الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

حضور عربي لافت في مناقشة "بيت السناري" لعمار علي حسن

عمار علي حسن
عمار علي حسن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت الندوة التي عقدها مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية حول رواية عمار علي حسن "بيت السناري" حضورا عربيا لافتا، حيث حضر كتاب ونقاد من مصر والسودان والأردن، تحدث بعضهم عن انطباعاته بعد قراءة الرواية، وكذلك تصوراته حولها، فيما انصب الجهد النقدي الرئيسي على مساهمة الكاتب منير عتيبة المشرف على المختبر، والناقدة دينا نبيل التي قدمت دراسة قصيرة حول الرواية.
وفي الندوة التي استضافها بيت السناري نفسه، والذي تدور فيه أغلب وحوله أحداث الرواية تم توزيع جوائز على التلاميذ الفائزين في المسابقة التي أقامتها مكتبة الإسكندرية عن الرواية في مدارس أحياء السيدة زينب ولاظوغلي والحلمية الجديدة والدرب الأحمر.
وقال عتيبة إن مساحة التخيل في الرواية ساعدت الكاتب على تقديم عالم متكامل يمكن أن يكون موازيا للملامح الأساسية للعصر الذي عاش فيه بطلها إبراهيم السناري، بل يمكن أن يكون موازيا لزماننا هذا أيضا، على اعتبار أن المحركات الأساسية للتاريخ وللأشخاص والعلاقات الاجتماعية وعلاقة السلطة بالناس لم تتغير بشكل جوهري.
وفي دراستها القصيرة عن الرواية قالت الناقدة دينا نبيل إن الرواية، رغم انشغالها بالتاريخ، فإنها تحفل بعرفانية وصوفية ظاهرة وهو ليس غريبا على كاتبها مثلما سبق أن رأينا في روايتيه "شجرة العابد" و"جبل الطير"، لكن العرفانية في "بيت السناري" مختلفة، وتقوم على شخصية بطلها الذي له قدرة على الكشف، ليس بفعل الكرامات، إنما بقدرته على السحر وقراءة الطالع.
وتابعت: "الرواية تسعى إلى إعادة همزة الوصل بين الذاكرة أو التاريخ والتفكر المتجدد في الحاضر، ويقف بطلها بين ما هو واقعي وما هو تخييلي، واقعي بوصفه شخصية تاريخية حقيقية، وهو في الوقت نفسه تخييلي"، مشيرة إلى أن الكاتب أضاف للتاريخ الكثير من خياله، وصنع بطلا يشبه "عطيل" بطل مسرحية شكسبير الشهيرة.
وقالت الدكتورة ماجدة عمارة الكاتبة والباحثة في الفسلفة إن الرواية ولدت في مكان ساحر، فمنحها الكثير من سحره، ولذا فإنني "حين قرأتها وقعت في غرامها، كما سبق أن وقعت في غرام بيت السناري بمعماره البديع"، مؤكدة أن النهاية المفتوحة للرواية جعلت إمكانية كتابة جزء ثاني منها قائمة.
وركز الناقد السوداني محمد خليل على ما جاء بالراوية من معلومات عن السناري، وكيف تمكن الكاتب من إذابتها في ثنايا النص، مؤكدا أن بيت السناري الذي تدور فيه أحداث الرواية بني على طراز معماري معروف في مملكة سنار بالسودان والتي جاء منها إبراهيم السناري، فيما تساءل الكاتب السوداني عيسى حسابة عما إذا كانت القدرات العجيبة للسناري تعود إلى كرامات صوفية أم قدرة على السحر؟ مشيرا إلى أنه جاء من مكان معروف بالتصوف في السودان.
وطلب الكتاب السودانيون من عمار علي حسن عقد ندوة عن الرواية في مقر بيت السودان القاهرة، لمناقشتها مع أكبر عدد من السودانيين المهتمين بالأدب والمقيمين في مصر.
وحضر الندوة الكاتب والمترجم الكبير طلعت شاهين الذي تحدث عن الواقعية السحرية التي شاعت في آداب أمريكا اللاتينية، وترجمناها عنهم وإن كان لدينا في الأدب العربي جذور لها سابقة على اللاتينيين، وشاركه الرأي الكاتب الأردني حسين دعسة، المشرف العام على ملحق أبواب في صحيفة "الرأي العام" الأردنية، الذي تحدث من وحي رواية "بيت السناري" عن الواقعية العرفانية والروحية أيضا.
يشار إلى أن "بيت السناري" هي الرواية التاسعة لعمار علي حسن بعد "باب رزق" و"جبل الطير" و"شجرة العابد" و"سقوط الصمت" و"السلفي" و"زهر الخريف" و"جدران المدى" و"حكاية شمردل"، إلى جانب خمس مجموعات قصصية: "عطر الليل"و"حكايات الحب الأول" و"أحلام منسية" و"عرب العطيات" و"التي هي أحزن"، وله كتابان في النقد الأدبي: "النص والسلطة والمجتمع" و"بهجة الحكايا"، إلى جانب عشرون كتابا في التصوف والاجتماع السياسي، وله تحت الطبع رواية "خبيئة العارف" ومجموعة "أخت روحي".