الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

عيد القيامة بلون الدم.. الكنائس تغلق أبوابها أمام الاحتفالات.. وصمود المصريين يجهض مساعي الإرهاب الخبيثة.. والبابا تواضروس لـ"البوابة نيوز": المسيح قال: "العالم سيكون لنا ضيقًا ليكون لنا سلام فيه"

البابا تواضروس الثاني،
البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بالرغم من أن الاقباط في مصر والعالم يحتفلون بعيد القيامة المجيد والذي فيه انتصر السيد المسيح علي الموت "وفق العقيدة المسيحية" إلا أن رائحة الموت وولون الدماء جعل الحزن والكآبة يخيم على الكنائس ويحولها إلى سراديب عزاء، ولأول مرة في تاريخ الكنيسة المصرية الأرثوذكسية تغلق أبوابها وترفض استقبال مهنئيها.
وفي تحد واضح للأقباط للموت والإرهاب اكتظت الكنائس بالمصلين غير مبالين بقنابل أو انتحاريين من الممكن أن تحصد أرواحهم، وفي تصريح لـ "البوابة القبطية" قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تعليقًا علي تفجير كنيستي مارجرس بطنطا، والكنيسة المرقسية بالإسكندرية: "قال إن المسيح أكد لنا انه في العالم سيكون لنا ضيق ولكنه أكد أيضًا أن نثق أنه غلب العالم، والمسيح قال لنا ذلك ليكون لنا سلام فيه".
وأعلن البابا انه لن يستقبل مهنئين ولا معزين يوم عيد القيامة المجيد، وطالب بتخصصيص ذلك اليوم لزيارة المصابين في الاحداث، وعليه توالت البيانات للكنائس في مصر والخارج لتعلن غلق أبواب الكنيسة يوم العيد، وكذلك الاديرة والتي كان يقصدها المسيحين يوم شم النسيم.
وما بين الحزن والسخرية من الاحداث، قال الانبا موسي اسقف الشباب عبر تغريدة له علي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "عيد القيامة بطعم الألم، حين ظهر المسيح لتلاميذه رأوا موضع الامه فبالامه احينا وفدانا واقامنا معه، وداعًا لشهدائنا جميعًا وإلي اللقاء في المجد".
ومن جانبه كتب احد الكهنة ساخرًا من تزاحم الاقباط علي الكنائس للصلاة في قداس العيد عبر تدوينه له علي موقع التواصل الاجتماعي جاء فيها:" انتو ايه في ايه؟ مفيش حاجة محوقة فيكم حسوا بقي، النهاردة ظهري اتكسر من كثرة عدد المتناولين، بنقول لكم فيه تفجيرات في الكنيسة ارتعدوا بقي، اقعدوا في بيوتكم بقي، مختتمًا فخور بالشعب القبطي الي جاي بجد ومستعد يموت وبيقول احلي موته هي الاستشهاد".
وكان للانبا كاراس النائب البابوي لامريكا الشمالية، فكر خارج الصندوق لحماية الكنائس المصرية، فارسل منشور الي كل كنائس الايبارشية بامريكا الشمالية يدعو خلالها بجمع تبرعات للمساهمة في عمل مشروع توريد وتركيب أجهزة كشف المعادن لكل كنيسة في مصر.
وأشار خلال المنشور الذي حصلت عليه البوابة نيوز، إلى أنه من المقرر ان يتم جمع التبرعات وارسالها بشيكات الي المطرانية بولاية سيدرا جروف، علي ان يتم لاحقًا تنفيذ المشروع لتغطية كل الكنائس بمصر، واختتم المنشور مصليًا من أجل ان يحفظ الله البابا تواضروس، ويحفظ الله ارض مصر.
وعلي غير المعتاد حين دخل البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مساء السبت، قاعة الكنيسة الكبرى في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لترأس صلاة قداس عيد القيامة، لم يصفق أو يزغرد أحد كما كان يحدث في الأعياد السابقة، فاختلطت مشاعر الحضور ما بين فرحة القيامة وألم الشهادة، بعد تفجير كنيسة مارجرجس بطنطا، واستشهاد 28 وكذلك استهدف الكنيسة المرقسية بالإسكندرية.
