الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

د. سمية عسل تكتب: أنا حقًا أعترض "مطلوب عريس"

سمية عسل
سمية عسل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عزيزي الشاب المصري الأصيل حفيد الفراعنة، ابن النيل، عزيز مصر وباني الهرم. بعد التحية والسلام، هل علمت يا صديقي بأنك يوما كنت فريسة ؟
نزوح يليه نزوح انتهى بطوفان من اللاجئات العربيات الى مصر، أخواتنا الهاربات من جحيم الحرب وألسنة النيران التي تنبعث من قنابل الغازات السامة وقصف المدفعيات الموجهة عليهن وعلى أراضيهن ومنازلهن.
ولأنها مصر، طابا أرض الخير والأمن والسلام، التي كانت ومازالت ملجأ لبلاد الدنيا عامة ولإخواننا العرب وقت الشدائد، تحتضن ،ترعى وتؤمن من أحتمى بها. فيصبح لاجىء اليوم ابن وأخ وصديق وصاحب بيت في اليوم التالي.
لو كان حبيبك عسل
أكد مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية السفير طارق القوني خلال مؤتمر اطلاف تقرير خطة الإستجابة الإقليمية والصمود للاجئين السوريين، ان عدد اللاجئين السوريين في مصر 120 ألف مواطن سوري ،وعدد اللاجئين الفلسطينيين 220 ألف لاجىء، وقد صرحت مروة هاشم المتحدث الإعلامي بإسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين السودانيين 26 ألف لاجيء، في حين أن عدد اللاجئين من جنوب السودان 12 ألف، وعدد اللاجئين من اثيوبيا 5000 لاجىء واللاجئين من الصومال 8 الالاف.
نلاحظ أنها أعداد ضخمه لها التأثير الواضح على الدولة المستضيفة وهي جمهورية مصر العربية، سواء كان هذا التأثير قد طال جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المصرية.
وسوف أتطرق إلى التأثير الإجتماعي لأعداد اللاجئين على إختيارات الشباب المصري وإرتفاع نسبة العنوسة لدى الفتيات المصريات في سن الزواج. مقابل ارتفاع عدد حالات الزواج بغير المصريات.
13 مليون ونصف عانس في مصر
بحسب ما أكده تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر. نسبة مربكة لا يمكن التغاضي عنها بل يجب أن نقف أمامها بالبحث والدراسة والتحليل للأسباب التي جعلت من هذه النسبة تتفاقم الى هذا الحد خلال الاعوام القليلة الماضية حتى الأن ومع ازدياد عدد اللاجئات الى مصر من الدول العربية المنكوبه والتي تعاني من ازمات سياسية وطائفية.
حلوه ومطالبها بسيطه وهتدلعني
جمله سمعتها من أحد الشباب المصري أثناء زيارتي الأولى للقاهره منذ شهور قليلة، وذلك عندما وجهة إليه سؤال واضح (ليه بتفضل الجواز ببنت سورية وسايب بنت بلدك ؟)
أصبح البديل موجودا، فلما يتزوج الشاب بفتاه مصرية تفرض عليه العديد من الطلبات ثم توقعه أرضا بكثرة الأعباء المادية والنفسية المترتبة عليها خصوصا وأن الشاب قد يحتاج 10 سنوات مثلا لتجميع ثمن الشبكة التي طلبها السيد (حماه) ! أو 20 عاما لشراء شقه سكنية بالمواصفات القياسية التي تحلم بها حضرة (حماته).
قياسا على الأخت العربية اللاجئة الى مصرنا الحبيبة، فهي تعيش فاقدة للأمان والإستقرار لا تملك من المال ما يكفي لبدء حياة جديدة وبناء منزل وتكوين أسرة في بلد جديد أتت إليه خائفة تهرول من أذى الحرب ولعنات الموت وصوت الرصاص.
يعتبرنها فرصة عظيمة تلك التي تجعل من شاب مصري ذو وضع مستقر أن يطلبها للزواج، ولما لا ؟ أختنا العربية اللاجئة لن تشترط (النيش والصيني والستائر من النساجون) كذلك لن تهدر الالاف في ليلة عرس قد تستغرق بضع ساعات.
تلك الناعمة في صوتها، رقيقة الكلمات، مبتسمة الوجه وحمراء الأظافر، هادئة لا تثير المشاكل والتحقيقات والاستجوابات اليومية ولا تنشغل بالذي فعلته أم أوأخت الزوج وكيف أن (حماتها ضغطت على حرف السين اثناء الحديث معها "يا إبتسسام !" )
ومن الناحية الإقتصادية نجد الأخت اللاجئة السورية مثلا تتصدر المشهد باعتبارها زوجة راضية بما قسمه الله، فلن تلح عليه بأن يعمل لفترات طويله لجلب الأموال.
