الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

أسواق المصريين.. دموع وفصال وندم

ارتفاع الأسعار يشعل الغضب بين المواطنين

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جنون الطماطم يزيد الإقبال على الصلصة وارتفاع أسعار الأسماك يهدد الاحتفال بشم النسيم

عبرت ربات البيوت عن غضبهن بسبب ارتفاع الأسعار الذي طال كل شىء، ولم يترك سلعة واحدة إلا وأصابها فى مقتل.
فقد واصلت الطماطم جنونها كما واصل السمك شوى المواطنين جنبا إلى جنب مع ارتفاع أسعار الأرز والمكرونة والفلفل والباذنجان والخيار والخضار والملوخية والبطاطس والفواكه بجميع أنواعها وأشكالها والبقوليات من عدس وفول والفاصوليا واللوبيا. 
كما واصل كبار التجار نهب جيوب الغلابة وسرقة قوتهم، فارتفع سعر اللحوم إلي ١٢٥ جنيها داخل أسواق القرى، بينما وصلت إلى ١٥٠ جنيهًا فى أسواق المدينة خصوصًا فى الأحياء الراقية، كما سجل سعر السمك البلطى «أكل الغلابة» ٣٠ جنيها وسجل الكيلو البورى ٨٥ جنيهًا والسردين عشرين جنيها، والسمك المجمد بـ٣٥ جنيهًا، أما الفراخ التى كانت تعتمد عليها الفئة البسيطة من المواطنين ارتفع سعرها بشكل جنونى، ووصل الأبيض لـ٣٦ جنيها والبلدى بـ٤٠ جنيها، مما أدى إلى استياء وغضب شديد من المواطنين البسطاء للعب بطعامهم وشرابهم.
«البوابة» رصدت حالة الاستياء بين المواطنين من داخل عدة أسواق بمحافظة الغربية، حيث تراجع المواطنون عن شراء العديد من السلع كما تراجعت الكميات التى كانوا يشترونها فى الماضى بشكل كبير، فانخفضت إلى النصف وأقل من ذلك فى أحيان كثيرة، وأصبحت هناك حالة من الكساد والجميع بدأ يندب حظه. 
المواطنون والسريحة والبائعون الذين يحملون كبار التجار والمزارعين مسئولية هذا الغلاء الفاحش، فضلًا عن غياب دور المسئولين عن الرقابة.
فالدموع تملأ العيون بعد أن فرغت الجيوب. فحتى الطبقة الوسطى التى تضم الموظفين والعمال وأصحاب المهن اليومية، والذين يكسبون قوتهم يومًا بيوم ضاقت بهم الحياة وأصبح الحال أكثر ضنكًا خصوصًا بعد أن طال الغلاء قوت أبنائهم وفلذات أكبادهم ولم يرحم حاجة الصغار للغذاء الذى هو ضرورى لهم.
تجولت «البوابة» فى عدد من أسواق محافظة الغربية بدأتها بسوق الجبان بمدينة طنطا، حيث لا يختلف الحال كثيرا عن بقية أسواق الجمهورية، حيث يعانى الجميع من ركود تام وصارت البضائع للفرجة فقط.
فى هذا السياق يقول أحمد السيد بائع خضراوات: «أنا ببيع طماطم وخيار وخضار بأنواعه، جرجير وفجل وشبت وبقدونس وبسلة وكوسة، الأسعار غالية جدا، ومرتفعة عن معدلها الطبيعى وده بسبب التجار الكبار والمزارعين هما السبب فى الارتفاع وبيقولوا بسبب ارتفاع الدولار والحياة بقت صعبة علينا وعلى الناس، ومش عارفين نبيع زى الأول، السعر فارق أضعاف أضعاف عما كان والناس بتزعل مننا وبتفكر أننا اللى بنغلى من نفسنا فاهمين غلط وممنوع الفصال مش عارفين أن التاجر والمزارع هو السبب فى الغلاء الفاحش، يعنى الطماطم كانت ب٣و٤ جنيهات توصل لـ١٠ و١٢ افتراء والخيار بـ٨ والكوسة بـ٩ اللى كانت بجنيه وجنيه ونص ورابطة الشبت والبقدونس اللى بنص جنيه عدت ٢و٣ جنيهات، الحال واقف والبيع قليل والبضاعة بتبوظ وبنخسر، نرجو من المسئولين حل المشكلة وتقليل الأسعار عشان الدنيا تمشى والحال يعدى غير الفاكهة مش بشتغل فيها لأنها بتخسرنى، التفاح أبو ٨ بقى بـ١٥ والموز والفراولة والأناناس بيخسروا والفاكهه بتبوظ مالهاش رجوع للتاجر يقول بلها واشرب ميتها والليمون اللى كان بجنيه و٢ جنيه وصل لـ٢٥ و٣٠ جنيها. حالة تصعب على الكافر شىء لا يطاق». 