وكسر البابا عادة الشكر الشخصي للحضور، فلم يوجه الشكر للحاضرين كلًا باسمه وأكتفي بشكر الجميع في جملة واحدة، وفي عظة حملت العديد من المعاني ما بين الم وضيق وحزن عميق ظهر علي وجه البابا ووطنية لا مثيل لها جاءت كلمات البابا والتى قال فيها:
"بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن المجمع المقدس وجميع الهيئات القبطية أهنئكم بعيد القيامة المجيد باكورة أعيادنا، أهنئكم بهذا العيد رغم المرارة التي شعرنا بها ومازلنا نشعر بها، وبالرغم من هذه المرارة بسبب الأحداث التي وقعت مؤخرًا، إلا إننا نحتفل بعيد القيامة المجيد، ونشكر كل الحضور الذين شاركونا."
وعن الهوية المصرية قال: "نحن المصريون اعتدنا أن نشارك بَعضُنَا بعضًا، في الأفراح والأحزان، وهذا هو المجتمع المصري الجميل، شاكرًا تعازي الرئيس السيسي الذي حضر وقدم التعازي في الكاتدرائية.
وأشار بابا الإسكندرية إلى أن عيد القيامة هو أساس أعياد المسيحية، وهو يأتي بعد صوم كبير وفي آخر الأسابيع يأتي أحد السعف وأصبح لنا في أحد السعف شهداء نسميهم: "شهداء أحد السعف" ونحن نؤمن أن لا شئ يحدث إلا بإذن وسماح من الله، ونؤمن أن الله سمح بتلك الأحداث حتى ما يكون لنا شهداء في السماء.
وأعلن البابا انه لا شيء من الممكن ان يشق الصف المصري قائل: " نذكر المصابين بالصلاة، وأحباءنا من رجال الشرطة الذين ضحوا بأنفسهم في أمانتهم في خدمتهم.، كما نشكر المستشفيات التي كان لها موقف مشرف في هذه الأحداث، وكان موقفها من جميع المصابين محل تقدير واحترام".
وفي رسالة يملأها التفائل والامل قال " عيد القيامة يأتي بعد حزن وظلم وألم ولكن سرعان ما تأتي القيامة بالفرح، مستشهدًا احد شهود المسيحية "شاول الطرسوسي" والذي كان يضطهد المسيحيين والكنيسة تحول الي الرسول "بولس" والذي بشر بالمسيح للمسكونة بعد ان تعامل الله معه وغيره في مقابلة خاصة قال خلالها "شاول شاول لماذا تضطهدني" ومن أجل السيد المسيح نقبل الآلام بفرح، ولقد قبل بولس الرسول الآلام وقطعت رأسه في روما.
وأعرب بطريرك الكرازة المرقسية عن وطنيته وحبه لمصر فقال: "نحن نصلي من أجل كل شخص، ومن أجل مصر، فمصرنا الغالية، ومصر أغلى كل الأوطان، ولا أقول هذا لأنني مصري، فالسيد المسيح عندما هرب من هيرودس جاء إلى مصر كملجأ للأمن، وتجول من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها. ومصر هي بلاد النيل وبلاد الناس الطيبين.، ولذلك عندما تحدث تلك الشواهد لتعكر صفونا تعتبر أشياء غريبة على مجتمعنا ولهذا تأثر المصريون جميعًا بهذه الأحداث.
و نحن نصلي أن يحل السلام في القلوب والعقول، ونصلي لكل أجهزة الدولة، ونصلي من أجل مشاريع التنمية،و نصلي من أجل كل البلاد
وأختتم البابا كلمته بقوله لا نملك الا الصلاة والحب لكل الذين يسيئون الينا، لأن السيد المسيح أوصنا: «لكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ"."
وفى الإسكندرية ترأس الأنبا بافلي أسقف عام الشباب، صلاة القداس الإلهي علي ضوء الشموع خلال الصلاة وفق الطقس الكنسي يطوف الشمامسة الكنيسة رافعين الصليب فقط، ولكن رفعوا أيضًا في رهبة ودموع ملأت الكنيسة صور الشهداء متممين طقس الصلوات.
وفي لفتة كريمة قام مسئولو مجمع الجلاء العسكري بالمعادي بتخصيص إحدى قاعات المجمع لإقامة قداس عيد القيامة المجيد لمصابي حادث التفجير الذي وقع بكنيسة الشهيد مار جرجس بطنطا يوم أحد الشعانين.