السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"ترامب" و"السيسي.. وقمة العظماء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حينما التقى الرئيس السيسى بالرئيس ترامب وتبادلا الكلمات بصراحة، أنه لا يوجد أى شك أن الرئيس الأمريكى سيساند الرئيس السيسى الذى قام بدور صعب للغاية، وأن الولايات المتحدة تساند مصر وشعب مصر وأضاف الرئيس ترامب بلغة صادقة إلى الرئيس السيسي: «صدقنى الولايات المتحدة تساند وتؤيد مصر» وأضاف ترامب: «صدقنى إن لديك صديقًا وحليفًا كبيرًا فى الولايات المتحدة»، ورد السيسى على ترامب قائلا: «تقبلوا مني عميق التقدير والإعجاب بشخصيتكم الفريدة وبوقوف إدارتكم أمام قوى الشر والإرهاب والأيديولوجيات»، وأوضح الرئيس السيسى لترامب: «سوف تجدنى أؤيدكم بكل قوة وبكل جدية فى إيجاد حل لمشكلة القرن» مشيرًا بذلك إلى الإرهاب.
وعلى مستوى آخر عبر مسئولو البيت الأبيض عن ترحيب الإدارة الأمريكية باستقبال الرئيس السيسى، باعتبارها أول زيارة لرئيسى مصرى للبيت الأبيض منذ عام ٢٠٠٠.
وأشاد الرئيس الأمريكى بما يقوم به الرئيس السيسى من خطوات إصلاحية جريئة، وأضاف أن المصريين أوضحوا لنا اهتمامهم بتقوية وضع الأمن، وستجرى محادثات حول إقامة نظام أمنى قوى ومكافحة الإرهاب وهزيمة داعش.
والمعروف أن برنامج الرئيس المصرى خلال الأيام المقبلة سيشمل عددًا كبيرًا من لقاءات الرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات الأمريكية، فضلًا عن لقاءات مع مديرة صندوق النقد الدولى كريستين لاجارد، حيث يراجع الرئيس برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى تتبناه مصر بعد حصولها على قرض من الصندوق، وهو ١٢ مليار دولار، ويسعى الرئيس السيسى لزيادة الاستثمارات الأمريكية، وجذب كبرى الشركات الأمريكية للعمل فى مصر.
وعلى مستوى آخر قال الرئيس ترامب «إننى أريد أن يعلم الجميع فى حالة أى شك أننا حقيقة وراء الرئيس السيسى، لأنه قام بعمل عظيم فى مرحلة صعبة إذن، وعلى كل حال نحن وراء مصر وشعبها».
لا شك أن الرئيس السيسى وصل مصر، وهو يشعر بالسعادة ويحمل قائمة من مطالب مالية وسياسية.
وقال الرئيس ترامب لـ«السيسى»: «يهمنى أن أقول لكم إنه صديق كبير وحليف للولايات المتحدة».
وأوضح الرئيس ترامب أنه سيكون صديقًا وسيكون أيضًا حليفًا يتفهم ما يحتاجه الطرف الآخر.
على مستوى آخر كان الرئيس السيسى فى انتظار ترامب، وهو يتأهب أيضا للقائه، إذن كان كلاهما على أحر من الجمر لهذا اللقاء.
ومن الأكيد أن الرئيسين كانا أيام الرئيس باراك أوباما غير مستعدين ذهنيًا ولا نفسيًا أن يعملا سويًا لا سيما أن وزيرة الخارجية وقتها هيلاري كلينتون، كانت متحالفة مع الإخوان المسلمين، ومصر من ناحيتها كانت معادية للإخوان. إذن كان كل من ترامب والسيسي، رافضًا لأى تحالف أو تفاهم مع الإخوان المسلمين.
وكان أوباما وقتها أيضًا يقود العداء مع مصر وفى العلاقات الدولية تعودنا على أن نحتفظ بسرية الوقائع إلى أن نكتشف ما وراءها.
وبمتابعة ما وراء الأحداث، سنجد أن مثلًا الرئيس ترامب يعتبر الرئيس السيسى صديقًا كبيرًا له وحليفًا للولايات المتحدة، وهذا ما دفع الرئيس ترامب أن يحتفظ بتعبير خاص وهو أن ما بينه وبين الرئيس السيسى يعتبر علاقه مثل الكيمياء وبالتالى فهى خاصة جدًا.
ويندر لدى الرجال أن يستعملوا عبارة «كيمياء خاصة».
وعلى مستوى آخر نظرًا لمستوى العلاقات التى كانت تربط مصر بالإخوان المسلمين، فإنه كان أقرب إلى علاقة عداء من أن تكون علاقة تفاهم.
وعودة إلى علاقة بين عملاقين مثل ترامب والسيسى، فإن لغة الحوار بينهما هى لغة تفاهم، ولا شك أن ما يربطهم أيضًا هو الثقة فى الحاضر والمستقبل.
كل منهما يعرف ما يريد ويثق فيمن حوله ويثقا أيضًا فى مستقبل بلديهما.