ويضيف أحمد بدوى صاحب محل دواجن: «أنا بدفع إيجار محل ١٥٠٠ جنيه وعمالة لشخصين كل واحد ٢٠٠٠ جنيه والدخل ضعيف والدواجن غالية ومش موجودة زى الأول، كيلو الأبيض وصل ٣٦ و٣٧ جنيها والبانيه ٧٨و٨٠ جنيها والبط الكيلو ٤٠ و٥٠ والبلدى بـ٤٠ جنيها والمكسب ضعيف لأن الإقبال ضعيف، الناس كانت بتقبل على الفراخ بعد ارتفاع سعر اللحمة للأسف الآن الإقبال قل جدا، لأن السعر ارتفع والخسارة شغالة عندى فى المحل لأنى بدفع إيجار وعمالة وأكل للطيور يوميا علف بيكلف، فمش عارف أعمل إيه ولا أتصرف إزاى غصب عنى لازم أعلى السعر عشان أقدر أسدد العجز، ولأن من الأصل شارى من المزرعة الدواجن بسعر عالى يا ريت الحكومة تشوف لنا حل إحنا زهقنا والناس بتحملنا نتيجة ارتفاع الأسعار». 
وتقول نوال صلاح بائعة سمك: «أنا السوق ده هرجع بالسمك كله مبعتش الناس بتقول إن البلطى مسمم ومش راضيين يشتروا منى وكمان غالى بيقولوا عايزة تموتنا ووصل سعره لـ٣٠ جنيها واقف عليا بـ٢٨ والسردين بـ٣٥ والمجمد بـ٤٠ اللى كان بـ١٠ و١٢ أكل الغلابة يا سمك هرجع بالسرحة وأمرى لله مبعتش غير ٨ كيلو من ١٠ كارتين مجمد وسردين فى الكرتونة ٢٠ كيلو والبلطى ولا كيلو اتباع، يا ريتنى قعدت فى بيتنا أحسن، يعنى نأكل عيالنا بنجرى على أكل عيشنا ومش عاجب الناس مفكرين أنى جايبة السمك من بيتنا ولسه فى شم النسيم الدنيا هتبوظ والسمك هيعدى الـ٦٠ والـ٧٠ جنيه غير الفسيخ». 
وفى أكبر محال السوبر ماركت بمدينة طنطا رصدت «البوابة» آراء المواطنين فى السلع وحركتهم داخل السوبر ماركت. 
فقالت سالى محمد موظفة: أنا بشترى نصف الكمية الزيت والسمن غلى والأرز والمكرونة والمعلبات الفول والصلصة والسكر والشاى والعسل والمربى واللبن والفلفل والكمون، وحتى أكل الأطفال الحلويات والبسكويت الضعف مفيش منتج اسمه مش غالي، أبوجنيه بقى بـ٢ وأبو ١٠ بـ٣٠ وإحنا مرتباتنا على أدنا مش بتكفى الشهر بضطر أوفر وأضغط على نفسى عشان خاطر مشحتش آخر الشهر، بنطالب الحكومة بالرقابة على التجار الجشعين لعدم استغلالهم واللعب بقوت الشعب وفرض تسعيرة جبرية عشان الكل يرتاح». 
ويقول أدهم محمد عامل بالسوبر ماركت: «الحقيقة أن الإقبال من المواطنين قل بنسبة ٥٠٪ عن المعتاد وهذا بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار عن معدلها الطبيعى، كان الإقبال ٢٠٠٪ والبضائع تنفد، وكان فى منتجات غير متوفرة لسحبها أما الآن مع الغلاء الفاحش نلاحظ فى السوبر ماركت اللى كان بياخد ٥ علب بقى ياخد ١و٢ وملاحظ أن الإقبال على شراء الصلصة كثير يأخذونها بدلا من الطماطم لغلوها وفى ناس بتخزنها، الفرد ياخد من ٢٠ لـ٢٥ علبة لتوقعهم غلائها فيأخذونها للتخزين لاستعمالها فى الطبخ والدقيق والسكر والشاى كله ارتفع والعمالة قلت من هنا لنفس السبب».
ولا يختلف الحال داخل الأسواق الكبرى للمدن عنها فى أسواق القرى ففى قرية برما يعانى الأهالى من نفس المشكلة توحش ارتفاع الأسعار فى جميع السلع والمنتجات الغذائية.
فقال أشرف حمودة ٣٨ سنة عامل ومقيم قرية برما مركز طنطا محافظة الغربيه: أنا عامل بسيط بكسب قوتي يوم بيوم عندى ٥ أولاد بشتغل فى الفاعل يوم شغال و١٠ لا باخد فى اليوم ٥٠ جنيها لا تكفينى أنا وزوجتى وأولادى.
ويذكر مجاهد عبدالتواب سريح بالسوق: ببيع طماطم بس المجنونة جننتنى وجننت الناس القفص بـ٢٠٠ جنيه مبيلمش حقه من ٥ شهور كان بـ٣٠ و٤٠ جنيها كانت الناس بتاخد بالقفص دلوقتى بعد الغلاء وجشع التاجر والمزارع يقول مفيش زارعة لا فى الإسماعيلية ولا فى سوق العبور كنت بجيب من هناك رخيص وأكسب كتير، أنا جايب السرحة من سوق الجملة بطنطا بسعر عالى عليا وعلى الزبون، هى الطماطم مجنونة ومهرها غالى وأعتقد أنها هتغلى تانى ويرتفع سعرها فى شهر رمضان لازم محاسبة المزارعين والتجار بيعلوا الأسعار والناس تتخانق معانا كسريحة وتدعى علينا». 
وتضيف سعدية على ربة منزل ٥٥ سنة: أنا خلاص فاض بيا المعاش مش بيكفى لا علاج ولا أكل ولا شرب ولا مصاريف مدارس، وأنا جوزى ميت وبجرى وبشقى على ٤ أولاد فى مراحل التعليم ربنا العالم. 
وأضافت صفية عبده ربة منزل ٦٣ سنة: الموضوع زاد عن حده، غلاء فاحش وجشع تجار كل الأسعار مفيهاش لا رحمة ولا رأفة بالمواطن العادى البسيط بيحاربونا فى أكلنا ليه، إيه السبب ولمصلحة مين عايزة الحكومة تضرب بإيد من حديد عشان كل تاجر يعرف قيمته ويحترم الشعب المسكين اللى لا حول له ولا قوة لازم تسعيرة جبرية وإلا هنضيع هنموت من الجوع واللى يجوع ممكن يسرق، ينهب يقتل، الحال لا يسر عدو ولا حبيب».