الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

"البوابة نيوز" تحاور مؤسس تنظيم الجهاد بعد ظهوره في قلب القاهرة.. أبو عبدالرحمن الإلكتروني: أمريكا تشجع "داعش".. و"الغرب" يدعمهم

محمد عبدالرحيم الشرقاوى،
محمد عبدالرحيم الشرقاوى، الشهير بـ«أبو عبدالرحمن الإلكترونى»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قلت للظواهرى: لا نريد أن نعمل وكلاء وموردين أنفار لجهات معروفة بالعمالة والخيانة.. محمد مرسى ليست لديه صفات الرئاسة ولا الشرع ولا السياسة ولا العسكرية ولا الجهاد .. الإخوان وراء أغلب أحداث العنف.. وجهادهم ليس فى سبيل الله

محمد عبدالرحيم الشرقاوى، الشهير بـ«أبو عبدالرحمن الإلكترونى»، أحد مؤسسى تنظيم الجهاد الإرهابى فى ستينيات القرن الماضى، اختفى عن المشهد بعد الثلاثين من يونيه، ولكنه ظهر فجأة فى قلب القاهرة. قضى سبعة عشر عاما فى السجون المصرية، ولقبه نزلاء السجون بـ« الشرقاوى الكبير»، يحمل أسرار التنظيم، سافر إلى باكستان واختلف مع أيمن الظواهرى، كان فى ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير فى خيمة «الرايات السوداء».. يحمل العديد من الأسرار عن الإخوان ومحمد مرسى. «البوابة» التقت أبو عبدالرحمن الإلكترونى فى قلب القاهرة، وفى منزل عائلته القديم أمام دار القضاء العالى خلف سينما ريفولى، سألناه عن خلافه مع الظواهرى، وسر السلاح الذى كان يحمله دائما فى بيشاور، وما علاقته بالقيادى الجهادى أحمد عشوش.. فإلى التفاصيل. 

■ ترددت أنباء أنك ذهبت إلى سوريا بعد الثلاثين من يونيه؟ 
- غير صحيح.. بعض الصحف والمواقع الإلكترونية رددت ذلك.
■ تردد أيضا أنك كنت تدرب عناصر على السلاح فى صحراء الإسماعيلية والسويس؟
- هذا غير صحيح أيضا.. فأنا مريض فى شقتى وأعانى جرحا قديما فى قدمى، ولا أعتقد أننى المقصود بذلك ربما يكون مجرد تشابه أسماء.
■ لكن البعض شاهدك فى ميدان التحرير وأنت تهاجم التجربة الحزبية وتدعو إلى الجهاد؟
- كنت أنصح الشباب لكى لا يتورطوا مع الإخوان وأن تكون الثورة إسلامية.
■ لكنك كنت تجلس فى خيمة أصحاب «الرايات السود»؟
■ هم الذين كانوا يأتون لى، فكنت أجلس بجانب مسجد عمر مكرم، وهم يحضرون إلىّ، ولعلك شاهد على خلافى معهم، وبخاصة عشوش.
■ لماذا اختلفت مع أحمد عشوش؟
- الاختلاف كان بسبب قوله بـ«الدستور الإسلامى»، وأنا أرى أنه لا يوجد ما يسمى« مشروع للدستور الإسلامى»، فتعريف الدستور أنه القواعد المنظمة للتشريع من دون الله، وكان «عشوش» يحضر مشروع الدستور الإسلامى ويناقش الإخوة فى ميدان التحرير فيه. 
فكرة المساواة التى تطرحها الدساتير، فكرة مستحيل تطبيقها، فهل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وكذلك لا تستوى المرأة بالرجل ولا تستوى الحسنات ولا السيئات والعالم والجاهل.
