السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

الشعراوي.. إمام الدعاة والمجددين

الشيخ محمد متولى
الشيخ محمد متولى الشعراوى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم ذكرى ميلاد "إمام الدعاة" الشيخ محمد متولى الشعراوى أشهر مفسري القرآن الكريم في العصر الحديث بطرق مبسطة وعامية مما جعله يستطيع الوصول لشريحة أكبر من المسلمين في جميع أنحاء العالم العربي؛ لذا اشتهر بلقب "إمام الدعاة" لقدرته على تفسير أي مسألة دينية ببساطة ويُسر.
كان أسلوبه يناسب جميع المستويات والثقافات فلقد فسر القرآن وكان رمزًا للدعاة المتفقهين فى دينهم، واجتمع على حبه كل المسلمين فى العالم وعشقه الجميع بما له من أسلوب جذاب فى تفسير القرآن وجملته الشهيرة في بداية كل درس ديني: "وقفنا في اللقاء السابق عند قول الحق سبحانه.." ووصفه الكثير من العلماء بأنه مجدد الدين لهذه الأمة.
ولد محمد متولي الشعراوي في 15 أبريل عام 1911م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره. في عام 1922 م التحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وأظهر نبوغًا منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م، ودخل المعهد الثانوي، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.
كانت نقطة تحول في حياة الشيخ الشعراوي، عندما أراد والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، وكان الشيخ الشعراوي يود أن يبقى مع إخوته لزراعة الأرض، ولكن إصرار الوالد دفعه لاصطحابه إلى القاهرة، ودفع المصروفات وتجهيز المكان للسكن.
واشترط على والده أن يشتري له كميات من أمهات الكتب في التراث واللغة وعلوم القرآن والتفاسير وكتب الحديث النبوي الشريف، واشترى له كل ما طلب قائلًا له: أنا أعلم يا بني أن جميع هذه الكتب ليست مقررة عليك، ولكني آثرت شراءها لتزويدك بها كي تنهل من العلم.
التحق "الشعراوي" بكلية اللغة العربية سنة 1937م وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، ومقاومة المحتلين الإنجليز سنة 1919م اندلعت من الأزهر الشريف ومن الأزهر خرجت المنشورات التي تعبر عن سخط المصريين ضد الإنجليز المحتلين. ولم يكن معهد الزقازيق بعيدًا عن قلعة الأزهر في القاهرة، فكان يتوجه وزملاؤه إلى ساحات الأزهر وأروقته، ويلقى بالخطب مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة وكان وقتها رئيسًا لاتحاد الطلبة سنة 1934م.
تخرج عام 1940 م وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م. بعد تخرجه عين الشعراوي في المعهد الديني بطنطا ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذًا للشريعة في جامعة أم القرى.
اضطر الشيخ الشعراوي أن يدرس مادة العقائد رغم تخصصه أصلًا في اللغة وهذا في حد ذاته يشكل صعوبة كبيرة إلا أن الشيخ الشعراوي استطاع أن يثبت تفوقه في تدريس هذه المادة لدرجة كبيرة لاقت استحسان وتقدير الجميع.
عُين الشيخ الشعراوي في القاهرة مديرًا لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ حسن مأمون.. ثم سافر بعد ذلك إلى الجزائر رئيسًا لبعثة الأزهر هناك ومكث بالجزائر حوالي سبع سنوات قضاها في التدريس وأثناء وجوده في الجزائر حدثت نكسة يونيو 1967 وعاد الشيخ الشعراوي إلى القاهرة وعين مديرًا لأوقاف محافظة الغربية فترة ثم وكيلًا للدعوة والفكر ثم وكيلًا للأزهر ثم عاد ثانية إلى السعودية حيث قام بالتدريس في جامعة الملك عبد العزيز.
وافق الشيخ الشعراوي علي تولي منصب وزارة الأوقاف عام 1976، وروي الشيخ سبب قبوله المنصب قائلًا: "من كثرة ما سئلت كنت أرد على كل من سألنى.. إذا كانت الوزارة خيرا فقد دخلنا فيه وإذا كانت شرًا فقد خرجنا منها"، وقد أصدر قرارًا وزاريًا بإنشاء أول بنك إسلامي في مصر لكنه بمرور الوقت شعر بأن الوزارة ليست مكانه وكان يردد دائمًا أمام رئيس الوزراء ممدوح سالم "اعتقوني لوجه الله" حتى ترك الوزارة مع أول تعديل بعد أقل من عامين في منصبه.
وحاول الرئيس السادات إنهاء خريف اعتقالات سبتمبر 1981 وامتصاص غضب الناس عليه عن طريق الاستعانة بالشيخ الشعراوي في منصب شيخ الأزهر لكن الشعراوي احتج بلهجة تهكمية "وشيخ الأزهر اللي موجود هتعملوا فيه إيه؟" ورفض تمامًا المنصب.
الداعية الإسلامي الشيخ محمد متولي الشعراوي، كانت تربطه علاقات كثيرة مع رؤساء مصر كما كان له العديد من المواقف معهم منها ما هو خاص بالدين وكذلك السياسة حيث كان لا يخشى لومة لائم في قول رأيه حتى وإن خالفه الآخرون.