الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

باحث في الشئون الإيرانية لـ"البوابة نيوز": موقف مصر من أحداث سوريا ليس تقاربًا مع "طهران".. والعلاقات مجمدة بين البلدين حتى الآن.. القاهرة تدعم "الأسد" حتى لا تقع "دمشق" في أيدي الميليشيات

هشام عبدالفتاح الباحث
هشام عبدالفتاح الباحث المصري في الشئون الإيرانية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جدل كبير انتشر في الآونة الأخيرة حول فكرة عودة العلاقات المصرية الإيرانية على غرار ما تم ترديده بشأن وجود توتر في العلاقات المصرية السعودية؛ بسبب موقف مصر من سوريا المشابه للموقف الإيراني، حيث يؤيد الطرفان فكرة بقاء الرئيس السوري بشار الأسد، خوفًا من وقوع سوريا في أيدي الميليشيات.
عن حقيقة عودة العلاقات المصرية الإيرانية، وعن أهداف وأحلام وأطماع إيران في مصر، كان لـ"البوابة نيوز" هذا الحوار مع هشام عبدالفتاح الباحث المصري في الشئون الإيرانية، والذي كان في وقت سابق مدير لمكتب وكالة أنباء فارس الإيرانية في القاهرة ليرد على كل الأسئلة بشأن العلاقات المصرية الإيرانية ومستقبل التقارب بين البلدين الذي روجته إيران كثيرًا في إعلامها في الفترة الماضية لإغاظة المملكة العربية السعودية بعد الحرب الباردة المشتعلة بين الطرفين.. للمزيد من التفاصيل إلى نص الحوار التالي. 
أولًا ما هو شكل العلاقات الحالية بين مصر وإيران؟
العلاقات المصرية الإيرانية مازالت كما هى تبحث عن شيء يذيب جليد تلك العلاقات، وإن كانت إيران تبحث وبقوة عن شيء يساعدها في عودة العلاقات بشكل رسمي ومعلن مع مصر، ومصر تتعامل مع إيران بشكل فيه حذر شديد حفاظا على مصالح المنطقة بالكامل، خاصة دول الخليج التى هى حجر العثرة الحقيقي في تلك العلاقات المجمدة. 
كيف ترى مستقبل العلاقات المصرية الإيرانية وخاصة في ظل وجود خلافات غير معلنة بين مصر والسعودية؟
الخلافات غير المعلنة بين مصر والسعودية لن تكون سببا في عودة العلاقات بين مصر وإيران، ولكنها قد تسهل التقارب في وجهات النظر حول العلاقات بين البلدين من خلال التقارب الحادث بالفعل بين مصر وإيران في الشأن السورى، لأننا إذا كنا نبني علاقات مع دول فلا يجب أن تكون تلك العلاقات على حسب دول أخرى فليس من الطبيعي أن نقيم علاقات مع طهران مقابل خسارة علاقتنا مع الرياض، فهذا الأمر يسير بشكل دبلوماسي كأوراق ضغط تستخدم في أوقات معينة.
هل بالفعل مصر مجمدة لعلاقاتها مع إيران وما هو شكل التعاون الحالي بين البلدين؟
كما قلت لك في بداية حوارنا، العلاقات المعلنة مجمدة فالوضع الدبلوماسي كما هو لم يتغير، هناك قائم بالأعمال هنا وهناك فلم يرتق المستوى الدبلوماسي حتى الآن إلى المستوى القنصلي، والتعاون القائم بين مصر وإيران يكون من خلال التنسيق الدولى لحل الأزمة السورية واليمنية. 