■ تمت تصفية ستة من المصريين المرتبطين بالقاعدة.. هل ترى أن هناك اختراقا وتتبعا للقادة المصريين للتخلص منهم؟
- هناك قادة يقتلون أيضا من غير المصريين، وأعتقد أنه حان وقت التخلص من الإسلاميين فى سوريا لبداية مرحلة جديدة بعد اللعب بهم، سيناريو مكرر حدث فى أفغانستان وتمت الإزاحة بهم، فقامت «القاعدة» بعمل أحداث سبتمبر فى أمريكا بضربة انتقامية، ولا أعدها انتصارا عسكريا، وكنت أول ضحية بعد القتال فى أفغانستان، وسلمت إلى مصر رغم حصولى على الجنسية الباكستانية ومكوثى فى باكستان بشكل رسمى.
■ ماذا عن كتابك «ماسونية الفرق» الذى تحول بعد ذلك إلى كتاب «الحصاد المر»؟
- عندما أسس حسن البنا جماعة الإخوان، كان يدعو على القهاوى وفى الطرقات وكان قليل الدعوة فى المساجد، وكان على خلاف بين البعض من أنصار السنة على بعض الأمور الخاصة بالبدعة والسنة، وكان يتحاشى التحدث فى المسائل الخلافية، ويعظ الناس فى المسائل البسيطة، وعندما سأله سائل عن مسألة السنة والبدعة، قال: هى أمور فرقت المسلمين دهرا، وهى فرعية وليست عقائدية، فلنجتمع على ما اتفقنا عليه ويعزر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه، وهى دعوة تشابه دعوة الماسونية، ولكن بين الفرق الإسلامية.
وكان الإخوان يخرجون فى موالد الحسين ويعلقون اللافتات الخضراء ويشاركون الناس فى الاحتفال بالمواسم الدينية، وكان «البنا» يتحاشى الصدام مع الملك، وجاءت يوما ما شكوى لوزارة المعارف بأنه يعلم الطلاب مفاهيم دينية خاطئة، وأنه يكفر الملك، وذهبت لجنة للتحقيق فى الشكوى إلى المدرسة التى يعمل بها، وفطن «البنا» لذلك فكتب تحية للملك فى كراسات التعبير، مما جعل لجنة التحقيق تخرج بنتيجة لصالحه فى النهاية.
وكنت أشرح للكافة فساد اعتقاد الإخوان المسلمين من أول مقالة كتبها فى مجلة «النذير» فى الأربعينيات، والتى قال فيها: «ولا يسعنا إلا أن نعلن الثقة والأمل المحقق فى جلالة الملك المسلم أيده الله فى الشعب المصرى العظيم»، كان النزول إلى العمل السياسى لحساب الملك لضرب حزب «الوفد»، وكذلك لشعبية الإخوان فى الشارع.
■ لماذا نشر الظواهرى الكتاب فى أواخر الثمانينيات وسحبه بعد ذلك؟
- أيمن الظواهرى لما ذهبنا إلى أفغانستان، قام بتجميع كل هذه الأدلة وهذا الكلام فى كتاب «الحصاد المر»، وكله كان من كتابى «ماسونية الفرق»، لقد كنت شديدا فى أوصافى على الإخوان، ولم أكن أطلق عليهم ألفاظا مثل فضيلة الشيخ حسن البنا أو إمام المجددين، أو الإمام البنا لقد تم طبعه فى أفغانستان ووزع فى مصر بعدها.
■ ولكن الظواهرى كان يترحم على البنا ويعتبره مجددا؟
- نعم.. وكنت أعترض على هذه الأمور، لأنه بذلك لا يحدث المفاصلة ويستخدم الإطار السياسى فى الإطار العقدى.
■ لماذا أطلقت مصطلح «ماسونية الفرق» على الإخوان؟
- لم أكن أطلق على «البنا» أوصاف الشيخ أو الإمام، وفى هذه الفترة لم أستطع أن أقول إنه ماسونى، لذلك أطلقت على الكتاب اسم «ماسونية الفرق» للتجمع الفكرى الذى أطلقه البنا على دعوته «دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضية وشركة اقتصادية وهيئة اجتماعية».
