الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"دور الأيتام" سلخانات تعذيب الأطفال.. الاغتصاب والحرق والضرب بديل حنان الأبوين في مؤسسات الرعاية.. ووزيرة التضامن: عددها 472 دار.. و75% منها يستحق الإغلاق

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعذيب، ضرب، سحل اغتصاب وانتهاكات بجميع أشكالها" هذا هو الحال في جميع دور الأيتام في مصر وهذه الانتهاكات والوسائل غير مشروعة التي ابتدعتها طائفة من المشرفين بدار رعاية الأيتام تغتال براءة الأطفال فضلا عن كونهم لا يملكون "أبا أو أمًا".

 وتتساوى الانتهاكات بالأطفال في الدور الصغيرة والكبيرة معًا، وكأن عذاب الوحدة واليتم فقط غير كاف، فيتم تعذيبهم بدنيًا أيضًا لتتحول دور الأيتام إلى سلخانات لتعذيب الأطفال بدلًا من توفير الحماية والرعاية لهم ليصبحوا ضحية للمجتمع بدلًا من الحفاظ عليهم.



فقد صرحت الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن فور توليها الوزارة بأن أكثر من 75% من هذه الدور تستحق الإغلاق والبالغ عددها 472 دارا على مستوى الجمهورية، وتزايدت المخالفات في الآونة الاخيرة، وأصبحنا نصدم كل يوم بواقعة يندى لها جبين حكومة والتي فشلت في توفير الحماية لأطفال لا حامى لهم إلا هي، وحادثة تعذيب الأطفال فى دار الأيتام لم تكن الأولى ولن تكن الأخيرة..

وشهدت بالشهور الماضية العديد من الجرائم البشعة في حق الطفولة البريئة داخل دور الأيتام فى مختلف المحافظات وهزت البلاد ولم تتحرك الحكومة، ومنها على سبيل المثال أشهر الوقائع التي حدث في الآونة الأخيرة.


1تعرض أطفال بدار أيتام فى النزهة الجديدة لحفلات تعذيب.
حيث قامت مشرفة بوضع الشبشب فى فم أحد الأطفال لإسكاته، والأخرى قيدتت طفلًا بالحبال ثم تعتدى عليه، وآخرون يضعون مياهًا فى ألبان الأطفال دون رحمة أو شفقة.
2) تعذيب 16طفلًا بدار أيتام مملوكة لزوجة رئيس وزراء الأسبق
تعرض 16 طفلًا للتعذيب بدار أيتام، مملوكة لزوجة رئيس مجلس الوزراء الأسبق، عاطف عبيد ومدير دار الأيتام بمنطقة الشيخ زايد هو المسئول عن تعذيب الأطفال داخل الدار؛ ما تسبب في تبولهم لا إراديً
3)تعرض 4 فتيات بدار أيتام "جنة الخير" للتعذيب
لم تكن تعرض واقعة تعذيب 16 طفلًا بالشيخ زايد هى الأولى من نوعها، ليتعرض 4 فتيات بدار أيتام "جنة الخير" بمدينة نصر للتعذيب، من خلال إجبارهن على الجلوس على "سخان" أو شيء معدني ملتهب، ما أصابهم في مناطق حساسة بأجسادهن،بلاضافة الى إن دار الأيتام المذكورة تعاني من بعض القصور في الجهاز الوظيفي، حيث يوجد 2 من المشرفات في الدار تقومان بمتابعة 10 فتيات وأن انتهاكات مشرفة دار أيتام "جنة الخير" كانت ممنهجة تجاه الفتيات.
4)تعذيب الأطفال بدار أيتام فى الدقهلية
وفي3 أغسطس 2016، توجه فريق العمل الميداني بقطاع طلخا، بالمنصورة لمتابعة حالة الأطفال، بدار الصفا للأيتام، على خلفية شكوى ضد الدار.
واكتشفت اللجنة حينها وجود آثار للضرب على جسد بعض الأطفال وإجبارهم على عمل تمارين شاقة لا تتناسب مع أعمارهم الصغيرة، بالإضافة إلى الحالة السيئة بشكل عام التي عليها الدار، وتثبت وجود إهمال جسيم من قبل القائمين عليها، وعند نزول أعضاء الفريق بواسطة المصعد من الدور العاشر فوجئوا بانقطاع التيار الكهربائي فى الدور التاسع وسقوط المصعد بشكل مفاجئ بالبدروم، مما ترتب عليه وقوع إصابات لبعض أعضاء الفريق المعاون للمحافظ وعضو الشئون الاجتماعية