ما هو موقف إيران من موقف مصر من الأزمة السورية واختيارها دعم الرئيس السوري بشار الأسد؟
الموقف المصري والإيراني حاليا متطابق فى مسألة سوريا وبالطبع إيران سعيدة مرحبة بذلك وإن كانت النوايا مختلفة لدي الطرفين فمصر ترغب فى بقاء الأسد فى المعادلة السياسية حفاظا على سوريا من التقسيم وحتى يتم انتقال حقيقي للسلطة إلى من يستطيع أن يقود سوريا إلى بر الأمن خوفا من سيطرة التيارات المتشددة على سوريا، أما إيران فترى أن الأسد هو رجلها الأول فى المنطقة وأكثر الداعمين لها على مدار سنوات حكمه وكانت سوريا بوابة إيران الأمنه خلال الفترة التى قضاها الأسد في سوريا، فخروجه الأمن ووجود بديل ترضي عنه إيران هو السبيل الوحيد لتخلى إيران عن الأسد هذا بفضل أن إيران لن تسمح للسعودية بأن يأتى رئيس لسوريا على هوي الرياض. 
هل هناك أي اتصالات حالية بين مصر وإيران؟ 
الاتصالات كما قلت في الإطار التنسيق الدولي من أجل الأزمة السورية والقضية اليمنية، ولا تتعدى هذا الأمر مطلقا. 
ما صحة ما تم نشره في بعض وسائل الإعلام بشأن مطالبة مصر لإيران بدعمها ضد المملكة العربية السعودية؟
هذا أمر غير صحيح وغير وارد بالمرة فمصر لا تلجأ لدول من أجل ذلك فالدبلوماسية المصرية قادرة على الرد بقوة على أى تجاوز في حق مصر أو اعتداء على السيادة المصرية فمسألة اللجوء لطهران أمر غير صحيح جملة وتفصيلا. 
ما هو شكل العلاقات الحالية بين إيران والسعودية وإلى ما وصلت الآن؟
العلاقات بين السعودية وإيران في حالة من التوتر والصراع الشديد بل نستطيع أن نقول أنها حرب باردة بين الدولتين في كافة المجالات عسكريا بسوريا واليمن ودبلوماسيا في كافة المحافل الدولية فالعداء أصبح معلن أمام العالم أجمع والمستقبل غامض ومريب.
ما هي الدول المعادية لإيران في الوقت الراهن وما هي الدول التي تدعمها في مواجهة السعودية؟
الدول المعادية لإيران بشكل معلن هى السعودية تدعمها في ذلك بعض الدول العربية، وهناك عداء معلن وغير حقيقي بين إيران وإسرائيل وأمريكا ولكنها عداء على مستوي التصريح الدبلوماسي فقط أما في الحقيقة وداخل المطبخ السياسي فالأمر مختلف تماما.، أما الدول التى تدعم إيران في مواجهة السعودية هى الدول المستفيدة من هذا العداء منذ البداية على رأسها الولايات المتحدة. 
هل بالفعل إيران وضعت يدها بالشكل كامل على العراق وسوريا وأصبح البلدان تحت إمرتها؟ 
إيران مسيطرة على العراق منذ فترة كبير من خلال وجود الأغلبية الشيعية الداعمة للنظام الإيراني، ونور المالكي رئيس الوزراء العراقي الأسبق ساعد بإحكام سيطرة إيران على العراق وباتت العراق أحد ملاعب إيران بالمنطقة وحتى حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي الحالي جاء إلى رئاسة الحكومة العراقية بمباركة أمريكية إيرانية، أما سوريا كما قلت هى بوابة إيران الخلفية إلى العالم منذ سنوات طويلة وإيران اللاعب الأساسي في سوريا ولن تحل الأزمة السورية دون وجود إيران. 
ما هي أجندة إيران لإنهاء الحرب في العراق وسوريا؟
العراق ستقسم إلى دولتين أو ثلاثة دولة الأكراد في الشمال والشيعة في الجنوب والسنة في الوسط ومن الممكن أن تكون أكراد شمالا وشيعة جنوبا وهذا ما ترغب فيه طهران أن تأمن نفسها ويكون لها خط مواجهة جنوب العراق ويكون الجنوب تحت سيطرتها، أما في سوريا فالبحث عن بديل بشار الأسد والخروج الأمن وعدم تدخل السعودية في إختيار الرئيس السوري القادم هو ما تبحث عنه إيران. 
