رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

كيف تجند الجماعات الإسلامية الشباب من 14 إلى 26 عامًا؟

ضرورات تجديد العقل: حالة الفكر المصرى والدينى الراهن

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عديد من الأسئلة البديهية يطرحها العقل المصرى منذ نهاية القرن التاسع عشر وتدور فى غالبها الأعم حول لماذا تخلفنا؟ ولماذا تقدموا؟ كيف يمكن لنا تجاوز حالة التخلف التاريخى عن التطورات الكبرى فى المركز الأوروبى ـ آنذاك ـ فرنسا وبريطانيا فى الصناعة والزراعة والعلوم الطبيعية والاجتماعية، وتعددت الإجابات عن هذه الأسئلة ولعل أهمها ما كتبه المفكر المغربى البارز عبدالله العروى فى مؤلفه المهم الأيديولوجية العربية المعاصرة، وقام بتنميط الإجابات والأحرى الاستجابات، إجابات الشيخ المجدد محمد عبده، وسلامة موسى، وطه حسين، وحاول تحليل هذه الإجابات وتفكيكها، وإبراز بعض جوانب الخلل فى تركيبها. استمر السؤال عابرًا للمراحل التاريخية من دول محمد على إلى إسماعيل باشا، إلى المرحلة شبه الليبرالية، واستمر طيلة النظام السياسى التسلطى لثورة يوليو 1952.
السؤال لا يزال مستمرًا حتى الآن، بعد لحظات الغليان السياسى والغضب الجماهيرى والانتفاضة الثورية فى 25 يناير وطيلة المراحل الانتقالية وإلى الآن! استمرارية السؤال تعنى أن الإجابات لم تكن ذات طابع تاريخى وموضوعي، وغلب عليها التوفيق، والتلفيق والمناورة بين التقليدى والموروث والمحدث الذى نسعى إلى اللحاق به فى ثورة التكنولوجيا، وفى العلوم الطبيعية والعلمية، وفى التراكمات المعرفية والانقطاعات الكبرى فى أبنية المعرفة فى العلوم الفلسفية والقانونية والاجتماعية واللغوية والأدبية، وفى تطور الثقافات فى الدول والمجتمعات الأكثر تطورًا فى شمال العالم. 
من هنا يعاد بين الحين والآخر العديد من الصياغات للأسئلة البديهية القديمة دون الأسئلة الكيفية أو الإشكالية ومحورها ضرورة التغيير أو الإصلاح أو التجديد فى الفكر عمومًا والفكر الدينى خصوصًا مع شيوع العنف والإرهاب والتكفير والقتل وأنهار الدماء فى سوريا والعراق واليمن وليبيا، والإرهاب وجماعاته فى مصر وسيناء. ويطرح على الكاتب بين الحين والآخر سؤال لماذا نريد فكرًا جديدًا وما المقصود بالفكر الجديد ولماذا؟
قدمت فى العديد من المحاضرات والمؤتمرات بعض الأوراق والمداخلات العلمية، وهأنذا ذا أحاول أن أقدم إجابة أخرى، تربط بين سؤال تجديد الفكر عمومًا والدينى خصوصًا، الإسلامى والمسيحى الأرثوذكسي، لأن الجمود يشمل بعض التفسيرات التقليدية السائدة التى لم تعد تواكب أسئلة ومشكلات وإشكاليات عصرنا. تجديد الفكر عمومًا فى إطار إصلاحات سياسية وتجديد للدولة يساهم فى تحريك جمود الفكر الدينى عمومًا على نحو ما كان الوضع سائدًا فى ظل المرحلة شبه الليبرالية على نحو ما سوف نرى فى موضعه من هذا المقال، ومن ثم نبدأ بالأسئلة، لماذا نريد فكرًا جديدًا، وما المقصود بالفكر عمومًا والدينى الجديد؟ ولماذا؟

■ لماذا الفكر الجديد؟
- ثمة عديد من الأسباب تقف وراء هذا السؤال الكبير والبديهي، يأتى على رأسها ما يلي:
١- اتساع الفجوات بين الفكر عمومًا والدينى خصوصًا، وبين تطورات نظم الأفكار والمناهج فى عصرنا، وبين الإنتاج الفكرى والدينى الوضعى فى مصر.
٢- الفجوة بين الفكر الدينى المصري، وبين مشكلات وظواهر وأزمات وأسئلة الإنسان والمجتمع، بل أسئلة ومشكلات الدولة المصرية الراهنة واختلالاتها.
٣- هيمنة العقل النقلى التكرارى على الإنتاج الدينى واللاهوتي، وإعادة إنتاج الموروثات الدينية الوضعية تأويلًا وتفسيرًا وإفتاءً، الأمر الذى كرس جمودًا فكريًا وفقهيًا.
