أقرب وقت و"الضرب فيه حرام"، لأنه فارق الحياة ولا يجوز عليه إلا الرحمة، فى انتظار تحديد موعد العزاء، وشكر الله سعيكم.