هل هناك مخطط إيراني حقيقي من أجل إعادة الإمبراطورية الفارسية وكيف بدأ هذا المخطط؟ 
المخطط الإيراني بدأ منذ قيام الثورة الإيرانية ومحاولة نشرها فى كافة البلدان العربية من أجل قيام دولة إسلامية مركزها الرئيسي طهران حتى لو كان الحكام فى بعض الدول سنة الأهم أن تكون دولة إسلامية لذلك دعمت إيران التيارات الإسلامية فى دول الربيع العربي بقوة وكانت تقف فى صف الرئيس المعزول محمد مرسي من أجل هذا فالغاية عندهم تبرر الوسيلة، وعلاقة طهران بالإخوان علاقة تاريخية فأول طائرة هبطت مطار طهران فى عام 1979 لتهنئة الخميني بالثورة كانت طائرة الوفد الإخواني، كما أن لقب المرشد الذى اختاره الخميني لنفسه كان تيمنا بحسن البنا مرشد الإخوان. 
هل هناك ذيول لإيران بالفعل في كل شبر في الوطن العربي ومن هم ذيول إيران في مصر؟ 
هناك بالطبع شيعة في عدد من الدول العربية وذيول إيران في الوطن العربي هم رجل الأعمال الشيعة والإيرانيين فهم يتحكمون في الكثير من اقتصاديات الدول العربية فمثلا بالنظر إلى البحرين سنجد أن الاقتصاد البحريني معتمد بشكل كبير على رجل الأعمال الشيعة والإيرانيين، وأيضا قطر بها رجال أعمال إيرانيين وشيعة بشكل كبير، وسلطنة عمان الدولة العربية التى رفضت الحرب على اليمن خوفا من وقف تدفق الغاز الإيراني إليها، بل لك أن تتخيل أنه في عام 2012 قال الرئيس الإيراني أن هناك تبادل تجاري بين إيران والإمارات بمقدار 16 مليار دولار وهذا كان في ظل الخلاف المعلن بين الإمارات وايران، أما بالنسبة لمصر فالأمر مختلف كثيرا حيث أن الشيعة في مصر لم يطفو على السطح بعد واعدادهم قليله للغاية ولكنها تحاول أن تعيد علاقاتها الدبلوماسية أولا مع مصر لأنها مفتاح الوطن العربي. 
هل من الممكن أن نرى حرب عالمية ثالثة في الشرق الأوسط أبطالها الرئيسيين السعودية وإيران؟ 
الحرب قائمة بالفعل ولكن مفهوم الحروب تغيرت فالعالم في حالة حرب ثالثة ولكنها حرب وجود وحرب اقتصادية ودبلوماسية أكثر منها حرب سلاح، أما إن كنت تقصد حروب بالمعني المعروف فهذا لن يحدث على أقل تقدير في الوقت الحالي. 
ما سر الأزمة الحالية بين إيران وتركيا خاصة في ظل هجوم الأتراك على الحشد الشعبي في العراق وإصرارهم على حماية أهل السنة هناك من مخططات إيران؟
العلاقات بين تركيا وإيران علاقات جيدة للغاية وزيارات اردوغان لطهران دائما تؤكد ذلك وحجم التبادل التجارى بين الدولتين كبير للغاية، ولكن أحيانا يحدث خلاف فى المصالح بين الدولتين فالأكراد فى الشمال خطر من وجهة النظر التركية فتركيا تريد التدخل فى العراق فتأخذ حجة السنة لكي تتدخل هناك والأمر كذلك بالنسبة للوضع التركي فى سوريا. 
كيف ترى مستقبل العلاقات الإيرانية بالشرق الأوسط كله؟ 
لا أحد ينكر أن إيران أصبحت لاعب أساسي فى منطقة الشرق الأوسط بالكامل ولكن عليها أن تخف من حدة صراعتها وتتخلى عن أهدافها العقائدية فى نشر المذهب الشيعي حتي يكون لها مستقبل جيد مع دول المنطقة. 
هل إيران في الطريق لأن تصبح دولة عظمى في المستقبل؟
لن تسمح الدول العظمى لإيران أن تصبح دولة عظمى ولكن قد تتركها فى صراعات لفترة طويلة وإذا نجحت إيران فى كافة الصراعات فمن الممكن أن تكون دولة ذات ثقل أكبر فى المجتمع الدولى ونستطيع أن نقول وقتها أنها دولة عظمى.
