الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

من الهامش لمحور الأحداث.. نكبة فلسطين أحيت اليهود في المسرح العربي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ذكرى نكبة فلسطين والاعتراف بإسرائيل كدولة مستقلة، حدث أصاب الكثير بالفزع فدافعوا عن أحقية الفلسطينيين في أراضيهم حاملين السلاح والحجارة والبعض الآخر حارب بقلمه وكلماته وهم فئة المثقفين الذين واكبوا الهزيمة ولم يبقوا في برجهم العالي منهم هوجم حين أراد الكتابة العميقة دون التحيز.

سعد الله ونوس
"سعدالله ونوس" الذي أمضى حياته مدافعًا عن قضايا التحرر العربي في كل مكان، وعن دور الثقافة في مواجهة القهر والاستبداد، وأهمية دور المثقف النزيه في التصدي لقضايا الديمقراطية والعدالة الاجتماعية التي تهم الأمة بأسرها، إيمانًا منه بأن المثقف مسؤول عن كرامة الإنسان وعقله. 
حيث كانت تلك الهزائم والنكسات محفزًا له لتعرية الواقع العربي، وتشريح عوامل ضعفه دون تحيز، وتمزيق أقنعة صانعيها دراميًا، حتى كاد يكون مؤرخًا للهزائم العربية بامتياز، على حد تعبير بيار أبي.
قد استوحى ونوس، وهو مؤسس المسرح العالي في دمشق، موضوع مسرحيته " الاغتصاب" من مسرحية للكاتب المسرحي الإسباني أنطونيو بويرو باييخو بعنوان "الحياة المزدوجة لدكتور بالمي"، وقام ونوس بنقل هذه الحكاية لتصوّر الضفة الغربية في زمن الانتفاضة الفلسطينية الأولى حين نزل مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال إلى الشوارع للاحتجاج على الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى احتجاز وتعذيب وقتل ما يزيد عن ألف فلسطيني، إلى ان وقّعت معاهدة أوسلو، وبسبب القراءات السطحية للنص قد هوجم ونوس بأنه مسوق للتطبيع ولذلك فإن إعادة قراءة خطاب سعد الله ونوس في معنى المجابهة الثقافية الحقيقية ستزيل الفهم الخاطئ والاتهامات الجاهزة التي رُمي بها.
لم يلجأ ونوس إلى تقديم الصورة النمطية المعتادة للآخر "العدو الإسرئيلي"، والتي تنم وتشي بقراءة سطحية وعاطفية بحتة، بل استند إلى قراءة عميقة في فهم الآخر بتقديم عملية تشريح حقيقية لتلك البيئات التي تولّد العنف، سلوكًا وفكرًا، العنف هنا في أقصاه. والمهم ليست النتيجة، بل البيئة والظروف التي أدت إلى نشوء مثل هذه الحالة، فالمسرحية تعالج الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي حيث يسرع الطرفان لتقديم البراهين في سبيل إثبات صحة قضيتهما. 

أحمد علي باكثير
أما الجانب الآخر والذي تناول القضية الفلسطينية بذات الجدية فمنهم " أحمد علي باكثير"، ولكنه من الأشخاص الذين غلبت عاطفتهم وذاتيتهم علي طرحهم للقضية خيث يظهرهم في أكثر من مسرحية بأنهم أشخاص ذوو قدر عالٍ من العنصرية في تعاملاتهم مع العرب مثل التفرقة بين العامل اليهودي والعامل العربي في الآجر بل يصل الأمر لأكثر من ذلك وهو استبدال العمال العرب بآخرين يهود حيث كشف الدونية والتمييز الذي يظهره شعب الله المختار، الأمر الذي اوصله إلي جعل الشخصية اليهودية الآنثي تقابل معاشرة الرجال وتدفع بناتها إلي ذلك بحيث أصبحت الشخصية اليهودية مثال للشر والجشع والسعي خلف المال، وبالطبع كل ذلك مرتبط باغتصاب الآراضي الفلسطينية التي ما زالت مؤثرة في نفوس العرب إلى الآن.

الحرب الثقافية
ظهرت اليهود في غالبية الأعمال في مناطق قوية من العمل المقدم، أما العرب فكانوا دائما في حالة خنوع أو شكوى دون إبداء رد فعل قوي منهم، ومن هنا اهتم المثقفين بمحاولة إحداث حرب ثقافية تنير الذهن وتطرح القضية دون الحاجة إلي اللجوء للأساليب السياسية التي يمتاز بها أهل الساسة والرؤساء، حولت الأعمال المسرحية اليهودي من مهمش إلي محور الأحداث بالكشف عن الإبعاد المحلية للمستويات الإنسانية.