٤- تزايد نزعات الغلو والتشدد الدينية ذى النزعة المحافظة، وامتدادها إلى الحياة الاجتماعية ونمط حياتها الحديث، على نحو أنتج ازدواجية بين نمط حياة عصري، وبين قيم تقليدية مهجنة، وذات طابع ريفي، الأمر الذى أحدث ارتباكًا فى أنماط السلوك والقيم، والتشكيك فى مدى «شرعية» الحياة الحديثة، واتساقها مع العقائد والقيم الدينية، كنتاج لسطوة بعض الفكر السلفى البدوى أو الريفي.
٥- انتشار الجماعات الإسلامية، الراديكالية ذات التوجهات العنيفة والإرهابية، وتوظيفاتها للتقنيات الرقمية فى جذب وتجنيد العديد من الشباب فى مراحل عمرية من ١٤ سنة إلى ٢٦ عامًا، وانخراطهم فى أنشطتها العنيفة، كذئاب منفردة، أو خلايا، أو كجزء من بعض مقاتلى هذه الجماعات كداعش فى سوريا والعراق أو النصرة فى إطار الحرب الأهلية المشتعلة فى سوريا بين النظام وتنظيم الدولة الإسلامية، وفى اليمن، وليبيا، وبوكو حرام فى نيجيريا، أو السلفية الجهادية والإخوان فى ليبيا وتونس والجزائر والمغرب.
٦- ساهم الفكر الدينى المؤدلج والجماعات الحاملة له فى إثارة النزاعات والصراعات حول هوية الإنسان بما يؤدى إلى نفى الهويات المتعددة التى تتشكل منها الهوية الوطنية، وتشوش هوية الإنسان المصرى بين انتمائه الدينى والوطنى المتعدد والإنسانى الأرحب فى ظل عالم متغير وهادر بالتحولات وانهارت خلاله الحدود فى واقع كونى مُترع بأفكار وقيم أجيال حقوق الإنسان وحركاتها.
٧- تشكيك الفكر الدينى المؤدلج فى شرعية الدولة الحديثة ونظامها السياسي، وسعيه لتقديم الإطار الدينى «الشرعي» التقليدي، لهدمها وإسقاطها من أجل تأسيس دولة الخلافة ذات الطابع الديني.
٨- التطورات التقنية الهائلة التى تتم فى مجال الثورة الرقمية، وانعكاساتها على العقل والسلوك وطرائق التفكير والمقاربات للظواهر الإنسانية والطبيعية، وانعكاساتها على اللغة وأساليب التعبير والاتصال الإنساني. هذه التطورات النوعية لا تزال بعيدة عن اشتغالات العقل والفكر العربى الذى لا يزال يجتر أفكاره القديمة والإصلاحية المعطوبة منذ نهاية القرن التاسع عشر.
٩- اتساع الفجوات بين الأجيال الأكبر سنًا فى السلطة، والدولة وبنية الأسرة البطريركية المشروخة، وبين الأجيال الأصغر سنًا فى التفكير، واللغة، والهموم والتطلعات، وهى مشكلات جيلية لم تجد لها درسًا وبحثًا تحليليًا يؤدى إلى ردم هذه الفجوات، أو تجسيدها بين الأجيال المختلفة، وذلك لهيمنة فكر يتجاوزه واقعه الوطنى والكوني.
١٠- بروز ظاهرة التحول من الإيمان إلى الإلحاد أو الحياد الدينى لدى بعض الشباب، وهى ظاهرة تتسع دون بحث أو معالجة، أو سياسة دينية عصرية قادرة على احتوائها، أو تجديد إيمان المتحولين دينيًا.
١١- ترييف نمط التدين وتمدده إلى المدن الكبرى، وهوامشها، وقلبها، ناهيك عن ترييف ثقافة موظفى الدولة المصرية.

■ ما الفكر الجديد والفكر الدينى التجديدى المطلوبين؟
- بداية لا يمكن الفصل بين الفكر الجديد، أو تجديد العقل والفكر المصري، وبين الفكر الديني، لأن ثمة جدلا وتفاعلا بين الفكر وطرائق اشتغاله وعمله، وبيئته الوطنية والإقليمية والكونية الإنسانية، وبين الفكر الدينى داخل المؤسسات الدينية الرسمية أو الطوعية أو الفردي. من ناحية ثانية بين الفكر الدينى والفكر السياسى وسماته فى مجتمعات لا تزال الاختلاطات والتداخلات والتشوشات بين السياسة والدين، وتوظيف السياسى للديني، بل وبعض الفكر السائد لأداء وظائف سياسية، تمس شرعية الحكم المهيمن، أو فى الأطر التعبوية الاجتماعية والسياسية والدينية كتابع أو حليف نسبيًا لأجهزة الدولة الأيديولوجية فى نظم تسلطية الطابع تشكل الحالة السياسية المصرية مثالًا مهمًا على المقولة السابقة، وذلك على النحو التالي:
١- فى ظل المرحلة شبه الليبرالية، تأثر الفكر الدينى السائد داخل المؤسسة الدينية وخارجها، بالمجتمع شبه المفتوح والمتعدد وبيئة الحريات العامة السياسية والفكرية على نحو شكل تحديًا لبعض مشايخ المؤسسة الذين شاركوا فى الحياة العامة، وقدموا بعض الاجتهادات فى الفكر الدينى من مثيل المشايخ محمد عبده، وطه حسين، وعلى عبدالرازق، ومصطفى المراغي، وعبد الله دراز، ومحمود شلتوت، ومحمود بخيت. 
