السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"ترامب" يعلن الحرب على سوريا بعد كارثة "خان شيخون" الكيماوية.. إطلاق العشرات من صواريخ توماهوك باتجاه "حمص".. وروسيا تطلب عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن

الضربات الامريكية
الضربات الامريكية فى سوريا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أدى الهجوم الأخير الذي شنه النظام السوري على خان شيخون، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصا منهم 27 طفلا، إلى اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قرارا بالقيام بأول عملية عسكرية في فترة ولايته الأولى ضد سوريا، وأمر بإطلاق العشرات من صواريخ توماهوك على سوريا ردا على الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي.


وفي هذا، أبرز عدد من الصحف الامريكية والعالمية، الضربة الجوية الأولى في عهد الرئيس الأمريكي، والأسباب التي دفعت ترامب لفعل هذا الأمر.
وفي هذا، أبرزت صحيفة فاينيشيال تايمز الأمريكية، وقناة سي إن إن الأمريكية أيضا عبر موقعها الرسمي، تقريرا مفصلا عن تلك الضربة وردود أفعال المسئولين الأمريكيين تجاه قرار ترامب وخاصة الكونجرس الأمريكي.
وقال ترامب: "أمرت بضربة عسكرية موجهة في سوريا بسبب الهجوم الكيميائي، وأنه من مصلحة الأمن الوطنى للولايات المتحدة منع وردع انتشار أو استخدام الأسلحة الكيماوية الفتاكة".
وأضاف ترامب أنه أمر بالضربة العسكرية لأن الرئيس السوري بشار الأسد، شن هجوما فظيعا بالأسلحة الكيميائية على المدنيين الأبرياء.
وأطلقت مدمرتان للصواريخ تابعتان للبحرية الأمريكية تعملان في البحر الأبيض المتوسط 59 صاروخا من طراز توماهوك، وقال مسئول ان القوات الأمريكية استهدفت قاعدة شايرت الجوية حيث تعتقد الولايات المتحدة أن الهجوم الذي وقع على الغاز كان مبرمجا لضرب الطائرات في محاولة لتدمير القوات الجوية السورية.
وقال مسئول اخر ان الضربات كانت تهدف الى "ردع استخدام الاسلحة الكيميائية" وأن الادارة ستراقب هذا الرد.
في الوقت ذاته، حذر ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي، من ان هذا العمل لن يغير في كل حال من الأحوال سياسة أو موقف أمريكا في سوريا.

وقال صحافيون محليون في سوريا إن ما لا يقل عن 14 طائرة سورية قد دمرت، وقال طلال البرازي، محافظ حمص، وهي المقاطعة التي تقع فيها القاعدة الجوية السورية، إن عمليات الإجلاء الطارئة تجري في القاعدة، واضاف ان خمسة اشخاص قتلوا وجرح سبعة آخرون في الغارات.
واضاف ان استهداف الجيش العربي السوري من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل ليس هو الأول، وربما لن يكون الأخير، وأن هذه محاولة لرفع معنويات الإرهابيين المتصاعدة وأنها اشارة واضحة إلى أن الولايات المتحدة تدعم الإرهاب.



وفي سياق متصل، قال ديفيد بترايوس، الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) الذي يرأس أيضا القيادة المركزية، التي تشرف على العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط: إنه "من المطمئن أن نرى أن العمل السريع من قبل إدارة ترامب يجعل قوات الأسد تدفع ثمن الاستخدام الوحشي للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين الأبرياء.
وأضاف بترايوس أن "مثل هذه الضربات العسكرية قد تأخرت منذ سنوات بسبب استهداف قوات نظام الاسد المتكرر للمستشفيات والقيام بشكل متكرر بهجمات عشوائية على المدنيين باستخدام البراميل المتفجرة وغاز الكلور وغيرها من الوسائل التي تنتهك اتفاقية جنيف".
وكان رد روسيا على تلك الضربة فوريا، حيث ذكرت وسائل الإعلام الروسية ان موسكو ستطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولى لمناقشة الضربة الأمريكية. 
ونقلت وكالة انباء ريا نوفوستي عن فيكتور أوزيروف رئيس لجنة الدفاع والأمن فى مجلس الاتحاد فى البرلمان قوله: "إن هذا يمكن اعتباره عملا عدوانيا من جانب الولايات المتحدة ضد الدول الاعضاء فى الأمم المتحدة. "
فيما قال البنتاجون "ان الدلائل الأولية تشير إلى ان هذا الهجوم دمر الطائرات السورية والبنية التحتية والمعدات في مطار شيرات مما قلص من قدرة الحكومة السورية على تسلم أسلحة كيميائية.