5)تعذيب أطفال في دار أيتام بالهرم بسبب فتحهم الثلاجة
أغلقت دارًا لرعاية الأيتام بعد ثبوت واقعة تعذيب بدني ولفظي تعرض لها عدد من الأطفال لفتحهم الثلاجة داخل الدار وكان مقطع فيديو يظهر فيه المشرف على جمعية "مكة المكرمة" لرعاية الأيتام بالجيزة والذي التقطته زوجته، وهو يقوم بضرب وسب باستخدام الأحزمة والعصا لعدد من الأطفال النزلاء بالدار وتمنشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليتم ايقافه عن تعذيب الأطفال ليثير موجة غضب عارمة بعد انتشاره 
وأكد مدير الدار المتهم حينها أنه قام بضربهم لفتحهم الثلاجة دون إذنه وتناول ما فيها من طعام، بالإضافة إلى مشاهدتهم للأفلام دون أذنه..
6اعتداء جنسي بمؤسسة الإيوائية للأطفال الأيتام بالإسماعيلية
بدأت القصة في مؤسسة الايوائية للأطفال الايتام بالإسماعيلية عندما تقدمت مدرسة محو أمية تعمل بالدار بشكوى تفيد بوقوع حالات اعتداء جنسي بشعة على أطفال الدار من قبل بعض المشرفين حيث كانت تعمل هناك منذ عامين واكتشفت في أثناء عملها وقوع حالات اعتداء جنسي بين الأطفال من قبل المتهم الذي كان أحد أيتام في المؤسسة الإيوائية وعمل مشرفًا فيها بتكليف من المدير ،وهذا الذى اكده بعض أطفال المؤسسة ان هناك حالات تعذيب بحقهم وربطهم بالنافورة الخارجية للمؤسسة وضربهم بالخراطيم ،وعند معاينة النيابة العامة تم اكتشاف أن أبواب الدار مفتوحة على مصراعيها وأن هناك أطفال تتغيب لمدة 15 يومًا دون السؤال عليهم وبإمكان أي شخص الدخول والخروج في أي وقت؛ لتضيف بذلك دليلًا آخر على الإهمال داخل المؤسسة..
7)اغتصاب 8 أطفال بدار أيتام في الشرقية
القبض على مشرف بدار أيتام بمدينة العاشر من رمضان بعد ان قام باغتصاب 88 أطفال اعترفوا على المشرف أمام النيابة العامة أنه ارتكب وقائع اغتصاب وتحرش بهم أثناء وجودهم في الدار.
وقال الأطفال في التحقيقات، إن المشرف كان يستدرج كل يوم واحدًا منهم لغرفة نومه ثم يعتدي عليه جنسيًا ويطلب منه عدم التحدث في هذا الأمر لأحد، ثم يقوم باستدراج طفل آخر ويفعل نفس الجريمة
"😎 أمنا الغولة" تحرق الأطفال على مناطق حساسة
كشفت معلمة أحد الطالبات المنتميات لدار أيتام بمدينة نصر، وجود آثار حرق على مؤخرة طفلة تبلغ من العمر 9 سنوات، بعدما زاد ألمها وشكوتها، وعندما تم الكشف عليها، وجدوا حروقًا من الدرجة الأولى فى مؤخرتها، تسببت فيها مشرفة الدار المقيمة فيه.
وهذه السلخانة عبارة عن دار أيتام وجزء منها دار مسنين، ويوجد بالدار 10 أطفال تتفنن المشرفة يوميًا في تعذيبهم بأساليب وحشية، وثبت ذلك بعد الكشف عليهم حيث لقنت الطفلة المجنى عليها تحت الترهيب رواية من خيالها للخروج من القضية وإبعاد الشبهة عنها، حيث حفظتها رواية تقولها للشرطة، وهى أن الحرق الموجود بمؤخرتها نتيجة سكب شاء مغلى عليها أثناء لهوها مع زملائها. 
9)مشرف دار أيتام دار السلام يعلق الأطفال على الباب
التقطت ربه منزل في منطقة الهانوفيل بدار السلام من شرفتها المواجهة لدار أيتام، مقطع فيديو ونشرته عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمشرف الدار وهو يعلق أحد الأطفال على الباب، وعندما لاحظ مراقبتها لما يفعل وتصويرها له، عنفها بحجه أنه لا يفعل أمرًا خاطئ، فهو يعاقبه لأنه أقدم على شرب السجائر.
وعلقت مصوره الفيديو حينها أنه ترك الطفل لمدة ساعتين معلقًا على الباب من ذراعيه، فإذا كان الطفل اخطأ يمكنه أن يعاقبه بطريقة آدمية أكثر من ذلك
10)مشرفة تجبر طفل على الاستحمام بالماء البارد
رصد أحد جيران دار الأورمان للأيتام في التجمع الخامس، فيديو لمشرفة الدار وهي تجبر طفل على الاستحمام بماء بارد، والطفل يصرخ لبروده المياه عليه، معلقًا " ده يا جماعة من شباك أوضتي الساعة ٧ ونص الصبح والهانم بتعاقب طفل في الثلج ده بانها تحميه بمياه سأقعه ودي مش اول مرة اسمع ازاي يعذبوا طفل وكذا مرة اروح اتخانق معاهم
ومن زاوية اخري تحولت بعض جمعيات دور الرعاية آلي جمعيات السبوبة هدفها الرئيسي الربح والبعد عن فعل الخير وتربية نشا سليم بالإضافة الي ان المواطنين يتبرعون بأموالهم وزكاتهم في دور الايتام كما انها لا تقوم على التمويلات العادية مثل باقي الجمعيات بل هي قائمة علي التبرعات ولا تستطيع المؤسسات الرقابية حصر أمواله.