وكنت أرمى إلى أن الإخوان فى تاريخهم لهم علاقة بالإنجليز، من خلال مشروع قناة السويس على سبيل المثال، الإنجليز كانوا فى غاية الرضا عن «البنا» وجماعته، وكان «البنا» على علاقات بالبروتستانتية، وكانوا يدافعون عنه حتى فى قصة الشكوى التى ذكرتها لك فى مدرسة الإسماعيلية وقفوا بجانبه.
«البنا» كان يمجد البروتستانتية على وجه التحديد لما لها من علاقات بالإنجليز فى الإسماعيلية، وما زال الإخوان فى أمريكا على علاقة بهم. اختياره مثلا لمصطلحات ومعان، مثل: الأمة، والسيادة للأمة، والأمة مصدر السلطات، والانتخابات كوسيلة سياسية نابعة من هذه العلاقات حتى يرضى هذا التيار ويقولون عنه إنه ديمقراطى.
التأييد الأعمى للملك على طول الخط، وجاء ذلك فى أول مقال فى مجلة «النذير»، بعنوان: «خطوتنا الثانية إلى الأمام الدعوة الخاصة بعد الدعوة العامة»، وجدد الثقة فى الملك، وذكر ذلك أيضا فى مذكرات «الدعوة والداعية».
انظر أيضا إلى أول عدد من مجلة «النذير»، بعد انتقال ملكيتها من الإخوان إلى جماعة «شباب محمد» وموضوع أسباب الانشقاق.
وقصة مصطفى مؤمن، رئيس اتحاد الطلاب فى الجامعة، عام ١٩٣٦، وقصة اتفاقية صدقي- بيفن، وعندما خرج المصريون كلهم ضد اتفاقية صدقى بيفن، فهو الرجل الذى قتل الطلاب بالرصاص فى مظاهرات،١٩٣٠ واشتهر بصداقته للصهاينة وعلاقته بـ«بلفور» شخصيًا، فوقف القيادى الطلابى الإخوانى «مصطفى مؤمن» فى جامعة القاهرة، فى مؤتمر تأييد لصدقى، يقول: «وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا» وضع الآية فى غير موضعها، الإخوان الوحيدون الذين أيدوا الاتفاقية.
■ كنت أحد ثلاثة أسسوا التنظيم مع الظواهرى، وإسماعيل الطنطاوى قص علينا القصة؟
- نعم.. كنا طلابا فى الجامعة، ولم يكن هناك ترتيب للقيادة، وكان معنا عصام القمرى فى الكلية الحربية.
■ وهل كانت خطة التنظيم إدخال القمرى الجيش لإحداث التغيير؟
- هذا كان تفكير القمرى وليس التنظيم، عصام حصل فى الثانوية العامة على مجموع كبير يستطيع أن يدخل به أى من كليات القمة، كما يقولون، ولكنه اختار الجيش والحربية؟! ولو كنا استمررنا فى هذا الفكر ولم ندخل فى معارك جانبية، لكنا فى صدر الدولة الآن.
■ من الذى كشف التنظيم للأمن ودفعه إلى الهاوية؟
- انضم بعد ذلك إلى التنظيم كل من صالح سرية وسالم الرحال، وبدأ السير وراء الإخوان، فكل من قدم من الخارج مختلف مثل الإخوان فى العراق (سرية)، وحزب التحرير (الرحال)، وهؤلاء أضروا بالمجموعات الداخلية.
لو لم يهبط علينا صالح سرية، وتعرف على طلال الأنصارى الذى كان يذهب فى الأساس إلى زينب الغزالى.. كانت الأمور مختلفة تماما الآن.
