"الجندي المجهول" يتصدر المشهد في احتفالات شم النسيم بحديقة الحيوان.. عمال النظافة: "بنشتغل وإحنا مبسوطين".. "بنقابل ناس مستفزة وبنتحملهم عشان أكل العيش".. "ومحدش بيقدر مهمتنا وبنتعرض للإهانة"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

"بنشتغل وإحنا مبسوطين" أبرز أقاويل عمال نظافة حديقة الحيوان باحتفالات عيد شم النسيم، يستيقظ منذ الصباح الباكر للبدء في خدمته العامة دون النظر إلى مقابل، يتحمل الكثير من الأعباء والضغوطات لأجل بث الرسمة على وجوه الزوار، لم نشعر بهم وتواجدهم يشابه دور "الجندي المجهول"، الذي يقوم بعمل بطولي دون أن يشعر به أحد، ويجد أن دوره مهمش بالنسبة لنظرة المجتمع إليه، إلا أنه لن يهتم بذلك التجاهل ويعمل لأجل الرقي بمظهر الوطن وإضفاء القيمة الحضارية له، وحرصًا منا على رصد أحوال هؤلاء العمال في مثل تلك المناسبات.

التقت "البوابة نيوز" توبه ربيع، أحد عمال النظافة بحديقة الحيوان، والذي قال إنه يتحمل العديد من الأعباء والضغوطات التي تأتي عليه كصقيع الشتاء في هذا اليوم دون شكوى لأحد، معتبرًا أن ما يقوم به ما هو إلا خدمة عامة للمجتمع، بهدف بث السعادة والفرحة في نفوس كل الزوار الذين يأتون إلى الحديقة من مختلف أنحاء الجمهورية للتنزه والاستمتاع بالحيوانات وجمال الطبيعية، فضلًا عن أنه يسعى أيضًا في التعاون معهم لأجل إخراج هذا اليوم بشكل يليق بهم. 

وأضاف "ربيع"، أنه يتعرض إلى العديد من المعوقات خلال هذا اليوم من قبل الزوار، نتيجة سوء التعامل معهم، قائلًا: "بنقابل ناس مستفزة جدًا.. بيرموا الزبالة قدمنا ويقولولنا لموها علشان دي شغلانتكم"، في نبرة حزن كادت تنتج عنه دموع الشقا، عما يمر به من إهانة لم يكن يتوقعها في هذا اليوم، متابعًا: كل من نهتم به هو بث البهجة على وجوه الأسر المصرية والأطفال، مردفًا: "أهم شيء بنهتم به هو فرحة الناس وراحتهم.. وّطالما الناس مبسوطة إحنا مبسوطين".

وأضافت ولاء محمد، إحدى العاملات بالنظافة داخل حديقة الحيوان، أن مناسبة شم النسيم من أصعب الأيام التي تمر عليها نتيجة الضغط الكبير التي تعاني منه منذ الصباح الباكر، قائلة: "كل شوية بنلم في الزبالة ولو ملمتش الزبالة.. الناس بتقل أدبها عليا"، معربة عن غضبها الشديد من سوء معاملة الزوار لها، موضحة أنه تعمل في نظافة الحديقة من الساعة السابعة صباحًا حتى الخامسة مساءً، دون مراعاة ظروف أحد.

واستطردت "محمد" لـ"البوابة نيوز"، أن إدارة الحديقة تقدم لهن الإمكانيات اللازمة التي تتيح لهم العمل بشكل لائق وحضاري، من خلال أدوات النظافة لأجل إنجاز العمل، لافتة إلى أن هناك العديد من الزوار يعاملونها بشكل غير لائق، مردفة: "يرموا الزبالة ولما نستأذنهم لمو الزبالة يقولولنا.. دي شغلانتك وإحنا ملناش دعوة"، موضحة أنها لم تبادل الأشخاص الذين يعاملونها بشكل سيئ تلك المعاملة، قائلة: "مابنردش عليهم وبنحترمهم رغم معاملتهم"، واصفة جميع عمال النظافة: بالجندي المجهول.

ويرى إبراهيم السيد، مسئول عن بيت كبش أروي الآسيوى، أن هذا اليوم هو فرحة كل مواطن مصري، باعتبار أن جميع الأسر تتجمع فيه وتأتي إلى الحديقة للاستمتاع بمنظر الطبيعية والحيوانات، واللعب معهم والقيام بإطعامهم، إلا أنه يعاني كثير من غياب وعي بعض المواطنين بخطورة التعامل بشكل سيئ مع الحيوانات، قائلُا: "أنا بلاقي ناس بتضرب الحيوانات وفاكرين نفسهم بيهزروا معاهم"، معربة عن غضبة الشديد من الأفعال التي تثير هيجان الحيوانات.

وأضاف السيد: "الضغط اللي بيكون علينا ده بنتحمله علشان نرسم البسمة على الأطفال"، مشيرًا إلى أن هذا اليوم يعتبر أقوى الأيام التي يجد فيه ترابط الأسر المصرية مع بعضها البعض، مشيدًا بدور رجال الأمن في تأمين ساحة الحديقة تحسبًا لوقوع كوارث أو حالات تحرش قد تفسد فرحة المصريين.