الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

حكاية الهلال والصليب في "ميت دمسيس" الدقهلية

قبر «مار جرجس» بجوار مدفن «محمد بن أبوبكر الصديق»

مدفن محمد بن أبو
مدفن محمد بن أبو بكر الصديق و قبر مار جرجس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليس غريبا أن نجد فى إحدى القرى آلاف المسلمين يتوجهون للصلاة داخل المسجد كل جمعة ولكن جمعة أمس، مختلفة فنرى فى عدد من القرى آلاف الأهالى يتوجهون فى نفس اليوم للصلاة بعضهم فى المسجد والآخر فى الكنيسة كرسالة للعالم بأن الإرهاب لن يفرق أبدا بين أبناء الوطن.
وخير دليل على ذلك قرية «ميت دمسيس» التابعة لمركز «أجا» والتى تسمى بقرية «الوحدة الوطنية»، والتى تضرب أروع الأمثلة للوحدة الوطنية فهى تحتضن المسجد والكنيسة، حيث نجد مسجد الصحابى الجليل محمد ابن أبى بكر الصديق المقابل لكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس، والذى لا يفصل بينهما سوى شارع لا يتعدى الخمسة أمتار، ويطل الاثنان على فرع النيل، كما أن الاحتفال بمولد الصحابى الجليل محمد بن أبى بكر الصديق، يقام فى شهر أغسطس نفس شهر الاحتفال بالشهيد مار جرجس والذى يؤكد عمق المحبة بين نسيج الشعب الواحد وعظمته وأن مصر تضرب بجذورها فى الأعماق ويعيش على ترابها بناء صلب ومتماسك هو الشعب العظيم.
ويؤكد أهالى القرية أنهم يعيشون معا فى سلام وأمان لا فرق بين مسيحي ومسلم  فجميعهم أبناء قرية واحده لا يوجد بينهم أي تعصب أو فتنه يتحركون سويا فى حالة حدوث أى أزمة أو مشكله لأى فرد بينهم متمنين أن يأتى دعاة الفتنه ليروا كيف يعيشون هنا .
مار جرجس
وأشاروا إلى أنهم فى احتفالية الشهيد مارجرجس يأتى للقرية الآلاف من المسيحين من مختلف محافظات مصر وتصبح بيوت المسلمين مكان استضافة لهم حيث يصل الزائرون خلال الاحتفالات إلى الآلاف ولم تشهد القرية طوال السنوات الماضية أى اختلاف أو حدوث أى مشاكل أثناء الاحتفال. الجدير بالذكر أن الشهيد مارجرجس من قرية كبادوك بفلسطين واستشهد فى عهد الإمبراطور الرومانى ديقلديانوس بعد أن عذبه ٧ سنوات لرفضه عبادة الأصنام والدير موجود به ذراع الشهيد مارجرجس أحد شهداء وقديسى الكنيسة وهو موضوع داخل أنبوب من الخشب ومدفون داخل القبر وكل عام فى نفس الوقت يتم غسل الذراع بالحنوط ضمن احتفالات الدير بعيد استشهاده.
محمد بن أبى بكر الصديق 
والصحابى محمد بن أبى بكر الصديق والذى كان واليا على مصر فى عهد الإمام على بن أبى طالب واستشهد على يد معاوية بن خديج الذى قتله بأوامر من معاوية بن أبى سفيان، والقبر تم اكتشافه عام ١٩٥٠ عندما كان يتم تجديد المسجد والحفر لإقامة المأذنة، فكلما قام العمال ببناء متر من المأذنة تتهدم فى اليوم الثانى، فاضطروا للحفر لمسافة كبيرة حتى وجدوا صخرة كبيرة، ووجدوا لوحة خشبية عليها اسم محمد بن أبى بكر الصديق بالخط الكوفى، وحصلت عليها هيئة الآثار الإسلامية كما أن هناك أقاويلا أن الجسد دفن قرب جامع الإمام الحسين والأزهر بالقاهرة، وأن خادمه قام بالحفر وأخذ الرأس ودفنه بالمسجد بميت دمسيس.