الخميس 23 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مصر بين مطرقة الإخوان وسندان النشطاء والطابور الخامس!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المطرقة والسندان اللتان يبدوان للناس منفصلتين عن بعضهما لا يربطهما رابط ويُرى أحدهما بعيدًا عن الآخر، لكن الحقيقة -التي من فرط وضوحها لا تكاد تُرى- أن أحدهما لا يعمل دون الآخر!
تعاني مصر في هذه الآونة من مطرقة وسندان ينطبقان عليها ويوجعانها ضربًا حتى تموت، ولكنها إن شاء الله لن تموت.
مطرقة الإخوان وسندان الطابور الأمريكي الخامس وما يسمون بــ "النشطاء"، وبينهما تكامل وتناغم وانسجام تام في الأدوار والأفعال، وإن بدا الأمر على خلاف ذلك، وإن بدا ألا علاقة بين المطرقة والسندان.
جماعة الإخوان: جماعة فوضوية في الأساس منذ نشأتها الأولى، فوضوية الطبيعة والنشأة والعمل، وأبناؤها يربون وينشئون على كراهية الدولة بمفهومها وذاتها وبكل ما يعنيه مصطلح "الدولة" من معنى.
وأخص العداء للدولة المصرية باعتبارها دولة المنشأ، ولكونها محور المؤامرات العالمية، فهم يعملون من قديم على عدم الاعتراف بمؤسسات هذه الدولة والعمل على اختراقها ومن ثم تفكيكها وهدمها.
ولأن الجماعة كالطفيليات لا تنمو إلا العفن، فقد كانت أفضل أزمنة الجماعة وأعظم انتعاشاتها وأكثر فتراتها ازدهارًا هي فترات الفوضى وانهيار الدول.
واعتبر بحال نشأة الجماعة ذاتها وازدهارها فقد نشأت الجماعة في أكثر الفترات فوضوية في تاريخ العالم الحديث، وهي الفترة بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، وفي حين كانت الدنيا كلها -لا مصر وحدها- تموج بالفوضى كانت الجماعة -وكالجُعل أو خنفساء الروث الذي يتغذى على الفضلات– تنمو وتزدهر.
وإذا أخذت مشهدًا آخر يبين أعلى درجات الازدهار للجماعة، وذلك في أعقاب أحداث يناير وما تلتها، ففي حين كانت الدولة في أحط أوضاعها، وتكاد تصل إلى درجة الانهيار الشامل والكامل، كانت الجماعة في أعلى درجات مجدها في تاريخها كله.
وهو ما يجعلنا نتمكن من صياغة معادلة ذات علاقة عكسية بين قوة الدولة وضعفها وقوة الجماعة وضعفها.
فكلما زادت قوة الدولة ضعفت قوة الجماعة والعكس بالعكس.
وعليه فإننا نستطيع تلخيص ما مضى كله ونصيغه في عبارة واضحة المعالم كاشفة لحال هذه الجماعة بتنظيمها الدولي عبر العصور من أن هذا التنظيم وهذه الجماعة: جماعة أناركية فوضوية، ولكنها تحمل قشرة إسلامية وصبغة دينية للفوضوية، لتشكل ما يمكن أن نسميه بــ"الأناركية الإسلامية".
وهو ما يثبت بيقين أن هذه الجماعة لا علاقة لها بالدين، خصوصا بالإسلام، والذي يحض على النظام والالتزام واحترام حقوق الآخرين، وينهى عن الفوضى والفوضوية ولا يقرها أو يعرفها بل ويجرمها.
وهو ما يرجح الرأي القائل بأن هذه الجماعة إنما أسست بأيدي وعلى عين أجهزة استخباراتية لأهداف خسيسة وأنها تعمل تحت إشراف المنظمات الماسونية العالمية.
وهي بهذه الفوضوية إنما تتكامل مع المجموعات الأناركية والتي تسمى نفسها "المجموعات الثورية" أو "النشطاء" والذي يعملون بالطريقة الأناركية اليسارية وغير اليسارية والفوضوية، والتي تعمل على عدم احترام مؤسسات الدولة بل والعمل على هدمها وتفكيك مؤسساتها.
فكلٌّ يعمل بطريقته ولكن الهدف واحدٌ، والتنسيق بينهما على أشده، وإن كان الأمر يبدو على خلاف ذلك.
هذه هي الحقيقة مهما غفل عنها الغافلون أو لم يفهمها المغفلون أن الجميع متآمرون.