الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

خرج ولم يعد.. تصاعد ظاهرة اختفاء الأطفال في المحافظات.. الصعيد في المقدمة برصيد 13 طفلا بقنا خلال أسبوعين.. اجتماعيون: قد يكون السبب " نفسي".. وأمنيون: لغز يفتح باب الاحتمالات والشائعات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مؤشر القضية قافز لأعلى، الاختفاء مستمر للأطفال في المحافظات، المشهد يتكرر هنا وهناك مع صياح مصحوب بالوجع على " الذي خرج ولم يعد "، الصعيد في المقدمة برصيد 13 طفلا بقنا خلال اسبوعين، اجتماعيون رأوا أن السبب قد يكون " نفسي"، وأمنيون وصفوا الامر باللغز المحير الذي يفتح الباب للاحتمالات والشائعات المبتورة مثل انه اختفاء قصري، وربما منظم من جانب جماعات تخصصت في خطف الاطفال لبيعها قطع غيار بشرية واعضاء، وربما وربما لكن الثابت بحسب وجهة النظر الامنية ان هناك " قضية " تحتاج الي وقفة. 
اللافت أنه لا توجد احصائيات دقيقة حول معدلات اختفاء الأطفال ولكن بحسب التقديرات التي صدرت خلال العام الماضي فان عدد الأطفال المفقودين يصل إلى 8 ملايين طفل سنويا على المستوى العالم، أما على المستوى المحلي تشير الأرقام إلى أرقام 1860 حالة اختفاء لأطفال مصريين خلال عام بمعدل يصل إلى 5 حالات يوميا.
في سوهاج في ظروف غامضة أختفى 3 تلاميذ بمحافظة سوهاج في ظروف غامضة وفي وقت متقارب حيث تلقت مديرية أمن سوهاج بلاج باختفاء محمد 11 عامًا، تلميذ بالصف الخامس الابتدائي، أثناء عودته من المدرسة.
واختفت طفلة تبلغ من العمر 6 سنوات أثناء لهوها أمام المنزل بالجيزة ورغم تسليم أهلها بأنها أمام المنزل إلا إنهم حينما بحثوا عنها لم يجدوا لها أثرا، وتكرر لمشهد في الشرقية والسويس والاسماعيلية، والدقهلية وجرجا، والمنيا، ماذا يعنى ذلك ؟ .

ويرد الدكتور عبدالحميد زيد رئيس قسم الاجتماع بجامعة الفيوم، يعني الكثير، مشددا على أنه لابد من وجود بيانات كاملة وصحيحة عن نسب اختفاء الأطفال واعدادهم داخل المحافظات حتى يتثنى تحليل مدى وجود ظاهرة بالفعل أم أنها مجرد حوادث ووقائع فردية تحدث بصورة طبيعية كأي دولة في العالم.
وأشار زيد إلى أن المشكلة قد تكون ناتجة عن بعض الاسباب مثل وجود عصابات خطف الاطفال التي تلجا الى استغلالهم واستخدامهم في التسول بالإضافة الى عصابات بيع الاعضاء. 
ولفت إلى أن هناك أيضا بسبب الظروف الاجتماعية السيئة التي تحدث بفعل الطلاق داخل المجتمع والذي ترتفع نسبته في مصر بصورة كبيرة وهو ما ينتج عنه أما هروب الأطفال او لجوء احد الوالدين للحصول على طفله بعيدا عن اعين الطرف الاخر فيخطف ابنه او بنته وهو ما ظهر في عدد من حوادث الاختفاء التي وقعت لبعض الاطفال خلال الفترة الاخيرة، مشيرا الى ان الامر يحتاج إلى تحليل من الجهات ذات الصلة بالأمر لكي يكون هناك تحليل علمي لوقائع اختفاء الاطفال والتفريق بين المناطق الجغرافية المختلفة.

