الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالصور.. "المهندسة إلهام حكاية مع السرطان".. ابنة قنا أصيبت بـ3 أنواع من المرض الخبيث وانتصرت عليها.. وكلمة سر تكمن في افتتاح مستشفى الأورمان للأورام بالأقصر

المهندسة إلهام أبو
المهندسة إلهام أبو الحسن متحدية السرطان ومحررة البوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما يصاب الإنسان، بأحد الأمراض الخطرة، يكون للشخص المصاب عامل كبير في تحدي هذا المرض والتغلب عليه، المهندسة إلهام أبو الحسن مصطفى رئيس قطاع إحدى الهيئات الهندسية بمحافظة قنا، استطاعت أن تتغلب على مرض السرطان ثلاث مرات بالروح والعزيمة.
"البوابة نيوز" التقت المهندسة الشجاعة لتروى لنا تفاصيل رحلتها مع مرض السرطان، وكيف استطاعت التغلب عليه بالاستغفار ودعم الأهل والأصدقاء المعنوى والمادي.
قالت إلهام: "في عام 2008 شعرت بألم كبير ناحية الثدي الأيمن، ما دفعني للذهاب للطبيب، وهنا كانت الكارثة الأولى، لافتة إلى أن الطبيب أجرى لها عملية استئصال للورم دون عمل أى تحاليل أو فحوصات توضح طبيعة المرض وذلك ما جعل حالتي تزداد سوءا، وعقب الانتهاء من إجراء العملية بمدة بسيطة، شعرت بزيادة الأورام في الثدى، ما دفعني للسفر إلى القاهرة للمتابعة مع طبيب آخر مختص بهذا التخصص ففاجأها عقب إجراء التحاليل اللازمة بأنها مصابة بسرطان الثدي وهناك أورام كثيرة منتشرة بالجسم".
وأشارت إلى أن الطبيب أبلغها أنه لابد من استئصال هذه الأورام في أسرع وقت، مؤكدة أنها إصيبت بحالة من الذهول، إلا أنني رفضت إجراء العملية وذهبت إلى مكان إقامتي في القاهرة، وظللت استغفر الله وأطلب أن يمدني بالقوه والرحمة لتحمل هذا البلاء.
وتابعت: " تراجعت في اليوم التالي وقررت إجراء العملية دون إخطار أهلي في قنا، حتى لا يصابوا بالحزن ويؤثر ذلك علي مجرى العملية وعقب خروجي من العملية ونجاح العلاج الذي تكلف مبالغ طائلة عدت إلى منزلي بقنا لاستكمال رسالة الحياة".
وأضافت:" عقب عودتي لقنا فوجئت بتعييني رئيسة لقطاع في الهيئة الهندسية بالمحافظة، وبحلول 2015 كان في انتظاري اختبار آخر من الله وهو سرطان جديد بلوح الكتف والذي كاد أن يتسبب في إزالة الأطباء لعظام الكتف بالكامل، وبدأت رحلة علاج مع هذا النوع من السرطان مستعينة بالله وبالاستغفار الدائم حتى نجحت العملية وبدأت مراحل العلاج الإشعاعي التي كانت أصعب مما أتخيل، فقد ظللت بسببها بعيدة عن أبنائي شهرًا كاملًا".
واستطردت: "رغم هذه المعاناة، بدأت في التجهيز للالتحاق بدراسة الاستشاري بنقابة المهندسين في القاهرة، وظللت أدرس طوال فترة العلاج الإشعاعي حتى جاء يوم الامتحان الذي كنت أعانى فيه من ألم كبير بسبب الجرعات، لكن أصررت على الحضور، وعقب انتهاء العلاج، وأثناء عودتي الى قنا أرسل الله هديته الثانية لي وهي نجاحي وعدد قليل من المهندسين في الحصول علي درجة الاستشاري لتكون أصغر سيدة تحصل علي شهادة الاستشاري بقنا، رغم عدد المشاركين الكبير وصعوبة الامتحان وظروفي الصحية". 
وتابعت:" لم تكتمل فرحتي بشفائي من السرطان الثانى ونجاحي في العمل حتى اكتشفت في عام 2016 إصابتي بسرطان في الكبد، ونزل علي الخبر كالصاعقة التى أزالت كل أمل داخلي، وأجريت الفحوصات والتحاليل اللازمة لهذا النوع من السرطان ولكن اكتشفت أنني لا استطيع استئصاله، وسأخضع لعلاج كميائي ثقيل، باشرت العلاج ولكن حالتي لم تتحسن طبيا، ما أدى إلى إصابتي بالإحباط، وقررت البقاء علي هذا الوضع رغم دعم الأسرة والأصدقاء لي ماديا ومعنويا، إلى أن جاء خبر افتتاح مستشفى الأورمان للأورام في الأقصر ليكون بداية الأمل الجديد لي ذهبت بصحبة شقيقتي إلى المستشفى واليأس متملك مني لخوف من الخضوع لعلاج كميائي جديد، ولكن فاجأني الأطباء بأن مرحلة العلاج الكيماوي قد انتهت وستبدأ في علاج هرموني أقل بكثير وأكثر تأثيرا وظللت آخذ جرعة بداية كل شهر بالمستشفى". 
وأعربت المهندسة إلهام عن فرحتها بابتلاءات الله لها، مؤكدة أن المرض ما هو الا هدية من الله للمريض، مشيرة إلى أن المريض بمثل تلك الأمراض لابد أن يخرج من حالة خوفه من المرض ويتعامل معه كأنه مرض بسيط لكى يستطيع أن ينتصر عليه بالإيمان والصبر والتقرب من أهله وأصدقائه ليكونوا معه ويدعموه في تلك المراحل الصعبة من الحياة لأنهم الملهمون الحقيقيون للصبر والتحمل.
وطالبت وزارة الصحة بالاهتمام بالصعيد وتنمية مستشفياته بطرق أفضل من ذلك، حتى لا يتعرض المرضى الآخرون لنفس رحلة العلاج التي تعرضت لها، ويكتفوا بالبقاء في مستشفى الأورمان.