الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"البوابة نيوز" تكشف سبب إصدار "بيت المقدس" لـ"صاعقات القلوب"

المداهمات فى سيناء
المداهمات فى سيناء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حاول تنظيم ما يسمى بـ«ولاية سيناء» الإرهابي، تماسك عناصره بعد الهزائم التى يتلقاها ليل نهار فى كل الأماكن التى حاول التواجد بها خلال السنوات الماضية، من خلال إطلاق إصدار يحمل اسم «صاعقات القلوب»، واعتمد فيه على قنص مجموعة من أبطال الجيش، وعرض الإصدار مجموعة من اللقطات التى تم عرضها من قبل فى إصدارات قديمة كانت بُثت من قبل.
ويعد هذا الإصدار هو الأول من نوعه للتنظيم، المركز على الحديث عن الجنود والجيش من البداية إلى النهاية، ولم يلتفت لمرة واحدة نحو أهالى سيناء، والذى دائمًا ما يتحدثون عنهم فى جميع الإصدارات، ولعل هذا الهجوم كانت وراءه خلفيات قديمة وحرب شرسة قادها الجيش تجاههم حتى أصابهم بالجنون.
وللوقوف على حقيقة هذه التداعيات، رصدت «البوابة»، جهود القوات المسلحة فى مواجهة الإرهاب فى سيناء منذ يناير ٢٠١٦، وحتى الآن، لمعرفة حصيلة الخسائر البشرية والمادية التى لحقت بالعناصر «التكفيرية» فى سيناء.
وبحسب الأرقام التى حصلنا عليها من البيانات الرسمية، خلال أكثر من ١٥ شهرًا، فقد تمكنت قوات الجيش المصرى بمعاونة قوات الداخلية من قتل، ٨٠٠ ممن وصفهم المتحدث العسكرى بالعناصر «الإرهابية»، بينهم أبودعاء الأنصارى وأبوأنس الأنصارى «زعيم جماعة أنصار بيت المقدس» والذى اعترف التنظيم فيما بعد بمقتلهما، ذلك بالإضافة إلى تدمير ١٣٠ سيارة، و٢٠٠ دراجة بخارية، و٦٧٩ منزلًا ومقرًا لهم، وإلقاء القبض على ١٩٥ مشتبهًا بهم.
كما تمكنت قوات إنفاذ القانون نهاية الشهر الماضي، من تطهير أكبر الأوكار الإرهابية، ومن بين تلك المناطق وأكثرها خطورة منطقة جبل الحلال التى استطاع أبطال ومقاتلو الجيش الثالث الميدانى تحطيم أسطورته الإجرامية وفرض السيطرة الكاملة عليه وتطهيره من الإرهاب فى ملحمة بطولية جديدة.
وخلال نفس الفترة قتل كل من أشرف الغرابلى، وأيمن أنور، وصبرى خليل، وأحمد السجينى، وعماد الدين عبدالحميد، ضابط قوات مسلحة سابق، ومحمد أحمد نصر، وآخر يدعى محمود المسئول الإعلامى للتنظيم، بالإضافة إلى عشرات القتلى من الصف الثانى والثالث فى التنظيم.
كما أن حالة الجنون جاءت بعد مقتل عدد من قادة التنظيم، ولعل أبرز تلك القيادات الجديدة كمال علام، فى مصر، ويعد كمال علام من أبناء محافظة شمال سيناء، وكان زعيمًا لجماعة التوحيد والجهاد قبل انضمامه لداعش، وظهر «علام» فى عدة إصدارات لتنظيم داعش الإرهابى وهو يحمل أسلحة ثقيلة ومتوسطة، كما ظهر فى الإصدار الأخير للتنظيم، مهددًا الدولة المصرية.
وفى مطلع مارس من العام الماضي، أعلن مسئولون أمنيون عن مقتل القيادى فى تنظيم «أنصار بيت المقدس» شادى المنيعي، الذى يعد أحد أهم مصادر تمويل التنظيم، كونه أحد أثرياء سيناء، التى ارتكبت عددًا من العمليات الإرهابية الكبرى عقب ثورة ٣٠ يونيو، منها عملية قتل الجنود فى رمضان أثناء الإفطار وغيرها من العمليات.
أبوأسامة المصرى، أحد قادة التنظيم، والذى قيل عنه إنه «شرعي» التنظيم، تميز أبوأسامة المصرى، بكلماته الصوتية القوية وظهر فى أكثر من إصدار مرئى، تخلله عمليات عنف مسلح ضد الشرطة والجيش، ولكن دون أن يكشف عن وجهه الحقيقى، بخلاف شادى المنيعى وكمال علام القياديين بـ«داعش»، وبعدها بشهور قليلة تمكنت القوات المسلحة من القضاء عليه على إثر غارة جوية.
وفى ٣٠ أغسطس ٢٠١٦، أعلن العميد محمد سمير، المتحدث العسكرى المصري، مقتل أبودعاء الأنصارى زعيم تنظيم «بيت المقدس»، بقوله: إنه «بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة من القوات المسلحة، قامت قوات مقاومة الإرهاب بالتعاون مع القوات الجوية بتنفيذ عملية نوعية استهدفت خلالها توجيه ضربات دقيقة ضد معاقل تنظيم أنصار بيت المقدس فى سيناء». 
وتابع: «وتمكنت القوات خلال هذه الضربات من قتل زعيم تنظيم أنصار بيت المقدس المدعو أبودعاء الأنصاري، وعدد من أهم مساعديه، وتدمير مخازن أسلحة وذخائر ومتفجرات تستخدمها تلك العناصر، إضافة إلى مقتل أكثر من ٤٥ عنصرًا إرهابيًا وإصابة العشرات من التنظيم».
وفى العام الحالى تمكنت القوات المسلحة من تصفية مجموعة من قادة التنظيم الإرهابي، أبرزهم أبوأنس الأنصاري، الذى اعترف التنظيم بمقتله عبر إحدى العمليات التى يقوم بها رجال الجيش ضد التنظيمات الإرهابية، التى حاولت اتخاذ سيناء مرتعًا لها.
وبحسب صحيفة «النبأ»، الناطقة باسم تنظيم داعش الإرهابي، نعى التنظيم وفاته بقوله: «رحمك الله يا أبا أنس، لقد أتعبت من بعدك يا صاحب الهمة العالية، بكتك نقاط الرباط يا محب الرباط وفقدك أفراده»، ولم تذكر المجلة أى معلومات عن حياته قبل انضمامه إلى التنظيم، وهذا دليل على أنه كان أحد المطلوبين أمنيًا أو غير موثوق فيهم.