السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

البيزنس الأسود.. صيدليات تصرف الأدوية بدون روشتة.. المضادات الحيوية وأدوية الأمراض المزمنة الأبرز.. عز العرب: قد تؤدي إلى الوفاة.. سالم: لا يوجد رادع للمخالف

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أن يلغي الصيدلي دور الطبيب المتخصص في تشخيص المرض ويقوم بالدور فهلوةً أو بزنسًة، هذا هو الأخطر الأن في على ساحة العلاج والدواء في مص، مريض يتوجع ويعاني من ظروف اقتصادية وصحية بالغتين، وصيدلي يقف هناك في صيدليته ينتظر الفريسة لينقض عليها، القضية حكاية ومأساة والتفاصيل مفزعة. 



البوابة حاولت في تجربة ميدانية الذهاب إلى عدد من الصيدليات؛ من أجل الحصول على مضاد حيوي لحساسية الصدر ونوع من المنشطات الصحية التي يَحرم تداولها وتناولها داخل صالات الجيم بعيدًا عن استشارة الطبيب أو المختص. 
المعيار العام وفقًا لنشرة الدواء- أي دواء- وخصوصًا الأدوية المزمنة، استشارة الطبيب قبل تناوله لما له من أعرض جانبية خطيرة بالنسبة لبعض الحالات، وحينما طلبنا الدواء لم يتردد أي من العاملين داخل الصيدلية على إحضار المستحضر الطبي دون روشتة طبية، وهو الأمر الذي أثار داخلنا تساؤلات حول حقيقة وجود رقابة على تسليم وتسلم الأدوية. 



وفجّر الدكتور محمد عز العرب، المستشار الدوائي لمركز الحق في الدواء واستشاري أمراض الكبد والجهاز الهضمي، مفاجأة كبيرة حينما أكد أن في مصر للأسف من الممكن لأي شخص يدخل لطلب أدوية، بداية من المضادات الحيوية ومرورًا بالأدوية المزمنة مثل أدوية السرطان وأدوية الكبد وأمراض الكلى والجهاز التناسلي وأمراض الدم أيضًا والتي تتفاعل مع أدوية أخرى دون أن يُسأل، مؤكدًا أن هناك مأساة جراء ذلك، مثل حدوث الكثير من المضاعفات الصحية للمرضى- على حد وصفه.
وأضاف: لا يوجد ما يجبر الصيادلة على صرف الأدوية بالروشتة، حيث لا يوجد نص قانوني يعمل على تجريم بيع تلك الأدوية، كما لا يتم محاسبة الصيدلي على الفعل، رغم خطورته على صحة المرضى، وهو ما يجعل عملية البيع والشراء تسير بسبب تحقيق البيزنس من قِبل الصيدلية، بغض النظر عن الأصول والأعراف الدولية في ذلك الصدد، وهو الأمر الذي يجب منعه وتقنينه؛ حرصًا على صحة المرضى، خاصة أنه أمر في منتهى الخطورة، وهناك أمراض تنتج عن بيع تلك الأدوية مثل سيولة الدم وحدوث خلل في وظائف الجسم وقد يؤدي للوفاة في بعض الأحيان، لافتًا إلى أن دول الخليج لا يوجد بها صرف أدوية سوى بالروشتة.
وأضاف عز العرب أن كل القواعد الطبية والصحية في العالم تنص في الأساس على عدم صرف أي أدوية دون روشتة، ولكن يوجد نظام OTC أي أدوية يمكن صرفها دون روشتة؛ لعدم وجود ضرر منها مثل مخفّضات الحرارة والآلام الروماتزمية وبعض المكمّلات والفيتامينات والمنشطات وهي أدوية لها مكان منفصل داخل الصيدلية الواحدة، وهو أمر شائع في مختلف دول العالم، بما في ذلك مصر، على أساس أنها تعالج العرَض وليس المرض.

ويتابع الدكتور مروان سالم، الخبير الصيدلي، أن هناك نوعين من الأدوية التي تُباع داخل الصيدليات، الأول وهو في كل دول العالم يمكن صرفه دون أي مشكلة دون استشارة الطبيب أو الصيدلي، وهو أدوية مثل المسكنات أو بعض الفيتامينات.
وأضاف أن النوع الثاني ولا يمكن خروجه من الصيدلية إلا باستشارة الطبيب، ويشمل أدوية القلب والسكر والمضادات الحيوية وأدوية الأمراض المزمنة عمومًا، وهو المعمول به في كل دول العالم، مضيفًا أن هناك بعض الأدوية المخدِّرة التي لا تخرج سوى بتذكرة طبية مختومة تظل عند الصيدلي حتى معرفة ما أنفقه من الأدوية، وهو ما يتم في كل دول العالم، ولكن في مصر لا يوجد أي قيود على ما يأخذه المريض، وهو ما يضره ويضر الجميع معه، لافتًا إلى أنه إذا أخذ مضادًا حيويًّا بصورة خاطئة ستقوم البكتيريا بعمل تحصين من المضاد الحيوي، وهو ما يرفع قوة البكتيريا.
وأكد سالم أن كل المضادات الحيوية حدث منها مقاومة بالفعل، عدا نوع واحد وهو "التينام"، لافتًا إلى أن هناك مَن يغير أدوية السكر يصاب بهبوط ثم وفاة وأدوية السيولة، مستنكرًا عدم وجود تشريعات تتصل بفكرة التعامل مع الروشتة، حيث إنه يجب على الصيدلية أن تتعرض للمساءلة القانونية لأن الصيدلي يخالف القانون بتلك الصورة، لافتًا إلى أن الأدوية التي يكثر بيعها دون روشتة تتمثل في المضادات الحيوية لمختلف الأمراض بجانب الأدوية. 
وأضاف: المشكلة تتمثل في وجود قطاع كبير من المواطنين يتجه إلى الصيدليات من أجل الحصول على أي مستحضرات طبية دون روشتة، لافتًا إلى أن ذلك الإجراء يعد حالة من الاستسهال التي يستغلها العديد من المواطنين من للحصول على كما يريد دون وجود رادع أو رقيب يقنن بيع تلك الأدوية على حد وصفه، مؤكدا على ضرورة وجود ثقافة عامة ضد التعامل مع تلك الأدوية.

واستنكر الدكتور سمير عنتر، نائب رئيس مستشفى حميات إمبابة: انتشار الظاهرة مشيرا إلى أن ذلك أمر يشير إلى غياب الفهم والوعي من قبل بعض أفراد المجتمع فيتجهون للاعتماد على استشارات طبية من جهة غير منوط بها تحديد الدواء من عدمه نظرا لاختلاف كل فرد عن الآخر.
وأضاف عنتر أن لا يمكن لأي فرد أن يقوم بتشخيص حالة أي مريض بتلك البساطة فالأمر يحتاج إلى إجراء فحوص خاصة في الوقت الذي يوجد فيه العشرات من الحالات المرضية المتشابهة في الأعراض الطبية والتي يكون لها علاجا مختلفا عن الحالة الأخرى.
وضرب عنتر مثالا بمرض الانفلونزا أو البرد الذي يتجه البعض حينما يصاب به بتناول مضادات حيوية معينة، وهو أمر يترتب عليه أن استعمال المضادات الحيوية تكون غير فعالة بل وتؤدي إلى تكوين البكتيريا تحصين ضد العلاج ويصبح المرض من الصعوبة مواجهته لأنه يطور نفسه بنفسه.