الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

ضعف الفاضح والمفضوح.. دكتورة ترقص وشعب يعشق الفضيحة!!

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قولوا لي بالله عليكم ماذا تتذكرون من أخبار الأسبوع الماضي .. سؤال طرحته على كثير ممن حولي وكنت أتوقع أنهم يحدثوني عن كيلو السمك البلطي اللي بقي بـ 50 جنيه ولا حتى مجازر إبادة الأبرياء في سوريا والعراق ولا حتى "بيض" شم النسيم والامتحانات .
لكن الصدمة كانت غير مسبوقة .. فكلما حاولت مناقشة فلان ولا علان في أمر من أمور الدنيا أجده يأخذني أخذاً لقضية الدكتورة منى برنس أستاذ الأدب بجامعة قناة السويس التي "طقت في دماغها" أنها تنشر فيديوهات وصور لها وهي تمارس هواية أو مهنة الرقص .. وإمعانا في إشعال المشاعر وتحريك السواكن ، إن أمكن ذلك ، راحت تنشر صورها وهي بالمايوه البكيني الساخن الذي على ما يبدو أنه اشترته قبل أن تنقض على حلتين محشي كرنب وباذنجان من اللي قلبك يحبهم وتقريبا لهطت معاه بطاية أو وزاية أو حتى فشاية وكرشاية وكوارعاية .
طيب يا أخواننا ليه الضجة دي كلها واشمعنى الدنيا تقوم وما تقعدش علشان واحدة ست حبت تشعر بأنوثتها وتعلنها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ، الله يحرقها زي ما هي جايبة لنا الصداع ، لكن إزاي نفوت الفرصة دي واحنا شعب يهيم شوقا ويذوب عشقاً في الفضيحة لدرجة تذكرك بشخصية "أماني جرس" ، بضم الجيم وتعني فضايح ، التي قدمها الفنان الكبير سمير غانم في مسرحيته الشهيرة "أخويا هايص وأنا لايص" .
ولعلي لا أتجنى ولا أظلم أبناء هذا الشعب الطيب الحنون عندما أصف شريحة كبيرة منه أنها على أتم الاستعداد لأن تجري بالمشوار خلف فضيحة هنا أو جرسة هناك .. واسألوا من حولكم عن انتشار هذه النوعية من الأخبار واسألوا "فيس بوك" و"يوتيوب" عن عدد الزيارات التي حققتها فيديوهات العنتيل "ربنا يخرب بيته" ولا دكتور الأسنان "الملعون في كل كتاب" ولا الراجل اللي مربي ذقنه وعامل فيها (ألعوبان) "ربنا يهده" .
والواقع أن هذه الصفة اللصيقة بقطاع غير صغير من مجتمعنا ليست وليدة اليوم أو الأمس .. وليس السبب الوحيد ورائها مواقع التواصل الاجتماعي ، وإن كان لا أحد ينكر دورها الرهيب الذي ساعد على نشر الفضيحة والرذيلة على طريقة مليونيات التحرير ، فأذكر منذ عشرات السنين ، خدوا بالكم أعترف أنني عجوز ، أن أي كتاب يصدر بحقه قرار منع من النشر أو يلجأ كاتبه لنشره في بيروت هرباً من مقص الرقيب كان يحقق أعلى نسب المبيعات وتتضاعف أسعاره عدة مرات .
فمواليد جيل السبعينات ، أقراني ، يتذكرون جيداً كتاب اعتماد خورشيد المعنون بـ "شاهدة على انحرافات صلاح نصر" .. فربما لم يكن هذا الكتاب يلق له أحد بالاً لولا الضجة التي أثيرت حوله وقرار منعه .
نفس الخطأ نكرره الآن وبحذافيره خلال التعاطي مع قضية أستاذة الجامعة "منى برنس" .. فبالرغم من عدم إمكانية تضامن أي شخص مع الرقص العلني وارتداء المايوه خصوصاً حين يتعلق الأمر بأستاذة جامعية .. إلا أنني في غاية الاندهاش والانذهال من كل هذه الضجة المثارة حولها لدرجة أنني سألت نفسي سؤالاً خبيثاً : ياترى هما متضايقين منها علشان بترقص ولا علشان مش بتعرف ترقص وأعتقد هذه جريمة أكبر .. وهل التعامل مع هذه الفضيحة ، إذا اعتبرناها كذلك ، يكون بالحديث عن المايوه المثير ، والذي أقسم لكم أنه فعلاً مثير ولكن ربما أكثر للشفقة ، وهل تحقق الهدف الذي من أجله تسخر الفضائيات مساحات زمنية بالملايين من أجل إثارة هذه الضجة .. المثير أن الدكتورة منى تحلت بأعلى درجات ضبط النفس وواجهت طابور الإعلاميين الذين اصطفوا في انتظارها بكل تحد ولم تهرول لحذف فيديوهاتها ولا صورها من على صفحتها وكأنها تقول : موتوا بعبطكم .. حقاً ضعف الفاضح والمفضوح .