ولكن احذر يا صديقي الشاب المصري فما ستجمعه من مال حتى وإن كان من راتبك الشهري القليل، ستحوله زوجتك العربية الناعمة الجميله الى فاتورة شهرية تدفعها لأحدى الصالونات التجميلية النسائية شهريا.
المصرية منذ قدم الأزل أهتمت بجمالها واعتمدت في ذلك على المنتجات الطبيعية التي تستخدم داخل المنزل، حرصا منها على عدم العبث ببشرتها وتعريضها لمشاكل المواد المصنعة وحاليا من باب التوفير على الزوج ولكن ذلك لا يتعارض أبدا مع حرصها على كمال أنوثتها ومراعاة الوضع الإقتصادي لأسرتها وتوفير متطلباتهم بشكل كافي.
تؤبرني إبن عمي
(يا سلام على الست المطاوعه أم لسان حلو)، ذلك هو تعليق أي رجل مصري عندما يقال له أوامرك يا سي السيد أو (تؤبرني ابن عمي ) من قبل زوجاتهم السوريات في مصر.
لكن ما لا يعمله الرجل المصري جيدا أن المعدن الداخلي للأنثى هو الباقي وهو الأصدق والأنقى المنزه عن المصالح الشخصية، ربما تكون السيدة المصرية إنفعالية بعض الشيء، ولكني اعزو ذلك إلى تحملها العديد من المسؤوليات والأعباء الثقيلة التي فرضها إختلاف الزمن وإختلاف الوضع الإقتصادي والسياسي وثقافة المجتمع.
وفي رأي علماء النفس ان أكثر شخص إنفعالي هو ذلك الذي يتمتع بحس مرهف وعاطفي فيسهل بكاءه ويسهل غضبه ويتم إرضاءه بأبسط الأشياء التي تشعره أنه مهم وذو قيمة عند الطرف الأخر.
الزوجة والأم المصرية أصبحت في يومنا هذا هي الجندي المجهول، فكيف لها أن ترعى أبناءها صحيا ونفسيا وتدعمهم علميا وتراقبهم إجتماعيا في ظل ما نمر به من أزمات اقتصادية وأخلاقية وثقافات جديدة غزت مجتمعنا المصري بسبب عالم الميديا المفتوحه بلا رقيب.
اذكر جيدا كلمة قالتها والدة إحدى صديقاتي لزوجها (يا راجل بتقولي أجيب بالباقي أه، روح هات حاجه مفيدة للبيت والعيال أنا مش عايزا حاجه ليا).
نحن كسيدات مصريات لسنا على مذهب (تؤبرني وتكرم عيونك حبيبي) لكننا نعتنق شريعة (العطاء بلا حدود والمحبة من القلب والإخلاص العميق للأسرة وأن الزوجة سد منيع وقت الأزمات)، قد تكون للأفعال صدى أكبر من طراوة اللسان ونعومة الكلمات.
هات بالباقي باكو معسل النخلة
هي إجابة شافية سمعها الكثير من الشباب المصري الذي تزوج بجنسيات عربية لاجئة داخل مصر وخارجها، جميعنا يعلم أننا كمجتمع مصري نرفض ونستنكر بعض العادات التي قد تكون منتشرة في دول عربية كثيرة ومنها التدخين (الشيشة) بالنسبة للنساء، فليس مقبول عند الأب، الأخ والزوج المصري أن يرى زوجته جالسة على مقهى عام تطلب شيشة وتخرج الدخان من فتحتي أنفها وفمها، أو أن يعود إلى المنزل بعد نهار عمل فيجد زوجته (بترص فحم الشيشة).
إن تدخين الشيشة عادة مقبولة وراسخة ومنتشرة ومباحة في بعض الدول العربية مثل سوريا والعراق والأردن وفلسطين ولبنان، لكنها غير مقبولة في البيت المصري.
لذلك يسهل على الزوج اللبناني أو السوري أن يشتري المعسل بما تبقى من مال لديه لإرضاء زوجته ومزاج زوجته الذي يعد المحرك الأساسي لأي بهجة أو نكد في المنزل.
ولكن يصعب على الرجل المصري فكرة (أعدل مزاج المدام ببكاو معسل بالفلوس الباقية)، كذلك الزوجة المصريه إن حدث وكانت متعتها الشخصية في التدخين فإنها ستحسبها اقتصاديًا وترى أن كان توفير هذا المال أفضل وأدعى لشراء أغراض يومية للمنزل.
إني أؤمن بالمثل الصيني الذي يقول (إن أكبر سمكة يمكن أن تصطادها تلك التي تحت قدمك) فلما يا عزيزي تبحث بعيدا في عالم مجهول متلاطم الأمواج والثقافات والأفكار الغريبة عنك، وتهمل ذلك الكنز القريب منك والذي تعلم أنت جميع مميزاته ومنشأه حتى وصل إليك.