الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

السهل الممتنع في نقابة الإعلاميين!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر وضع ميثاق شرف إعلامى إحدى المهام الرئيسية لنقابة الإعلاميين ومن الضرورى تأكيد أن هذا الميثاق ليس مجرد نص مكتوب يوزع على القنوات الفضائية والشبكات الإذاعية إنما الميثاق هو اتفاقية يلتزم بها كل من يتمتع بعضوية النقابة التى طال انتظارنا لها والحقيقة أن هناك مواثيق كثيرة وضعت من قبل وكلها تقريبا تصب فى نفس الاتجاه الملزم للجماعة الإعلامية ويمكن اختيار أحدها واعتباره الإطار الفكرى الذى يجمع كل الإعلاميين المصريين ما يجعلنا نقول إن الأمر أكثر من مجرد أوراق يتم الالتزام بها أو لا يتم!. 
ويبدأ الشرف الإعلامى - إذا جاز التعبير- من الإعلامى نفسه الذى يجرى إعداده وتدريبه للقيام بمهمة نقل الرسالة الإعلامية للمتلقى فهناك قيمة مهمة تعلمناها وهى قيمة المحاسبة أو الرقابة الذاتية ما لم تتوفر هذه القيمة لدى الإعلامى نعتقد أن ميثاق الشرف لن يجدي كثيرا ويصبح مجرد أوراق مكتوبة مودعة بأدراج الإعلاميين يتم الرجوع لها فى التحقيقات المهنية والإدارية للإعلامى إذا أخطأ! 
وهنا لا بد أن يصبح عامل الرقابة الذاتية أساسا مهما فى البناء المهنى للوظائف الإعلامية مثل المحرر والمعد والمذيع والمراسل والمخرج والمونتير والمصور وكل من يتعامل مع الشاشة والميكروفون ومن هنا يمكن أن نتحدث إذن عن ميثاق شرف عام يحكم جودة الأداء الإعلامى، ويمكن القول إن ميثاق الشرف الإعلامى يتمحور حول نقاط تتعلق بالمبادئ والأهداف التى تترجم إلى سياسات وأدلة عمل تحريرية تعبر عن سلوك مهنى يعكس الالتزام الأخلاقى والمهنى للإعلامى وبناء عليه نجد أن مواثيق الشرف تركز على جانب يتعلق بقيم المهنة وعلى سبيل المثال «الموضوعية» قيمة مهمة يجب أن يلتزم بها أى إعلامى يسلك سلوكا مهنيا. ولو دققنا النظر نكتشف أن الموضوعية ما هى إلا عنوان كبير تحته العديد من القيم الفرعية التى تصب فيه مثل العدالة والإنصاف، إذن على أى إعلامى يبغى الحقيقة عليه أن يكون عادلا ومنصفا سواء فى صياغته للخبر أو فى إبرازه لرأى ما بشرط عدم الخلط بين الأمرين أى بين الأخبار والآراء وهنا تأتى قيمة أخرى هى الحيادية التى تثير جدلا بين أوساط الإعلاميين والباحثين الأكاديميين فى مجال علوم الإعلام حيث يقال إن الحيادية أحد شروط الموضوعية لكننا لا نجد أداء إعلاميا حياديا مائة بالمائة إلا عندما نعرض قصصا إخبارية بعيدة نسبيا عن دائرة اهتمام أو مصلحة المتلقى، أما عرض الآراء فلا تتطلب الحيادية بقدر ما تتطلب «التوازن» ومن وجهة نظرى وهى قيمة أهم من قيمة الحيادية. 
بعبارة أخرى إننا نصبح أمام إعلام منحاز أو إعلام متوازن ونرى أن الفيصل بين الاثنين طبيعة الرسالة الإعلامية المنقولة إلى المتلقى، فلا يمكن أن نصبح محايدين بشأن قضايا تهم الوطن أو تتعلق بمصلحة المواطن ولا مكان للحياد فى قضايا تتعلق بجرائم الإرهاب مثلا! 
غير أننا نسعى لخطاب إعلامى متوازن يغطى كل الجوانب الخبرية ويعطى الفرصة المتكافئة لكل الآراء وهو الأمر الأكثر مهنية ويساعد كما قلت ميثاق الشرف الإعلامى القنوات الفضائية على وضع دليل السياسة التحريرية من حيث ضبط المصطلح المستخدم فى الخطاب وتوحيد نطق الأسماء وتوثيق الأحداث وإخضاع القصص الإخبارية للمعايير المهنية! أما فيما يخص أهداف ميثاق الشرف الإعلامى فإنها تحمى الإعلامى من الوقوع فى ضبابية الرؤية ويحيد عن الوظائف الأساسية للإعلام وعليه يصبح الإعلامى فى وضع أفضل يمكنه من أداء دوره بسلاسة وسهولة!