عصام القمرى كان مشهورا أكثر بكثير من قيادات موجودة الآن، وخطط صالح سرية لعمل انقلاب ضد السادات والسيطرة على وزارة الدفاع، وعمل مظاهرة فى العباسية، واعتبر أن حركة «الفنية» هى سبب ضرب الحركة لصالح الأمن. هم كانوا طلابا وليسوا ضباطا، وليس لهم أية خبرة سياسية ولا عسكرية، ومن كان وراء هذا رجل كبير بحجم صالح سرية يعمل فى منظمة التحرير، ويعمل فى جامعة الدول العربية، وله علاقات واسعة جدا، فهل كانت تنقصه الخبرة؟ سؤال يحتاج إلى إجابة.وقضى سالم الرحال على البقية الباقية من التنظيم داخل الجيش، وطالب بالكيفية نفسها فى إخراج ذخيرة وورط أعدادا كبيرة من التنظيم مع الدولة دون إعداد يذكر.
هى الفكرة نفسها التى تحدُث فى كل التنظيمات الإسلامية المتحمسة الجديدة الآن، عيل شاب متحمس يقوم بشراء فرد (خرطوش)، يتصور أنه سوف يجاهد به، ولا يعرف حتى أن يخفيه وكيف يتعامل معه؟ كنا نطلق عليه فى السجن «الفرد المبارك»، تحمله كل التنظيمات وتدخل به السجن بعد ذلك من غير لا تنظيم ولا يحزنون.
■ الإخوان وصفوا حركة «الفنية» بأنها حركة صبيانية.. ما تعليقك؟
- طبعا لا بد أن يقولوا ذلك ويتبرأوا منها، وهى قصة الوهابية نفسها الذين يستغلون المتحمسين من الشباب، ويجعلونهم يحاربون بالوكالة، ويجلسون هم لحصاد الجانب السياسى، من أول خالد الدويش وابن بيجاد إلى داعش والنصرة.
■ ولماذا استسلم عصام القمرى لهم؟
- اتصلوا به وطلبوا منه ذخيرة وسلاحا، ووفر لهم ذلك اعتقادا منه أنه ينصرهم وهو فى موقعه ولن يتأثر، ولما كُشفت قصة الذخيرة هرب عصام القمرى، وكنت فى أمريكا فحاولت تهريبه عندما حضرت إلى مصر، وأثناء ذلك اتصل «الظواهرى» بعبود الزمر، وتم تكليف أمين الدميرى بتوفير مكان للزمر فى شقه بالهرم، واكتشف المكان بعد ذلك وتم القبض عليهم فى الهرم عام ٨١.
■ هل كان هناك تلاقى بين مجموعة الإسكندرية (طلال) والقاهرة (عبدالرءوف) والجيزة (الهلاوي)؟
- جميع المجموعات طلال الأنصارى وعبدالرءوف أمير الجيش وحسن الهلاوى.. كانت على صلات ببعضها البعض، وكان الشيخ محمود خليل هراس هو الأب الروحى لهم، الذى يتعلمون منه الفقه وجوانب العقيدة.
■ كيف سافرت إلى أفغانستان؟
- فى أواخر عام ١٩٨٧ خرجت لأداء فريضة الحج، وكنت لتوى خارجا من السجن بسبب أحداث محاولة اغتيال وزير الداخلية حسن أبو باشا، وفى ليلة مزدلفة، قتل عصام القمرى بعد هروبه من ليمان طرة، وكلمت والدتى فى الهاتف، فقالت لى: المباحث عندنا ولا تحضر لمصر. فكرت فى السفر إلى أمريكا ولم يكن معى مال. ولم يكن أمامى غير طريق هيئة الإغاثة الإنسانية بالسعودية، التى تعطى تأشيرة إلى باكستان وتذكرة مجانا، وعندما ذهبت تقابلت مع الظواهرى وسيد إمام وتحدثنا، وعلمت أن الوهابية وراء الجهاد فى أفغانستان. 