وقال روبرت ساتلوف الخبير في الشرق الأوسط في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن الضربات ستكون "دليلا مقنعا على أن ادارة ترامب سيكون لها قواعد مختلفة عن تلك التي كان يمارسها سلفه، الرئيس الأمريكي، باراك اوباما، وأن حلفاء الولايات المتحدة سيعملون لمعاقبة الأسد على استخدامه الصارم للأسلحة الكيماوية.
وأضاف أن الجانب السلبي هو عدم وضوح كيف ستستجيب سوريا ورعاياها - روسيا وإيران لتلك الضربة، وماذا ستفعل الولايات المتحدة اذا استمر الأسد في هذا السلوك الفاحش.


وقال يوجين رومر، الخبير في منظمة كارنيغي للسلام الدولي في موسكو أن موسكو ستدفع مجلس الأمن الدولي لإدانة استخدام القوة من جانب واحد.
وأكدت وسائل الإعلام الروسية في تغطيتها أن الضربات الأمريكية جاءت "دون أي تشاور مع المجتمع الدولي، وبدون تفويض من الأمم المتحدة"، مقارنتها بالتدخلات العسكرية الأمريكية السابقة في يوغوسلافيا والعراق، عندما شاركت الولايات المتحدة في بلدان أخرى دون تفويض من الأمم المتحدة، وهي واحدة من شكاوى الرئيس فلاديمير بوتين المستمرة ضد واشنطن، وأحد العوامل الرئيسية التي دفعت بوتين نحو سياسته الخارجية العدوانية على مدى السنوات الثلاث الماضية.

وقال كريم سادجادبور، خبير ايران فى كارنيجى: إن طهران ستتجنب الانتقام بطريقة يمكن ان تؤدى الى مزيد من العمل الأمريكى فى سوريا. 
وأضاف "أن ايران تشعر حاليا بالسيطرة على دمشق ولا يريدون تعطيل هذا الوضع الراهن، وإذا لم تقم إيران بأي شيء فإنها تخاطر بفقدان سيطرتها، ولكن إذا استجابت بقوة، فإنها تخاطر بمستقبلها ككل في سوريا".
في سياق متصل، أشاد جون ماكين، رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، بهذه الخطوة، قائلا: إن السيد ترامب "واجه لحظة محورية في سوريا واتخذ إجراءات كانت صحيحة"
وقال بن كاردان، كبير أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ: إن ترامب يرسل إشارة واضحة إلى أن الولايات المتحدة لن تترك الأسد يفعل ما يشاء وأنها ستقف له بالمرصاد.
لكن بعض أعضاء الكونجرس أثاروا مخاوف من أن السيد ترامب لم يسع لمناقشة الكونجرس في قراراته.
وكانت إدارة ترامب قد أشارت في وقت سابق اليوم إلى أنها تمهد الطريق لمحاولة إزالة الأسد من السلطة في أعقاب الهجمات الكيماوية، وهي المأساة المروعة الأخيرة في الحرب الأهلية في الشرق الأوسط.
وردا على سؤال عما اذا كانت الولايات المتحدة ستنظم ائتلافا دوليا لتمهيد الطريق لإقالة الاسد، قال تيلرسون: إن كل شئ ممكن وان هذه الخطوات جارية.
وفي وقت سابق من يوم الخميس، انتقد بوتين هذا الأمر، وقال الكرملين: إنه "من غير المقبول توجيه اتهامات لا أساس لها ضد أي طرف حتى يتم إجراء تحقيق دولي شامل وموضوعي.

وفي أعقاب الغارات، أيد السيد نتنياهو هذا الإجراء. وقال: "إن الرئيس ترامب بعث برسالة قوية وواضحة اليوم، أن استخدام الأسلحة الكيماوية وانتشارها لن يتم التسامح معها".
وأضاف أن "إسرائيل تؤيد قرار الرئيس ترامب وتأمل أن تكون رسالة العزم هذه في مواجهة الأعمال الرهيبة التي يقوم بها نظام الأسد، وأن هذا لن يقتصر على دمشق بل في طهران وبيونغ يانغ وغيرها.
ووصف الكرملين الهجوم الذي وقع في خان شيخون بأنه "جريمة وحشية" إلا أن موسكو تصر على أن التسمم كان نتيجة غارة جوية أصابت مستودع يحمل أسلحة كيماوية أنتجها المتمردون الذين يقاتلون الأسد.