الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

شارل بودلير.. شاعر قادته الموسيقى إلى البحر

الشاعر الفرنسي شارل
الشاعر الفرنسي شارل بودلير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحتفى العالم اليوم بذكرى ميلاد الشاعر الفرنسي "شارل بودلير" الـ196، الشاعر الذى عاش حياة متأملة مليئة بالمشاعر المتضاربة ومات تاركَا إرثًا من الأعمال الشعرية الخالدة.
ولد بودلير فى باريس عام 1921 في أسرة ميسورة الحال فوالده كان أحد كبار موظفى الخدمة المدنية، وذلك حتى عام 1927 عندما توفى والده وتزوجت أمه من رجل آخر فأصبح قلب الأم مقسمًا بين طفلها وزوجها الجديد، فعانى بودلير من إهمال والدته، ما أثر على حياته الشخصية فيما بعد وسبب له صدماتٍ نفسيةٍ وأدى إلى حدوث العديد من التجاوزات غير السوية في نمط حياته، كما ظهرت طبيعة علاقة بودلير مع والدته من خلال الرسائل التي كان يكتبها لها.
فإنعكست حياة بودلير الشخصية وطفولته التي عاشها يتيم الأب والعاطفة على الطريقة التي كتب بها الشعر، حيث لم توليه والدته العناية الكافية، فتعرض إثر ذلك لصدماتٍ نفسيةٍ، خلقت منه ذلك الشاعر الذي يغوص في أعماق عقله الباطن ويدخل لا وعيه وينضح من أحاسيسه صورًا لا يجسدها كما هي حقيقةً -حتى لا يقتل حقيقة إحساسه- وإنما يرسمها رموزًا وإيحاءاتٍ يثيرها دون أن يسميها أو يصفها. 
يعتبر بودلير من أبرز شعراء القرن التاسع عشر ومن رموز الحداثة في العالم. ولقد كان شعر بودلير متقدما عن شعر زمنه فلم يفهم جيدا الا بعد وفاته.
وكان الشاعر شارل بودلير يري أن الحياة الباريسية غنية بالموضوعات الشعرية الرائعة، وهي القصائد التي أضيفت إلي أزهار الشر في طبعته الثانية عام 1861 تحت عنوان لوحات باريسية.
لم ينشر ديوان سأم باريس في حياة بودلير، وهو الديوان الذي لم يتحمس له جوستاف لانسون وسانت ـ بيف، هذا الديوان الذي اثر تأثيرا عارما في الأجيال اللاحقة.
ومن أجواء قصيدة له بعنوان "الموسيقي" ترجمها نزار سرطاوي، نقرأ: "الموسيقى تأخذني كالبحر إلى نجمي الشاحب تحت سقفٍ من الضباب أو مساحاتٍ من الأثير أمخر عباب البحر صدري يندفع إلى الأمام ورئتاي منتفختان مثل قماش الفنّ أعتلي ظهر الموج المتراكم الذي يلفّه سواد الليل أحس في صدري باختلاجات كل الانفعالات التي تعانيها سفينة الريح المواتية والعاصفة بتشنّجاتها فوق الهُوّة الهائلة تتقاذفني وفي أحيان أخرى يسود هدوء رهيب كأنه مرآة كبيرة ليأسي".