الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ويقولك إنه.. ضد الإرهاب!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حتى الآن، لم تنته معركة الرئيس ترامب مع الإعلام الأمريكى، بعضهم يعتبره «شاردًا».. وآخرون يعتبرونه «غير محدد الملامح السياسية» حتى الآن، لذلك فالإعلام الأمريكى حتى الآن لم يحدد موقفه: مع ترامب أم ضده؟. ليست هناك رؤية واضحة لدى مؤسسات صناعة «الميديا» فى الولايات المتحدة تجاه الرئيس الجديد، السبب كما يراه سياسيون أن ترامب نفسه، ليست له رؤية واضحة يمكن الاعتماد عليها.. أو تقيمه على أساسها. الكلام إلى حد ما صحيح، الثقة فى أن لدى ترامب «صنعة سياسية»، ورؤية «بعيدة المدى» ليس صحيحًا، على الأقل فى الوقت الحالى. 
بالعكس بعد الضربة الأخيرة لسوريا، يبدو ترامب مثل أوباما فى أول عهده، يقول ما لا يفعل، ويفعل ما يصر على عدم قبوله.
أول أيامه فى البيت الأبيض، أصدر ترامب قراراته فى قضية اللاجئين، وبعدها بساعات أبطل القضاء تلك القرارات، الأسبوع الثانى، قال إنه سيلغى برنامج الرعاية الصحية، الذى أسسه خلفه أوباما، ووضعه على أولوية برنامجه الانتخابى، رفض الكونجرس مشروع ترامب، ورفض أى تعديلات على القانون. 
إدارة ترامب تتخبط، وترامب نفسه يترنح، خطواته فى السياسة الخارجية مهزوزة، ونظرته لمسائل الشرق الأوسط ليست واضحة، ليست هناك خطة يمكن اعتمادها، ولا ملفات ممكن الثقة فى أنه اتخذ فيها قرارات طبقًا لسلسلة مرتبة من السياسات.
منذ اليوم الأول لحملته الانتخابية، صدر ترامب للناخبين تأكيدات بفشل أوباما فى حرب الإرهاب، داخل سوريا، وخارجها، قبل أيام، ضرب جيش ترامب الشعيرات السورية فدعم إرهاب جبهة النصرة، والجماعات المسلحة فى «حركة» لا قبلها ولا بعدها.
كررت إدارة ترامب أن «السلاح الكيماوى» خط أحمر، هو نفسه الشعار الذى دشنه أوباما. لكن الأخير لم ينفذ ضربات مماثلة لسوريا، بالعكس عام ٢٠١٣، ألغى باراك أوباما تحضيرات لضربة شاملة، بعد تأكيدات من المخابرات الأمريكية أن بشار لا يحوز غاز «السارين»، إنما تحوزه جماعات جهادية فى الداخل السورى، بمساعدات تركية. 
لكن الضربة التى ألغاها أوباما، عاد ترامب ونفذها فى ٢٠١٧. والسلاح الكيماوى الذى نفت المخابرات حيازة الجيش السورى له، اكتشف ترامب، أمس الأول، أنه فى حوزة بشار، وأنه نفذ به هجومًا قتل العشرات من المدنيين!. 
اقرأ الجرائد الأمريكية، وتابع برامج التليفزيون هناك، كثير من الخبراء يضعون الضربة السورية الأخيرة فى محل دعم المعارضة السورية مباشرة، قال خبير ألمانى على شاشة «سى بى إس»، إن هجوم الشعيرات، يعيد التوازن، ويمحى كثيرًا من انتصارات جيش بشار على الأرض. 
المعنى، أن ترامب، أعاد رسم خريطة القوات المتعاركة فى سوريا لصالح جبهة النصرة، والجماعات الجهادية، وكأن الرئيس الأمريكى الجديد، الذى قال إنه ضد الإرهاب، نفذ بسرعة ضربة عسكرية لصالح الإرهاب. 
ليس هناك إرهاب أكبر فى سوريا اليومين دول من جبهة النصرة، ليس هناك إرهاب أكثر من جماعات ممولة، تقول إنها تمثل الشعب السورى فى مواجهة بشار، لكن ليس صحيحًا أنهم معارضة، وليس صحيحًا أنهم يمثلون الشعب السورى. 
ضرب الشعيرات، أعاد الوضع على الأرض فى سوريا سنتين للوراء، تابع الدول المؤيدة للضربة الأمريكية، تعرف توجهات الضربة، وفى صالح من تصب. 
فى مجلس الأمن، سخر المندوب الروسى من ضرب الشعيرات، ردًا على مزاعم باستخدام الأسد غاز السارين ضد مدنيين، عنده حق، فالضربة منحت الإرهاب مزيدًا من المزايا، لتبدأ مرحلة جديدة من لعبة القط والفأر، بين من يريدون إسقاط الأسد بأى ثمن، وبين آخرين يرون أن إسقاط بشار ليس نهاية الفوضى، بالعكس، هو بداية فوضى أكبر، ومزيد من الدماء.