■ لماذا حدث خلاف بينك وبين الظواهرى فى أفغانستان؟
- كان اعتراضى على «أيمن» أن لا نعمل موردين أنفار بالوكالة لأية جهة، لا يوجد إمكانيات للجهاد عندى أنتظر حتى تتوفر الإمكانيات للجهاد.
■ لكنك ترفض أيضا الممارسات الديمقراطية.. فكيف ستطبق فكرك؟
- النظام الإسلامى لا يأتى بالأصوات ولكن يأتى بالصفات.
الجيش والشرطة أجهزة ليست قائمة على فكرة الأصوات والنظام الديمقراطى، ومن هنا فالاختيار بالصفات والمؤهلات هى الأقوى عندهم، وهذا يتفق مع النظام الإسلامى، ومن خلاله يسهل التعامل مع فكر الجيش والشرطة، وعند اختيار سيدنا أبى بكر كان اختياره من أجل الصفات التى حباه الله بها وعلاقته بالنبوة.
■ لكن اختيار أبى بكر كان فى سقيفة بنى ساعدة؟
- كان اختيارا، ولكنه ليس اختيارا للأمة كلها، هو اختيار أهل الحل والعقد وتم عرضه على الأمة، وقد اعترض الأنصار، وقالوا منا أمير ومنكم أمير، قال أبو بكر الأمر فى قريش.
أبو بكر أول من أسلم وشهد كل الغزوات وأنفق جميع ماله فى سبيل الله، وأول من صدق بالدعوة، وهنا تم اختياره بهذه الصفات تعلم العلم من الرسول، فالإسلام قائم على العلم.
كذلك لو درست قصة صلاح الدين الأيوبى ونور الدين زنكى وعماد الدين زنكى، ستجد صفاته هى التى أهلته لقيادة الأمة بحربه للصليبيين والفاطميين.
هل صوت «بائعة الجرجير» يتساوى مع طبيب أو أستاذ الجامعة، قصة طالوت وجالوت، وقوله تعالي: «وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ. قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ»، وهنا يسقط مبدأ الاختيار.
ما حدث فى مجلس الشعب الخاص بالإخوان، هل وقع اختيار أحد من أهل العلم والدراية الشرعية والعلمية ووضع فى مكانه حتى محمد مرسى، هل فيه صفات الرئاسة لا يعلم شيئا لا فى الشرع ولا السياسة ولا العسكرية ولا الجهاد، ومن هنا كان رفضى للإخوان لأن الأمور سوف تسوء ويأتى الوبال والدمار بسببهم.
■ هل تورط تنظيم الجهاد مع الإخوان فى علاقات مؤخرا؟
- نعم.. تحركوا مع الإخوان فى مصر، أعجبوا بمسيرتهم، الإخوان عندما شعروا أنهم سيقعون استعانوا بالجهاد وورطوهم معهم، وهذا دأب الإخوان، عندما ينحصرون يدفعون الشباب، وعندما يكونون فى المواجهة يتخلون عنهم، وفى النهاية ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين، الإخوان وراء كثير من أحداث العنف، وهذا جهاد ليس فى سبيل الله.
■ هل كنت مهددا فى باكستان وتحمل سلاحا خوفا من تصفيتك؟
- كنت أحمل الجنسية الباكستانية، وكنت مرخصا سلاحا، وأتحسب أى غدر، كان ممكن أن أتعرض للخطر، ولكن خصمى كان أضعف، وتم تهديدى أكثر من مرة ومرت بسلام.
■ هل عرض الظواهرى عليك الصلح؟
- لا.. لأنه لم يكن الأمير، الأمير كان أبو عبيدة البنشيرى وسيد إمام وأسامة بن لادن، وسيطر أسامة على الأمر بعد ذلك. 
■ كيف تم القبض عليك من باكستان وترحيلك إلى مصر؟
- تم القبض على بسبب نقد حسنى مبارك فى قناه تليفزيونية أجنبية، وقضيت فى السجن سبعة عشر عاما. 
