الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

قرارات حاسمة للرئيس.. مصر تتحدى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يخطئ من يظن أن جماعة الإخوان الإرهابية ليست هى المسئولة عن الحادثين الإرهابيين اللذين استهدفا كنيستى مار جرجس بطنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وبالرغم من ادعائهما أن «داعش» أعلنت مسئوليتها عن هذه الجرائم، والمؤكد أن كل التنظيمات الإرهابية سواء أكانت القاعدة أم داعش أم أنصار بيت المقدس أم جبهة النصرة، كلها خرجت من رحم وعباءة هذه الجماعة الإرهابية، وكان لهذين الحادثين الإرهابيين أسباب عدة منها الضربات الاستباقية والموجعة التى قامت بها قوات إنفاذ القانون من رجال الجيش والشرطة فى سيناء، ومنها النتائج الطيبة فى العلاقات المصرية الأمريكية بعد قمة الزعيمين: السيسى وترامب. واللقاءات التى تمت بين الرئيس وكل المسئولين فى الإدارة الأمريكية، وتطابق وجهتا النظر المصرية الأمريكية بشأن مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى حالة القلق التى تسود التنظيم الإرهابى للإخوان خشية أن يتخذ الرئيس الأمريكى ترامب قراره باعتبار الجماعة تنظيمًا إرهابيًا، ومنها أيضا محاولة الإخوان إحداث فتنة طائفية بين أبناء الشعب المصرى، لكن التفجيرين بالكنيستين فى طنطا والإسكندرية استهدف الوطن وسالت دماء الشهداء فى الكنيستين بين الأقباط وهم يؤدون صلاتهم، والمسلمين سواء أكانوا مواطنين أبرياء أم رجال الشرطة الذين سقط منهم ٧ شهداء، بينهم ٣ من الشرطة النسائية، من بينهن العميدة نجوى الحجار والمقدم عماد الركايبى، حيث تصدى رجال الشرطة البواسل للإرهابى الذى أراد اقتحام الكنيسة وهو يرتدى حزاما ناسفا، وكان بداخل الكنيسة المرقسية بالإسكندرية قداسة البابا تواضروس ليرأس الصلاة، والحمد لله لم يصب بأى مكروه.
وكانت حصيلة التفجيرين الإرهابيين للإخوان المتأسلمين فى الكنيستين بطنطا والإسكندرية استشهاد ٤٨ شهيدًا من بينهم ٧ من رجال الشرطة وإصابة ١٢٦ من الأقباط والمسلمين.
وفور هذا الحادث الإرهابى دعا الرئيس السيسى إلى عقد اجتماع لمجلس الدفاع الوطنى لبحث تداعيات جريمة تفجير الكنيستين، وعقب الاجتماع أعلن الرئيس السيسى أنه سيتم اتخاذ العديد من الإجراءات والقرارات لمواجهة الإرهاب، وفى مقدمتها إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر عقب استيفاء الإجراءات الدستورية والقانونية، بهدف حماية الوطن والشعب، وهو حق أصيل لرئيس الجمهورية إذا استشعر وجود خطر داهم يهدد حياة الأمة، كما قرر الرئيس تشكيل مجلس أعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف بضبط الموقف إعلاميًا وقضائيًا وقانونيًا أو ما يتعلق بالخطاب الدينى.
وقد تحدث الرئيس السيسى للأمة مؤكدًا أن الأجهزة الأمنية ستقوم بتكثيف جهودها لضبط الجناة والمجرمين ومن وراءهم حتى تتم محاسبتهم.
وناشد الرئيس الإعلام بتوخى الحذر فى مصر وشعبها، وأن يتعامل الخطاب الإعلامى بمصداقية ومسئولية ووعى، وطالب الرئيس فى كلمته أيضا بتجديد الخطاب الدينى لمواجهة الفكر المتطرف للجماعة الإرهابية، وناشد مؤسسات الدولة أن تتصدى بمسئولية لمجابهة التطرف فى مصر.
وأضاف الرئيس: إن المصريين قاموا بعمل عظيم جدًا، وتصدوا لمخطط كبير جدًا، وأفشلوا عملا وجهدًا وتخطيطا لتنظيم إرهابى فاشى للسيطرة على الدولة وتحطيمها. ووجه الرئيس رسالته للشعب قائلًا: لا بد أن تعلموا أن ما يحدث هو محاولة لتحطيم الشعب وتمزيقه، لأنه طالما كان الشعب كتلة واحدة سيصعب على أى أحد أن يهزم البلد أو يهدمه، وأكد أهمية تثبيت الدولة المصرية، وقال إنه تم عمل إجراء ضد السياحة والشعب المصرى لا يزال صامدًا كما صمد الشعب على الإجراءات الاقتصادية وضد الإجراءات الإرهابية الضخمة والشعب قادر على مواجهتها.
وشدد الرئيس على ضرورة محاسبة الدول التى دعمت وتدعم الإرهاب، وطالب المجتمع الدولى بضرورة محاسبة هذه الدول.
وطالب الرئيس السيسى المصريين بتحمل الألم والشعب أثبت خلال السنوات الماضية صلابة يتعجب لها الناس، ليس فقط فى مواجهة الإرهاب والتطرف، بل فى مواجهة المصاعب الاقتصادية والحياتية، وقدم للشعب كل التقدير والاحترام.
وأعتقد أنه فى ظل قرار الرئيس بتشكيل مجلس أعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف أن يتم إنشاء مجلس أعلى لتجديد الخطاب الدينى برئاسة د. أسامة الأزهرى، وتحت إشراف رئاسة الجمهورية، ما دام شيخ الأزهر لم يستجب لنداءات الرئيس فى هذا الشأن.
القرارات التى اتخذها الرئيس عبدالفتاح السيسى هى قرارات حاسمة تتناسب وحجم التهديدات التى تهدد الأمن القومى المصرى، وفى الوقت ذاته مصر تتحدى وتحتشد.. دماء المصريين من أقباط أو مسلمين سالت فى أرض الكنيستين مار جرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية، والمصريون انهالوا على المستشفيات للتبرع بالدم فى محافظتى الغربية والإسكندرية لعلاج الجرحى والمصابين.. أيضا مجلس النواب وافق على قرار تعديل قانون الإجراءات الجنائية الخاص بالإرهاب. القوات المسلحة بالتنسيق الكامل مع وزارة الداخلية يقومون حاليا بأمر الرئيس السيسى بتأمين كل المنشآت الحيوية فى الدولة.. وإذا كان لنا أن نقدم التحية لشهداء الوطن من المسيحيين والمسلمين فى حادثى طنطا والإسكندرية، فإننا نقدم أيضا التحية لرجال ونساء الشرطة الذين استشهدوا فى الحادثين، ولولا شجعاتهم وتضحياتهم لكانت العواقب وخيمة.