ما وجه الاستفادة المصرية من فتح باب العلاقات مع إيران؟
المستفيد الأكبر من العلاقات المصرية الإيرانية هي إيران وليست مصر فمصر هي مفتاح المنطقة بالكامل، فمصر في عهد السادات عندما تحولت ناحية الولايات المتحدة تحولت معها المنطقة بالكامل متجاهلة روسيا فمصر هي القائد الدبلوماسي في المنطقة، أما لو نظرنا إلى الاستفادة المصرية ستكون موجودة في مجال التجارة والصناعة والدبلوماسية أيضا ولكن يجب علينا أن يكون هذا التقارب بحذر شديد جدا.
كيف وصلت العلاقات المصرية الإيرانية في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي وإلى ما وصلت الآن في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي؟ 
في عهد الرئيس المعزول كان هناك ترتيب لعودة العلاقات بين مصر وإيران ولكنها كان بخطوات هادئة خوفا من التيار السلفي من ناحية وحرصا على عدم حدوث مشكلات بين مصر والدول العربية وكانت هناك تمهيدات لهذا الأمر بشكل مباشر من الرئاسة في هذا التوقيت ولكن الأجهزة الأمنية المصرية كانت تقف بالمرصاد لهذا العبث الإخواني، أما في عهد الرئيس السيسي عاد الوضع لما كان عليه في السابق فالعلاقات مجمدة والتعاون دبلوماسي في القضايا التى بها إيران لاعب أساسي مثل سوريا واليمن. 
هل هناك أي اجتماعات تمت بين مسئولين مصريين ونظرائهم الإيرانيين وماذا كانت تفاصيل تلك اللقاءات؟
في عهد المعزول مرسي كان هناك لقاءات تتم في عدد من البلدان العربية بين مسئولين من جماعة الأخوان ومسئولين إيرانيين، وكانت هناك لقاءات رسمية مثلما حدث بالقاهرة مع الرئيس المعزول ونظيره الإيراني، بالإضافة إلى لقاءات كانت تعقد بين مسئولين إيرانيين ورجال أعمال مصريين لبحث التعاون التجاري خاصة بعد أن قامت إيران وقتها بإلغاء تأشيرات الدخول للمصريين لطهران، وتبني رجل الاعمال رامي لكح من خلال شركته نقل السياح من وإلى إيران بعد لقاء جمعه بالرئيس الإيراني أحمدي نجاد بمنزل السفير الإيراني بالقاهرة وقتها مجتبي أمانى في مطلع فبراير عام 2012، أما في الوقت الحالي فاللقاءات تكون معلنة من خلال المؤتمرات الرسمية والدولية والتى يلتقي فيها وزير الخارجية المصري بكافة وزراء الخارجية لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك.
كنت مديرا لوكالة أنباء فارس الإيرانية في مصر سابقًا.. فماذا كانت سياسة هذه الوكالة.
وكالة فارس كانت لها سياسه داعمه لثورة 25يناير وكانت ضد فلول نظام مبارك وتحولت إلى مؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي منذ ان اعلنت الجماعة ترشحه للرئاسة ثم تراجعت عن دعمه في أعقاب ثورة 30يونيو ورأت ان الشعب هو سيد قراره ولكنها تري في الوقت نفسه ضرورة وجود الإخوان في المعادلة السياسية.
ما هي الاتفاقات المعلنة التي تمت بين مصر وإيران في عهد الإخوان؟
الاتفاق المعلن كان عودة السياحة الإيرانية إلى مصر، وفي اتصال هاتفي جمعني بالوزير هشام زعزوع وزير السياحة وقتها في الأول من يوليو 2013 أكد وقتها آن زيارته لطهران وعودة للسياحة الايرانية لمصر كانت بأوامر مباشرة من الرئيس المعزول محمد مرسي، وكان هناك اتفاقات تجارية أخرى ستتم إلا أن ثورة 30 يونيو أوقفت كل شيء.