السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

استراتيجية جديدة لدولة البغدادي في أفريقيا

بوكو حرام
بوكو حرام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشف تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، عن أن استخدام متشددي جماعة "بوكو حرام"، الموالية لتنظيم "داعش" الإرهابي، للأطفال كمفجرين انتحاريين زاد في 2017، خاصة في الدول التي تقاتل فيها "بوكو حرام" في منطقة بحيرة تشاد، وهي: نيجيريا والنيجر والكاميرون والتشاد.
وبحسب التقرير التابع للمنظمة أن الجماعة المسلحة استخدمت أكثر من 27 طفلًا في هجمات انتحارية استهدفوا فيها الأكمنه والأسواق، في الشهور الأولي من العام الحالي، وأضافت المنظمة أنه كان هناك تسع حالات في نفس الفترة من العام الماضي وأن 30 طفلا استخدموا لتنفيذ تفجيرات طوال عام 2016، وكان معظمهم فتيات.
فسر الخبراء والمحللون أن تركيز "بوكو حرام" على استخدام الأطفال، يعود إلى عدة أسباب صعوبة اكتشافهم والتعامل معهم كمدنيين، وبالتالي سهولة تنفيذ العمليات الانتحارية في أماكن مختلفة ومتعددة مكتظة بالسكان، تمكن الجماعة من الوصول إلى نتيجة مرضية، إضافة أن تجنيد الأطفال لا يشكل تكلفة على الجماعة المسلحة، ومن ثم تستطيع تجديد دمائها.
واعتمدت "بوكو حرام" في تجنيد الأطفال على عمليات الخطف عمليات الاختطاف الجماعي للفتيات والأطفال، ومؤخرًا اتضح من خلال وقائع أن استخدام الجماعة إلى عمليات الاختطاف، كانت بمثابة تجربة مبدئية إلى أن وصل الحال إلى استخدام الأطفال تحت تأثير المخدرات، بعد أن أثارت عمليات الاختطاف ضجة، وكان من أمثلة استخدام "بوكو حرام" للمخدر فتاة عمرها 16 عاما من تشاد فقدت ساقيها بعد تخديرها وإجبار الجماعة المسلحة لها على المشاركة في محاولة هجوم انتحاري على سوق مزدحم.
المشهد لم يتوقف عند هذه الصورة بل وصل حد استخدام الأطفال الرضع، كاستراتيجية جديدة تتبعها بوكو حرام، لتسهيل تنفيذ العمليات الانتحارية بشكل موسع وسريع في أفريقيا، خاصة بعد نجاح عملية انتحارية نفذتها مجموعة من النساء كن يحملن أطفال رضع، وقمن بالتفجير في النقطة الأمنية في يناير الماضي، معتبره وجود أطفال رضع في خطط الجماعة أمر لا يدعو للشك.
في هذا السياق رأى الدكتور أيمن شبانه، الخبير في الشأن الأفريقي، أن استخدام جماعة "بوكو حرام" للأطفال على نفس النهج الذي اتبعه تنظيم "داعش" في وقت سابق، يؤكد أن هناك مخطط داعشي للانتشار والتمكن من الجانب الأفريقي، خلال تنفيذ عمليات انتحارية غير مكلفة ونجاحها مؤكد.
وأوضح شبانه، في تصريح خاص لـ"البوابة"، أن استراتيجية بوكو حرام لاستخدام الأطفال، يشير إلى وجود مخطط منتظم لدى الجماعة لتجديد دمائها، خاصة بد تعرضها لهزائم كبيرة من الجيش النيجيري في يناير من الماضي، فقدت خلالها العديد من المناطق التي كانت تحت نفوذها والعديد من عناصرها وتغيرت ديناميكية الحرب وتحولت كثير من المناطق النيجيرية من منطقة حرب إلي آمنة، الأمر الذي دفع الجماعة إلى استراتيجية استخدام الأطفال كمحاولة لتعويض الخسائر.
وقالت الدكتورة أميرة عبد الحليم، الباحثة في الشأن الأفريقي، أن الاعتماد على النساء والأطفال ضمن استراتيجيات بوكو حرام لتنفيذ عمليات انتحارية، يشبه كثيرًا التكتيكات التي اتبعها تنظيم "داعش"، الأمر الذي يشير إلى أن جماعة بوكو حرام، تسير وفق تعليمات وخطط مباشرة برعاية "داعش"، في مواجهة الجيوش النظامية والتحالفات الإقليمية والدولية لمواجهة الإرهاب.
وأضافت عبدالحليم، أن استخدام "بوكوحرام" للأطفال يحمل كثير من الدلالات على الاستقرار على منطقة غرب افريقيا والساحل الافريقي الذي تتواجد فيه هذه الجماعة الإرهابية، وبالتالي تغير بوكو حرام لاستراتيجية عملها يلقي بضغوط كبيرة على مواجهة هذه الجماعة خاصة من قبل التحالف الاقليمي الذي تكون مع بداية 2015 لمواجهة هذه الجماعات.
وتابعت: "تواجد بوكو حرام وتمركزها وسط المدنيين، يؤدي إلى صعوبة مواجهتها، مبينة أن تريز الجماعة على الأطفال يجعل اكتشاف ومواجهة العمليات الانتحارية قبل وقعها شبة مستحيل.