٢- أدت التسلطية السياسية، وأيديولوجيا التعبئة لنظام ثورة يوليو ١٩٥٢ فى مختلف مراحله، إلى فرض قيود على حريات الرأى والتعبير والتدين والاعتقاد، ومن ثم فرضت قيودًًا على الفكر الدينى وازداد جمودًا.
٣- ساهم تمدد الحركة الإسلامية السياسية والراديكالية فى فرض المزيد من القيود على الفكر عمومًا والدينى على وجه الخصوص، من خلال استخدام آليات التكفير، والثنائيات الضدية حول الحلال والحرام، وانتشار ظواهر التحريض على مصادرة الكتب والأعمال السردية الإبداعية، أو الفنية الأخرى، من منظور الحلال والحرام والكفر والإيمان، والخلط بين الواقع وبين الأعمال السردية والفنية.
من هنا نستطيع القول إن ثمة تفاعلات بين البيئة السياسية والفكرية، وبين حرية الفكر عمومًا، والدينى على وجه الخصوص على نحو ما أشرنا سابقًا، ومن ثم من الصعوبة بمكان أن يشهد التفكير الدينى تجديدًا أو إصلاحًا فى ظل هيمنة التسلطية السياسية أو الشمولية، أو القيود على حريات الفكر والإبداع عمومًا والدينى خصوصًا. من ناحية أخرى لا يمكن تجديد أو إصلاح الفكر الدينى دونما تجديد للدولة والنظام السياسى وتطوره من التسلطية إلى الديمقراطية، فلا إصلاح دينى دون إصلاح سياسي، ولا تجديد دينى دون تجديد سياسى فى الفكر والدولة والمؤسسات والقيم السياسية والسلوك السياسى والاجتماعي.
■ السؤال الذى نطرحه هنا ما هو الفكر الجديد وتجديد الفكر الديني؟
- الفكر الجديد ليس أحادى الجانب، ومن ثم ليس إعادة إنتاج أو استعارة من المرجعيات الغربية وفق السنن التاريخية المصرية والعربية منذ نهاية القرن التاسع عشر وطيلة مراحل التطور من الدولة الحديثة إلى المرحلة شبه الليبرالية إلى الناصرية وما بعدها، الساداتية وحكم مبارك، وحتى الانتفاضة الجماهيرية الثورية فى ٢٥ يناير ٢٠١١ ومراحل الانتقال السياسى المضطرب.
الفكر الجديد ليس أحاديًا، وهو ما يعنى أننا إزاء فكر متعدد المدارس والمقاربات والمنهاجيات ومن ثم ليس مقصورًا على المرجعيات الفلسفية والمعرفية الغربية الحداثية الفائقة ـ وفق هابرماس ـ أو ما بعد الحداثة أو ما بعد بعدها، وإنما فكر مفتوح على تعدد مصادره ومرجعياته، ومفتوح على العالم ما بعد المعولم الغربي، وفى آسيا الناهضة، ومشرع على أمريكا اللاتينية وإفريقيا، أى فكر إنسانى فى توجهاته، ومدنى فى تعدد مصادره وأهدافه.
- فكر جديد هو نقدى الطابع يسائل ذاته وعالمه ومرجعياته ومجتمعه وإقليمه وعالمه.
- فكر جديد يمارس نقده لموروثه، ومفاهيمه وأفكاره ولغته واصطلاحاته منذ نهاية القرن التاسع عشر، وحتى اللحظة الراهنة، بما فيها الفكر الدينى الوضعى الموروث، وحتى بعض، أو كل الاجتهادات الفقهية والإفتائية الإصلاحية أو التجديدية التى جاءت فى ظل حركة الإصلاح أو النهضة المصرية والعربية.
- فكر جديد هو مدنى الطابع والتوجه يستصحب القيم الدينية الفضلى التى تحملُ فى أعطافها القيم الإنسانية الكبرى العابرة للتكوينات الدينية والثقافية على تعددها وتمايزاتها، واختلافاتها.
