الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بالصور.. ثاني ندوات دار الوثائق بمناسبة يوم المخطوط العربي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أقامت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور أحمد الشوكى فى الحادية عشرة من، صباح اليوم، ثانى ندواتها بمناسبة يوم المخطوط العربى. 
وفى كلمته الافتتاحية أعرب الشوكى عن سعادته بحضور ثلاثة من كبار المحققين على رأسهم شيخ المحققين الدكتور حسين نصار، والدكتور أيمن فؤاد الذى جمعته به أواصر الزمالة فى المعهد الفرنسى.
كما أكد الشوكى على أهمية تحقيق التراث ومقابلة النسخ والوصول إلى النسخ الأصلية وقد ساهم المحققون فى دار الكتب فى إخراج مدارس فكرية فى التحقيق. 
وتحدث الدكتور حسين نصار قائلا: نحمد الله على أننا بشر وقد كرم الله بنى آدم فى الرسالات السماوية الثلاث وقد منحنا الله حافظة تمكننا من حفظ تراثنا والتراث هو كل ما يأخذه الإنسان من جميع ما ومن يتصل به ولكن الذاكرة لا تتسع لكل هذا التراث فاخترع الإنسان الخط فكتب مصورًا فى أول الأمر من خلال اللغة الهيروغليفية. وكان المصريون أول من كتبوا والتقويم التاريخى بدأ فى مصر.
ثم انتقل الإنسان إلى الكتابة الهجائية وأول نص موجود فى سيناء، ثم بدأ الفينيقيون فى لبنان فكانت تكملة طيبة ونافعة وصار تراثنا الإنسانى مكتوبا، ثم حولنا كثير من مخطوطاتنا إلى مطبوعات وبدأ التحقيق وهذه هى المناسبة التى نحتفل بها اليوم. 
كما أشاد الدكتور عبدالستار الحلوجى بالدكتور حسين نصار أستاذه وأستاذ المحققين فى مصر. 
وتحدث عن الدكتور فؤاد السيد الذى ولد فى عام 1916 والتحق بالعمل فى مطبعة دار الكتب عاملاً صغيرًا لا يحمل أى مؤهل حتى أصبح علما من أعلام الدار وقد أصدر عددًا من النصوص المحققة وهو شخصية عصامية وجد لنفسه مكانًا بين علماء التحقيق على الرغم من أنه لم يحصل سوى على الابتدائية لكى يعدل وضعه من عامل إلى موظف.
وفى هذا الوقت كان طالب الابتدائية يجيد اللغتين العربية الإنجليزية ويمتحن فيهما تحريرى وشفوى.
وقد استطاع فؤاد السيد أن يكون مرجعًا لكل المشتغلين بالتراث العربى فى الوطن العربى بأسره. وتمتع بذكاء فطرى ومكنته قوة البصر وقوة الذاكرة من قراءة المخطوطات ونسخها وحفظ أرقام وأسماء المخطوطات ومن كتبوها. وكان يتمتع بسعة الصدر ولا تراه إلا مبتسمًا ولم أره يومًا غاضبًا أو منفعلاً. وكان له اهتمامات بالموسيقى واعتاد أن يجتمع بالفنانيين والأدباء على المقاهى فى المساء
وكان قسم المخطوطات فى دار الكتب القديمة يطل على شارع محمد على.
كما أشار الحلوجى الى الثقافة الواسعة التى تمتع بها فؤاد السيد وذكاءه فبالرغم من تعدد المسميات الوظيفية التى شغلها إلا أنه لم يكتب تحت اسمه سوى كلمة واحدة هى أمين المخطوطات. 
فى مجال الفهرسة يحسب لفؤاد السيد فهرسة جميع المخطوطات التى دخلت دار الكتب من 1936 إلى 1956 وهو أول فهرس للمخطوطات فى دار الكتب وتجلت فيه براعة فؤاد السيد فى الفهرسة. 
وقد أخرج عددًا من الفهارس سواء لمقتنيات دار الكتب أو لمعهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية وكان يعشق اليمن وربطته علاقات قوية بكل علماء اليمن ومسئوليها، وتضم اليمن أكبر مجموعة فى العالم فى الفقه الزيدى وتاريخ اليمن.
وأهم ما نشره طبقات العلماء والأطباء وكتبه ابن بلبل عام 377 وتتمثل روعة هذا الكتاب أن المحقق حققه من نسخة وحيدة وهى مغامرة علمية صعبة حيث يضطر المؤلف إلى الرجوع لكل من نقل عن هذه النسخة. 
ومقدمته لهذا الكتاب دراسة ممتعة؛ حيث تحدث عن المؤلف ومؤلفاته وناقش تسمية الكتاب وهل ابن بلبل هو من سماه أم سمى لاحقا، وكيف تتبع كل ما تم تأليفه فى تراجم الأطباء.
ثم تحدث عن المنهج الذى اتبعه هو فى كتابة هذا الكتاب وتحقيق النص الأصلى فيه. وقد نشرت سيرة فؤاد كاملة فى الجزء الثانى من شوامخ المحققين الصادر عن دار الكتب. 
ثم تحدث الدكتور أيمن فؤاد عن إسهامات على مبارك فى نشأة الكتبخانة الخديدوية وقد تسرب عدد من المخطوطات ولم يبق منها سوى حوالى 80 ألف فى دار الكتب ومتفرقات فى الأزهر ومكتبات البلدية.
وأهم خزانات الكتب كانت الخزانة الفاطمية فى القاهرة وكان بها أكثر من نصف مليون مجلد وفقد معظمها فى عهد الأيوبيين.