السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

دراسة: أعمق مكان على الأرض يحتوي على مستويات تلوث "غير عادية"

 أعمق مكان على الأرض
أعمق مكان على الأرض
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت دراسة جديدة أجراها علماء بجامعة نيوكاسل في المملكة المتحدة، أن خندق"ماريانا" فى المحيط الهادىء أحد أكثر المواقع النائية على الأرض حيث تفوق كمية الملوثات المتواجدة في أحد أنهار الصين شديدة التلوث.
ويعد خندق "ماريانا" هو أعمق نقطة على سطح الكرة الأرضية ويقع غرب المحيط الهاديء إلى الشرق من جزر ماريانا الشمالية قبالة السواحل الشرقية لليابان والفلبين، ويصل عمق أبعد نقطة في خندق ماريانا حوالي 30ر11 كيلومتر تحت سطح الأرض.
وقد تمكن العلماء من اصطياد بعض القشريات التي تعيش في هذا الخندق، والذي يمتد على مسافة 36 ألف قدم (11ألف متر) تحت مستوى سطح البحر، بواسطة غواصة روبوت.
وقد كشفت مجلة "ناتشرإيكولوجي أند إفولوشن"، أن العلماء وجدوا مواد ملوثة في تلك القشريات أكثر 50 مرة من الملوثات الموجودة بسرطان البحر في نهر لياوهه، أحد الأنهار الأكثر تلوثا في الصين. 
وتشمل المواد الكيميائية التي اكتشفها العلماء اثنين من الملوثات العضوية الثابتة، التي تم انتاجها في الفترة بين ثلاثينيات وسبعينيات القرن الماضي.
وتفيد الدراسة أن حوالي 3ر1 مليون طن من هذه المواد الكيميائية قد تم انتاجه على الصعيد العالمي في تلك الفترة الزمنية، وانتشرت بعضها في أنحاء البيئة بسبب الحوادث الصناعية وعمليات التصريف، أو تسرب النفايات، أو الحرق غير الكامل.
وأوضحت الدراسة أن الملوثات العضوية الثابتة لا تتحلل بسهولة، ولذلك فإنها تظل موجودة في البيئة لفترة طويلة بعد أن تصل إليها.
ويقول آلان جاميسون، رئيس فريق البحث بجامعة نيوكاسل في المملكة المتحدة، "ما زال الإنسان يفكر في أعماق المحيطات باعتبارها أراض بعيدة وبكرة وآمنة من التأثير البشري، ولكن للأسف، أظهرت أبحاثنا أن هذا التصور أبعد مايكون عن الحقيقة". 
وأضاف "الحقيقة أننا وجدنا مستويات غير عادية من هذه المواد الملوثة مما سيؤدي إلى أثار مدمرة طويلة الأجل للبشرية على هذا الكوكب".
ويعتقد العلماء أن الملوثات العضوية الثابتة وجدت طريقها على الأرجح إلى الخندق من المناطق الصناعية في شمال غرب المحيط الهادئ، وقد سقطت إلى القاع من خلال "عمود الماء"، وهو مصطلح يقصد به العمود المائي الممتد من سطح الماء حتى رواسب القاع. كما توضح الدراسة أن الملوثات العضوية الثابتة علقت تحت المواد الغارقة مثل البلاستيك المتحلل والحطام في البقعة التي يطلق عليها "دوامة القمامة فى المحيط الهادي"، وتجمعت في الخندق، وظلت هناك لأن المياه لا تتدفق كثيرا إلى الخندق ولذلك لايمكن صرف المواد الكيميائية به.
ويرى العلماء أنه من المحتمل أن تكون الملوثات العضوية الثابتة قد تراكمت بصورة سريعة في الخندق. فقد أتيح للعلماء عن طريق الإشعاعات الغارقة، والناجمة عن كارثة فوكوشيما النووية عام 2011، معرفة مدى سرعة غرق المواد من السطح إلى القاع، والتي تستغرق مدة زمنية تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر.
ويقول العلماء أن خندق ماريانا يعد موطنا لمجموعة متنوعة من المخلوقات البحرية، بما في ذلك حلزون البحر، وقنديل البحر المتوهج، والأميبا العملاقة، والتي من الممكن أن تكون قد تعرضت لتلك المواد الكيميائية على الرغم من موقع الخندق البعيد.