وبما أن عدد الأيتام فى مصر يتراوح بين 3 إلى 5 بالمئة من عدد السكان، أي ما يتراوح بين 2. 5 إلى 4 ملايين طفل بعضهم من يعيشون مع أسرهم والبعض الاخر كتب عليهم القدر أن تحتضنهم دور الرعاية المعروفة بدور الأيتام، فإن هذه الدور يقدر عددها بـ 472 دارا وفقًا لإحصاءات التي ذكرتها في السابق وزارة التضامن الاجتماعي، وداخل هذه الدور يعيش الأطفال مع أم بديلة تتولى مسئولية تربية الأطفال، ويتم تعيينهن من خلال إعلانات تنشرها الدور فى الصحف أو فى الأماكن المحيطة بها حسب قدرتها المالية، وغالبًا لا تشترط الدور مؤهلا عاليا أو تربويا للمتقدمات للوظيفة، ومن ثم نجد أن معظم القائمات على تربية الأطفال غير مؤهلات لذلك وهنا تبدا التجاوزات وما حدث من الوقائع السابقة والتي تم ذكرها مجرد حلقة من مسلسل طويل لن ينتهى الا اذا تدخلت الرقابة في ايقاف تلك المهازل وأن السياسة المتبعة الان لحل هذه الازمات هي وضع المسكنات فوق الجروح بالإضافة إلى عدم تطبيق معايير الجودة داخل تلك المؤسسات، وعدم وجود أحكام رادعة ضد من يقومون بتعذيب الأطفال..
وتظل دور رعاية الأيتام حتي الان علامات استفهام أمام الكثير من المواطنين بسبب ما يتعرضون له من انتهاكات، فى ظل الصمت والتكتم المفروض على قضاياهم من قبل الحكومة، ومطالبهم التى يصرخ بها لسان حالهم المغلوب على أمره، فإن هناك ارتفاعًا فى معدلات الانتهاكات فى مؤسسات دور الرعاية البديلة بشكل عام فضلا عن ان الانتهاكات التي يتم الاعلان عنها لم تمثل سوي واحد بالمئة، وأن ما يتم الإعلان عنه يظهر بالصدفة بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، علما بان عدد دور الأيتام فى مصر 472 دارا، موزعة على 24 محافظة فى الجمهورية، تحتل القاهرة الجزء الأكبر منها بواقع 223 دارا، و53 دارا في كل محافظات الصعيد وان نسبة الإشغال بالدور 67% فقط و150 دارا تفتقد الرعاية.
واذا استمر هذا الوضع في دور رعاية الأيتام فى مصر، سوف تفرغ تلك الدور قنابل موقوتة تجاه المجتمع، وأن ضحايا الانتهاكات سوف يمارسون عنفًا ضد المجتمع بعد خروجهم.