وأكد الدكتور جمال فروير استشاري الطب النفسي، أنه يمكن تلخيص اسباب اختفاء الأطفال بصورة خاصة في محافظات الصعيد عن اي محافظة اخرى نظرا لان تلك المحافظات تعاني بصورة كبيرة من تدني الظروف الاقتصادية داخلها، لافتا الى انه منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وهناك إهمال للصعيد وهو ما جعله بيئة خصبة لوجود العديد من المشاكل. 
وأوضح فرويز أن ما يحدث انه ترتفع نسب هجرة الاطفال الى المحافظات ذات الكثافة السكانية هربا من نقص الخدمات وتدنيها بصورة كبيرة عن باقي المحافظات الاخرى وهو ما يتجلى في محافظات الصعيد حيث يهاجر الأطفال منها للعديد من الاسباب التي من بينها الهروب من الظروف المعيشية
ولفت الى ان السبب الرئيسي لاختفاء الأطفال وغيابهم يجب ان يتم البحث عنه من الجهات المختصة والإجابة على تساؤل لماذا ارتفعت النسبة عن الاعوام الماضية ولماذا برز على الساحة المساومات من خاطفي الاطفال للمطالبة بالأموال مقابل تسليم الاطفال لذويهم. 
ولفت فرويز إلى أن المشكلة الأساسية تتعلق بإهمال الأهالي وغياب اهتمامهم بذويهم وهو الأمر الذي يسفر عنه وجود الكثير من حالات الاختفاء التي قد تكون بفعل فاعل من قبل عصابات الاتجار بالأعضاء البشرية أو غيرها من الفئات التي تستفاد من الاطفال في ابتزاز أهاليهم للمطالبة بالأموال.

وأكد العميد خالد عكاشة الخبير الأمني، أن القانون المصري لحماية الأطفال ومنعهم من الخطف قانون جيد ولا يحتاج أحد المزايدة عليه ولكن المشكلة تتمثل في أن اختفاء الأطفال أمر ناتج عن تواطئ مجتمعي واسع المدى.
وأوضح عكاشة أن ذلك يعود إلى زيادة معدل التسرب من الأسر المختلفة بجانب الظروف الاجتماعية السلبية المتصلة بزيادة معدلات الطلاق الناتج عن المشاكل المختلفة داخل الأسرة،، لافتا إلى أنه حينما يتم اختطاف طفل يتم خلال 24 ساعة تحرير المحضر وتتحرك المباحث منذ اللحظة الأولى من البلاغ فتتحرك قوى لجمع المعلومات والتعامل مع اسر الطفل المختفي أو الهارب أو المختطف ويتم تحديد المشهد بناء على المعلومات التى تم التوصل لها، قائلا: " أحيانا يكون الأمر لغزا ".
تواصلنا مع مؤسس صفحة "المفقودين" والتي تعد من أكبر الصفحات المتخصصة في الأمر حيث قال مؤسس الصفحة "الموضوع كان بسيط في البداية لكن للأسف اصبح في تزايد بشكل ملفت 
مشيرا إلى أن أسباب ذلك ترجع إلى محاولة طلب فدية أو السرقة أو تجارة الاعضاء او التعدي عليهم جنسيا واستغلاله في التسول أو استغلاله في اعمال مثل فرز القمامة أو بيع أي شيء واحتكار ما يحصلون عليه من اموال أو تهريبهم للخارج بغرض استغلالهم في تجارة المخدرات والجنس أو بيعهم لأسر ترغب في التبني داخل وخارج مصر. 
وأضاف: الخطف يشمل كافة المحافظات لا استثناء من ذلك وللأسف من الصعب جدا تحديد ذلك نظرا لعدم وجود قاعدة بيانات تحصر عدد المتغيبين على نطاق الجمهورية مضيفا أنه كمحافظات في الجيزة، وقنا بدأت تظهر فيها حالات هي والمنيا أيضا ولكنه مكان الخطف فيه قليل. 
واقترح عددا من الحلول التي تتضمن إجراء قاعدة بيانات لكل الأطفال المفقودة في مصر وتسليط وسائل الإعلام الضوء على الظاهرة بتخصيص مساحات إعلامية للإعلان عن الأطفال المفقودة وإدراج جريمة خطف الأطفال ضمن جرائم الإرهاب التي تصل فيها العقوبات إلى الإعدام.