- فكر جديد يعنى أنه يأتى من داخل الثورة الرقمية وفى قلبها، ومن لغتها، ومن مناهجها واصطلاحاتها وهو فكر يستوعب التحول من مركزية الإنسان إلى مآلات الثورة الرقمية، ومركزيتها الصاعدة بكل انعكاسات ذلك على الإنسان. وهو فكر يعى أن مركزية الموت وما بعده فى الفكر الدينى واللاهوتي، ستتراجع فى ظل الثورة الطبية والاستنساخ وما بعده ومن ثم تطرح أسئلة جديدة وغير مسبوقة على الفقه واللاهوت والفكر الدينى السائد.
- فكر جديد يستصحب معه الثقافة الديمقراطية والمدنية ومنظومات حقوق الإنسان بامتياز، ويسعى إلى توظيفها فى الثقافة الوطنية المصرية.
فكر جديد مركزه الإنسان/ الفرد ومعصومية جسده إزاء الانتهاكات وحرية إرادته ومشيئته فى إطار دولة القانون العادل وسيادته على الجميع أيًا كانت مراكزهم ومواقعهم من الثروة والسلطة، وخصوصية الإنسان/الفرد التى تحاط بكل الضمانات لحمايتها من كل أشكال الانتهاك.
فى إطار هذا الفكر الجديد تتشكل البيئة الملائمة والحاضنة للفكر الدينى الوضعى الجديد وحاضنة هذا الفكر هو سياسة وعمليات الانتقال السياسى نحو الديمقراطية كقيم سياسية ومؤسسات وقواعد للعبة التنافس السياسي، وأنماط سلوك اجتماعى مواكبة للسلوك السياسى الديمقراطي، وهى عمليات وتراكمات تاريخية. ومن ثم يستوعب أن العالم دخل إلى بدايات السياسة الرقمية والديمقراطية الرقمية من ثم لسنا إزاء خيارات عقلية ونظرية يمكن ممارستها دونما تطور ديمقراطى وتجديد للدولة وأجهزتها وسياساتها، وعلى رأسها السياسات التعليمية والثقافية والدينية.

■ السؤال الثالث: ما معنى تجديد الفكر الديني؟
- التجديد هو إعادة النُظر النقدية فى مناهج التفسير والتأويل الدينى وفق المنهج التاريخى ومساءلة هذه المناهج، وفقًا له، من حيث السياقات التاريخية والاجتماعية والسياسية، وطبيعة المشكلات، ونمط الأسئلة والثقافات السائدة، وقت إنتاج هذا الفقه أو اللاهوت، وأساليب ومعايير التفسير والتأويل الوضعى للنصوص الدينية أو تعاليم الآباء فى المسيحية.
-هو فكر لا يعادى الدين، وإنما يجدد فهمه وتفسيره وتأويله، ويستصحب معه الجوانب الإيجابية والحيوية فى بعض الموروث النقلى ولا يستأصله، ومن ثم التجديد لا يعنى استبعاد الموروث، وإنما تجديد النظرات إليه، فى ضوء مستجدات عصرنا الرقمى الهادر بالتحولات والأسئلة الجديدة، والتحديات غير المسبوقة فى كل المجالات.
- التجديد هو تجديد الإيمان بالدين والعقائد لبناء توازنات روحية وعقائدية ونفسية واجتماعية وسياسية جديدة فى عالم تتغير موازينه وتوجهاته وتطوراته الكبرى المذهلة.
- التجديد هو توظيف منجزات العلوم الاجتماعية وسوسيولوجيا الدين واللغوية/ الألسنيات، ومناهجها فى دراسة الموروث الديني/ الثقافى، وفى التفسير والتأويل الدينى له، بحثًا عن شروح ومعانٍ جديدة توائم أسئلة الإنسان المعاصر الوجودية والمصيرية، وقلقه اليقيني، والوعى بذاته، وعلاقته بالطبيعة التى لم تعد طرفًا سلبيًا فى علاقتها بالإنسان، والنظر فى مآلات التحول من مركزية الإنسان فى الوجود والحياة إلى المركزية الرقمية وكائناتها الجديدة، وأثرها فى الحياة.
- التجديد يعنى توظيف القيم الدينية الفضلى كمحركات للتنمية والتطور ومواجهة المشكلات الراهنة والمستقبلية فى الفقر والتهميش والحروب الأهلية وغيرها، والهجرة القسرية والطوعية، وعصر الـBig Data، والتحول إلى عصر الحب السائل وفق بومان والجنس والصداقة الرقمية.. إلخ. تغيرات نوعية تطرح أسئلة جديدة، وتحتاج إلى إعادة نظر وتكيف مختلف مع واقع جديد وغير مألوف.