■ لكن ما شروط النصر من وجهة نظرك؟
- تنحصر فى قوله تعالى: «وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ». جميع الحركات الدينية والإسلامية لم يمتثلوا شروط النصر وفق الآية كما حدث مع مرسى وفى رابعة، لذلك وقعت الهزيمة والعذاب، لقد وضعوا النساء مع الرجال والطالح من الصالح حتى تضرب النساء، ويقولون بعد ذلك النظام والحكومة تضرب النساء. 
والآية الثانية هى: «وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ»، فقد وافق الإخوان على التعاون مع الوهابيين، وهذا ما حدث مع البغدادى، والتعاون مع الصداميين وحزب البعث والطريقة النقشبندية الصوفية.. أليس حزب البعث من الذين ظلموا، وكنت أقول داعش لن تنتصر مثلهم مثل الإخوان.
■ كيف تنظر إلى داعش؟ 
- أمريكا تشجع داعش والغرب كان يدعمهم أيام المالكى، والسؤال الآن: أين سلاح صدام، وأين الطريقة النقشبندية الآن؟؟! أمريكا لن تقضى على داعش، وسوف تتركهم لمشروع جديد، ويتم استخدامهم مرة أخرى ولو بأسماء مختلفة، وهى سياسة أمريكا على طول الخط، والتى ورثتها من الإنجليز لتحقيق أهدافهم باستخدام الإسلاميين فى ذلك، النصرة بعد فك الارتباط بالقاعدة ما زالت تضرب حتى الآن، لذلك أنا لم أذهب إلى سوريا لأننى تعلمت من درس أفغانستان الذى كان أمامى.
هناك انتقادات لبعض ما تقوم به داعش وأعتقد أنه مخالف لشرع الله، فمثلا فكرة سبى داعش الإيزيديون، وما يستغله الغرب من دعاية ضد داعش، وهم فى الأساس يعبدون الشيطان، فلا يجوز مثلا نكاح ملك اليمن، لأن هناك أحكاما تفصيلية فى ذلك لم يقوموا بتطبيقها، هؤلاء يصنعون فضائح للمسلمين دون شيء، لأنه لا يوجد عفة عند الأيزيديين فى الأساس.
■ نصيحتك إلى الشباب للبعد عن التطرف والغلو فى الدين؟
- عليهم بالاطلاع على كتاب «الأحكام السلطانية» للماوردى، وأحكام الجهاد فى الفقه، وهل ما تصنعه أيها الشاب يعد موافقا للشرع والدين، وهل طبقت شروط نصر الله للمؤمنين، واحرص على ألا تعمل بالوكالة وتورد بالوكالة للقتال إلى أية جهة، وكن فى يقينك قوله تعالى: «وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا»، والإثم يقع على القيادات التى تورد هؤلاء الشباب حسن النية إلى الجهاد.
فلا يجوز أن أورد الشباب إلى السجون من أجل الحماس أو طبنجة اشتريها لكى أدرب الناس عليها، وبعد ذلك أحملهم فى عربيات الترحيلات إلى السجون، أو أدفع الناس إلى مناطق الصراع مثل سوريا، ويموت الشباب هناك من أجل أمريكا، فأمريكا هى التى تحرك الصراع فى سوريا، الترخص والجهل هو سبب ما يحدث فى المعارك وتزداد فى مناطق الصراع. 
■ ما نصيحتك للدولة لمكافحة التطرف والإرهاب؟
- الدولة تتقى الله فى الشباب ولا تسير فى ركب أمريكا، ولا تضع حسابا لاتفاقية كامب ديفيد، على جميع الحكام أن تدرك أنهم راحلون، وعلى الدولة أن تستيقظ، فاليهود يخططون لدولتهم من النيل إلى الفرات وأهدافهم واضحة فى خداع الحكومات والشعوب العربية حتى لا نكون فى الشتات قريبا.