الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

بالصور.. "البوابة نيوز" في منزل "عم نسيم" منقذ المرقسية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"إكليلنا ويوم فرحنا مكانش بالزغاريد والفرحة اللي شفتها في الجنازة.. باقول لمرتكبي الحادث: ربنا يسامحكم وباصلي لكم أن ربنا يفتح بصيرتكم.. وإحنا مش وحشين وبنحبوكم.. بس لازم تفكروا وتسألوا نفسكم أنتوا بتستفادوا أيه؟". بهذه الكلمات الحزينة بدأت زوجة الشهيد عم نسيم– البطل الذي أجبر المنتحر على المرور بالبوابة الإلكترونية الموجودة أمام الكنيسة المرقسية، حديثها مع "البوابة نيوز".
وانتقلت "البوابة نيوز" إلى منزل "عم نسيم" بشارع 30 بمنطقة سيدي بشر شرق الإسكندرية، وخلال البحث عنه منزله وجدناه على بعد أمتار من مسجد العزيز المجيد. 
وفي حالة من الحزن وعينها تمتلئ بالدموع ويظهر عليها التماسك، قالت زوجة عم نسيم فهيم بخيت، موظف بالكاتدرائية المرقسية والذي كان يحرس الكنيسة وقت الحادث التفجير: "نسيم كان وديعا وخدوما ومحبا للجميع وربّى أولاده أحسن تربية وأنا فرحان بيه أوي وأتمنى الشهادة وأكون جانبه". 
وأضافت: "لدينا ولدان مينا وجورج جميعهم مؤهلات عليا، وربنا كرمني بيهم، ونسيم ربّاهم وشقي كتير علشانهم، يمكن ربنا كافأه بالشهادة دي، وكان يعمل موظفا في الكنيسة منذ أكثر من 25 سنة، وهو كان محبوبًا وسط الناس". 
وسردت اللحظات الأخيرة للشهيد عم نسيم قبل ذهابه إلى الكنيسة، قائلة: "نسيم كان في الأيام الأخيرة هادئا جدًا وكنت باسأله دائمًا: مالك؟ فكان منتظرا حفيده يجيله بعد شهرين وكان بيقول لما حفيدي يجي هيكون لعبتي ودنيتي". 
وكشف زوجته أن نسيم عمله ليس في الأمن خارج الكنيسة، بل كان يعمل في الديوان ولكن طُلب منه أنه يساعد زملاءه في استقبال زوار الكنيسة خلال أسبوع الآلام لأنه يجيد التعامل مع المواطنين، وقال: "أنا مش هقول للشغل لأ، رغم أن في أسبوع الآلام بتكون الموظفين في إجازة". 
وأضافت: "أنا بروح الكنيسة المرقسية كتير بس عمري ما شفت نسيم واقف خارج الكنيسة بيكون موجود جوه قرب المكتبة، فأنا استغربت من وجوده بالخارج لكن ما حدث أمر الله". 
وتابعت: "أن في يوم الحادث صحيته، وأنا كنت بحضر القداس في كنيستي بشارع سيف بمنطقة سيدي بشر، وهو كان عارفني لما أكون في القداس مش بكلم حد فعلشان كدا مكلمنيش". 
واستطردت: "لما طلعت عرفت خبر تفجير الكنيسة وأول ما عرف بقيت بجري في الشارع عاوزة أطمن على نسيم، لما عرفت بوفاته كنت منهارة حتى الجنازة بعدها هديت شوية لما شوفت حب الناس له وتقديرهم له".
وعن مشهد الجنازة، قالت زوجته: "يوم إكليلنا وفرحنا ماكنش بالزغاريد والفرحة اللي كانت في الجنازة وأنا فرحانة بيه ولأنه في مكان أحسن مما أحنا فيه". 
وأضافت في حالة من الحزن والأسى: "بيسألوني بعض القنوات الفضائية عن أني هخاف أروح الكنيسة قولت لهم لا أنا مش هخاف أروح الكنيسة بالعكس أنا هصلي ليه وهطلب شفعته". 
ووجهت كلمه إلى مرتكبي حادث التفجير، قالت زوجته: "ربنا يسمحكم وبصلي لكم أن ربنا يفتح بصيرتكم وإحنا مش وحشين وإحنا بنحبوكم نطلب منكم فكروا وتسألوا نفسكم اللي انتو بتعملوا حدا بتستفيدوا ايه منه". 
ومن جانبه، قال جورج نسيم، نجل الشهيد: "أنا شوفت والدي على صباح الحادث سلمت عليه وقولته أزيك يا جدو لأن أنا وأخويا منتظرين مولود قريبًا". 
وأضاف: "أن ما حدث ليس ترتيبا إرهابيا لأنه ترتيب إلهي، وأنا كنت قاعد مع أبونا وقالي كل شيء حلو بيحصل بيكون بإرادة الله وكل شيء وحش بيكون بسماح من الله، وأنا هقول إنها إرادة الله، مين فينا ميتمناش حاجة زي كدا".
وأضاف: "جالي تليفون من صديق عزيز اسمه كريم، قالي إن اللى حصل لوالدك أن بتمناه، دا شخص فاهم يعني إيه إنه يكون شهيدا، كلنا في كل الأديان السماوية عارفين معنى انك تكون شهيد، أبويا متنيح وهو بيأدي عمله على أكمل وجه". 
وأشار إلى "في ظل الظروف الصعبة اللي بتواجهها البلد، للأسف الضمير بيقل، وتلاقي حد بيقوم بعمله بضمير على أكمل وجه حتى لو مكانش عمله الرئيسي، ويموت بالطريقة د يدا يخليني فخور بيه وأتمنى أكون زيه، طلبت من أبونا في الكنيسة إني أكمل عمل والدي، وأبونا مرفضش". 
وعن يوم الحادث، قال: "اتفقنا أنا وأخويا على أن واحد يدور على أبويا وواحد يستنى في البيت، ويهدي الناس، كنت متابع ومفيش مستشفى مدخلنهاش بحثا عن والدي، طول اليوم منظر الانفجار بيقول: إن والدي متوفي، ودا شيء لا غبار عليه، لكن كانت المشكلة البحث هل جسمه كامل ولا تحول لأشلاء نتيجة الانفجار". 
وأضاف: "أن عدم وجوده في أي مكان كان بيزود تعبنا، لحد ما جالنا تليفون من أبونا في الكنيسة قالي ما تقلقش والدك جسمه كامل والخدام وصلوه للإسعاف، لكننا بنبحث دلوقتي وبنساعد الناس، وبعدها استقبل أخويا تليفون بيقوله تعالي أتعرف على أبوك لأنه شبه عم نسيم".
وأشار إلى أن "طلعت جري على المشرحة ومش عارف إيه اللى حيحصل، رفضوا يدخلوني في الأول، ولكن لما وريتهم بطاقتي تعاونوا معايا، وتعرفت عليه بمجرد ماشوفته بإحساسي أنه أبويا، وكان أبويا عامل عملية في رجله الشمال ومكان الغرز باين، كل اللى قدرت أعمل له إني أبوس رجله".
وأختتم كلامه قائلًا: "اللي يضايقك أنك مش هتسمع صوته تاني لكن تحس فقط، ولكن الصور بتصبّر والفيديوهات بتصبّر، ولكن ذكرى الصديق تدوم إلى الأبد".