شهدت أنحاء الجمهورية في الساعات الماضية، تغيرات ملحوظة في حالة الطقس بعد انتشار موجة شديدة البرودة على العاصمة خاصَة قبيل موسم الربيع بأيام، حيث سيطرت الظواهر الطبيعية من البرق والرعد على الأحوال الجوية، في لفتة خطفت الأبصار وجذبت الانتباه إليها، نظرًا لكمية الطاقة الصادرة عنها، وبالرغم أن الرعد والبرق ظاهرة مرعبة، عند بعض الأشخاص إلا أنّها ظاهرة مفيدة، وهذا ما سنوضحه إليكم.
في البداية، نقدم إليكم تاريخ تفسير ظاهرة البرق والرعد:-
أوّل من حاول تفسير ظاهرة البرق والرعد هو الباحث الأمريكي بنجامين فرانكلين في الظواهر الكهربائية عام 1752م بتجرُبة شهيرة باستعمال الطائرة الورقية والمِفتاح؛ ليُثبت أنّ البرق ما هو إلا شكل من أشكال الكهرباء، كما اخترع طريقة للتخلَص من شَحنات البرق التي تضرِب المباني باختراع مانعة الصواعق.
الأسباب التي تؤدي إلى حدوث البرق والرعد:-
عندما يجتمع الهواء البارد والهواء الحار، يحمل الهواء الحار قطرات الماء ويُكوّن سُحُب ترتفع للأعلى، أمّا الهواء البارد فيتّجه للأسفل ويحمل معه بِلّورات الثلج ويُكوّن السحب الرّكامية المسبّبة للبرق.
خلال العاصفة، قطرات الماء وبلّورات الثلج تتحرّك وتصدم ببعضها البعض مولّدة شحنات كهربائية ساكِنة في السحب، فهذا يجعل السحُب مشحونة بشحنة سالبة من الأسفل وموجبة من الأعلى، ومولدةً طاقة ساكنة. تتحرّر هذه الطاقة وينتُج البرق بين القسم السالب أسفل السحابة والقسم العلوي في نفس السحابة أو في سحابة أخرى أو بين السحابة وسطح الأرض.
أنواع ظاهرة البرق:-
البرق بين السحب: النوع الأكثر شيوعًا للتفريغ الكهربائي، وتتكوّن في نفس غيمة العاصفة الرعدية؛ حيثُ تتنقّل بين الأماكن مختلفة الشحنة في نفس الغيمة، ولا تكون مرئيّة دائمًا للمشاهد على الأرض.
البرق من السُّحب إلى سطح الأرض: له شَكْلين موجب غير متفرع، وسالب متفرع وهو الأكثر انتشارًا، والشكل السالب يحدث عند تفريغ الشحنات كهربائية بشكل ضخم بين قاعدة السُّحب الرّكامية المشحونة بشحنة سالبة، وسطح الأرض المشحون بشحنة موجبة. أمّا النوع الموجب يكون خط واحد وهو قليل الحدوث، ويتميّز بصوت عالي جدًا كتفجير قنبلة صوتية.
البرق من الأرض نحو السحب: وهو تفريغ للشحنات بين الغيوم والأرض صعودًا؛ حيثُ تنشأ من مكان قريب من الأرض ظاهريًا، وتحدُث غالبًا في المدن ذات الأبراج العالية وناطحات السحاب.
برق أنفيل: وهو نوع من البرق والرعد يُشبه شَكل الشجرة على نحو أفقي، يستطيع الإنسان أو المصور التقاط صورة واضحة له نتيجة لبُطء حركتها، وهذه السرعة القليلة للحالة تكون بسبب حدوثها على ارتفاعات عالية جدًا؛ لذلك تبدو للنّاظر أنّها تتحرك بنعومة، كما أنها واسعة الانتشار.
برق الحبيبات: هي حالة يظهر فيها البرق على شكل متقطع ومُقسّم لأجزاء؛ لذلك يسمّى بالحبيبات. يكون ذو شكل صغير غير واضح؛ لذلك من الصعب التقاطه بالكاميرات إلا في حالة القرب من الصاعقة.
البرق الوشاح: يحدث في العواصف الرعدية التي تكون فيها رياح سريعة ويضرب البرق مرة أخرى.
البرق الكروي أو العوامة: يوصف بالعوامة ويظهر ككرة مضيئة في السماء وهي ظاهرة نادرة الحدوث، يمكن لهذا البرق أن يكون سريع أو بطيء، أو بلا حركة حتّى. بعضُها له صوت رعد منخفض أو بلا صوت. هذا النوع لم يُسجَّل من قِبَل خُبراء الأرصاد الجوية.
أبرز فوائد ظاهرة البرق:-
-تثبيت النّيتروجين في التربة؛ حيثُ تقوم حرارة الصواعق بتحويل النيتروجين الموجود في الهواء إلى ثاني أكسيد الكربون، الذي يرتبط بجزيئات المطر ويسقط على التربة، وهذا بديل جيّد للسماد العضوي الذي يستخدمه المزارعون، وخاصة للمزروعات المُحتوية على البروتين.
-زيادة نسبة غاز الأوزون في الجو؛ حيثُ يقوم البرق بطاقته العالية على تحويل الأوكسجين O2 إلى أوزون O3.
-تصفية الجوّ من العوالق الملوّثة كالأتربة والغبار وحبوب اللقاح.
