الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تسول العمائم.. احتجاج خطباء الازهر ضد تندي المكافآت.. 4300 خطيب مسجد يتقاضى الداعية منهم 140 جنيهًا شهريًا.. متضرر: نعمل سائقين تكاتك وفواعلية لسد احتياجاتنا..والأوقاف:"دي مرتبات الحكومة"

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على الرغم من المناداة بتجديد الخطاب الديني ليل نهار، إلا أن القائمين على تجديد الخطاب الديني وهم الخطباء مرتباتهم هزيلة للغاية، المعلومات تقول ان هناك أكثر من 4300 من شيوخ الأزهر درسوا بالكليات الدينية التابعة للأزهر الشريف ومرتباتهم لا تتجاوز 140 جنيهًا في الشهر.

ورغم الكثير من الوعود التي أخذها خطباء المكافأة بحل مشكلتهم والتي خرجت من العديد من المسئولين مثل الدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية الذي كان قد سبق أن كان له موقف مع الخطباء للمطالبة باستبدال الاسئلة التي جاءت بامتحانات المسابقة بأخري اكثر سهولة تتوافق مع مستوي الطالب العادي ووعد في كلمة له باللجنة الدينية بالتدخل لحل مشكلة الطلاب الراسبين بامتحان المسابقة.
يجعلنا ذلك نطرح تساؤلات حول الخطباء وحول لما آلت إليه تلك الشريحة والفئة الهامة والمؤثرة على قلب وعقل آلاف المصريين بل ومن الممكن أن يكون بالملايين وذلك في وقت تتحدث فيه الدولة عن نشر ثقافة الوعي الديني بالمجتمع وفي الوقت الذي يطالب فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالإهتمام بالخطاب الديني فهل 140 جنيها شهريا تساهم في ذلك؟
في ذلك السياق إلتقت البوابة نيوز عدد من الخطباء المتضررين للإجابة على الذي يطرح تساؤلات حول كيف يحدث هذا في وقت لا تفعل فيه 140 جنيها سوى شراء كيلو لحم بالكاد.

من جانبه يؤكد الشيخ محمد السروي، خطيب مسجد، أنه خريج كلية الشريعة الإسلامية دفعة 96 حيث امتحن 4 مرات في المسابقة التي نظمت، مشيرا إلى أن خطباء المكافأة قاموا بعمل كبير، وسدوا العجز في وقت كان فيه السلفيون والإخوان يعتلون المنبر على المساجد حينما كانت وزارة الأوقاف تريد السيطرة على المساجد من تلك العناصر وتولية من يعمل تبع وزارة الأوقاف.
وأضاف أن عدد المساجد التابعة للأوقاف يبلغ حوالي 122 ألف مسجد، والمعين من الخطباء داخل تلك المساجد حوالي 50 ألف إمام فقط من أئمة المسابقة، لافتا إلى أن الفارق بينهم وبين الإمام الراتب أنه يصلي المغرب والعشاء بالناس، مؤكدا أن الوزارة تسد العجز بالآئمة بدليل أنها تتركهم يعملون على المنبر وذلك بمبلغ لا يتجاوز 140 جنيها، حيث يضطره ذلك للعمل في وظيفة أخرى حيث يعمل أمين مخزن في مصنع.
ولفت إلى أن المشكلة تتمثل في وجود الكثير من خريجي التربية الإسلامية ولا يوجد عمل آخر لديهم سوى الدعوة بحكم طبيعة شهاداتهم الدراسية تحتم عليهم العمل في وظيفة الدعوة وإلا فهم يتعرضون للبهدلة بسبب العمل في القطاع الخاص وهو ما يجعلهم في النهاية ينسون ما استذكروه داخل كلياتهم رغم تفوقهم الدراسي.
من جانبه يقول الشيخ محمد الأزهري أنه خريج كلية اصول الدين والدعوة الاسلامية بجامعة الأزهر، مشيرا إلى أن قضية خطباء المكافأة قضية حائرة بين الكثير من المؤسسات والجهات داخل الدولة حيث لا يوجد حل فوزارة الأوقاف تقول أنها لا تعين أي شخص بدون إجراء مسابقة لتحديد مستوى كل خطيب وهو ما انصاع له الخطباء على حد وصفه وحينما نزلت المسابقة كان هناك شروط تعجيزية تشترط دفعات معينة وهو ما أقصى حوالي 1000 خطيب من واقع 4300 خطيب تقريبا، فمن في دفعات ما قبل عام 2006 لا يدخل المسابقة، كما حددت المسابقة أنه يشترط عمله لمدة عام كخطيب مسابقة. 
ولفت إلى أن من انطبق عليهم الشروط يوبلغ عددهم حوالي 3 آلاف خطيب لم ينجح منهم سوى حوالي 200 خطيب أو أقل مشيرا إلى أنه ربما لو عرضت الأسئلة داخل المسابقة على الآئمة المعينين لما استطاع أحد فيهم الإجابة عليها على حد إشارته مشيرا إلى أنه خريج بتقدير جيد جدًا من كلية الدعوة وأصول الدين.


من جانبه أضاف الشيخ صلاح سلامه، خريج كلية الشريعة والقانون، منذ عام 2011 ولديه شهادة أخرى في معهد القراءات التابع للأزهر، مشيرا إلى أن خطباء المكافأة على رأس العمل داخل وزارة الأوقاف فمنهم من يعملون منذ 10 سنوات على حد وصفه ورغم ذلك يعملون بنظام المكافأة 140 جنيها شهريا رغم أداء ما عليهم من عمل، وهي ما تعد اجراءات تعسفية في وقت يوجد فيه خطباء يعملون شيالين وسواقين تكاتك لكي يستطيعون توفير نفقاتهم الشخصية ونفقات أسرهم.
وأشار إلى أن المسابقة ليست إلا مجزرة للإطاحة بالخطباء على حد وصفه متسائلا "يعني ايه سؤال ييجي يطلب من الإمام تعريف عواصم الدول، لافتا إلى أنه من بين الأسئلة " اذكر ما تعرفه عن جزر المالديف؟ وسؤال مثل "فرق بين الإستعارة والكناية والمجاز المرسل " وغيرها من الأسئلة التعجيزية والتي لا تمت بصلة لصحيح الدعوة مؤكدا على أن تلك الأسئلة إذا عرضت على متخصص قد لا يستطيع الإجابة عليها على حد وصفه.



الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، يبرر قائلا: إن هذه هي المرتبات داخل القطاع الحكومي للموظفين والتي تأتي من وزارة المالية، مضيفا أن خطباء المكافأة يعمل بالقطعة فقط أما الإمام فهو على درجة مالية يعمل لمدة 8 ساعات باليوم ويتعامل بالدروس والخطب ويعمل بالوزارة، مؤكدا أن خطيب المكافأة يعلم ذلك منذ البداية ولم يفاجأ بذلك لسد العجز ولأول مرة في التاريخ يخرج خطباء المكافأة يخرجون للمطالبة بذلك.
واشار إلى أن المسابقة التي تم إجراؤها نجح من الخطباء 700 خطيب، ويتم بالفعل ادرج سؤال ثقافي بجانب باقي الأسئلة الأخرى المتصلة بالدين الإسلامي لقياس الثقافة لدى الخطيب وخاصة أنه يمثل مصر حينما يتم اختياره للسفر للخارج لتمثيلها.