كما أن الطفل اليتيم يعاني من فقدان 80 % من الشحنة العاطفية التي تجعله إنسانا صالحا قادرا علي الدفاع عن نفسه وعن ذوات الآخرين بل ويجعله بمنأى عن الاخطار المجتمعية التي يتعرض لها اطفال الشوارع مثل السرقة وتناول المخدرات وغيرها من الامراض التي باتت تهدد المجتمع بأسره، فيجب التعامل معهم معاملة تليق بهم حتي تتفجر ابداعاتهم ويتحولون الي اطفال ابتكارية قادرة علي نفع انفسهم والمجتمع.
إن دور رعاية الأيتام بمصر ليست بحاجة إلى تشريعات جديدة بل تحتاج الي تطبيق التشريعات الموجودة وبالرغم من ذلك يعد قانون الطفل المصري الذي صدر عام 2008 من أفضل القوانين فى الشرق الوسط بشهادة الأمين العام للأمم المتحدة ولكن كل القوانين بسبب عدم تفعيلها تظل حبرًا على ورق.
فيجب تطبيق سياسات حماية الطفل المنصوص عليها في القانون على هذه الدور واختيار المؤهلين للعمل فيها، وإجراء اختبارات لهم قبل التعيين حتى لا تتكرر هذه الانتهاكات، مع ضرورة وجود كاميرات فى كل دار لمراقبة أداء المشرفين والمشرفات والسماح للجان حماية الطفل بتفتيش تلك الدور، بجانب يجب تدريبهم لتعريفهم بوظيفتهم الحقيقية وأبعادها التربوية والنفسية، وأنهم بديل للأب أو الأم، وليسوا مجرد وسيلة لتوفير الطعام والشراب للأطفال.
وان سبب تكرار هذه الانتهاكات ضعف العقوبات التى تصدر ضد المخالفين لتكون النتيجة عقوبات غير رادعة، فرغم أن قانون الطفل ينص على مضاعفة العقوبة إذا وقعت من القائمين على أمر الطفل، والمسئولون فى الدار يعتبرون هم القائمين على أمر الطفل، ولكن القضاء يتجاهل مضاعفة العقوبة فنجد الأحكام غير رادعة وبالتالي تتكرر المخالفات، وتسائل الكثيرون اين دور المركز القومي للأمومة والطفولة ؟، فقد تراجع دوره تماما بعد ضمه الي وزارة الصحة ولم يعد له أي دور فى حماية هؤلاء الأطفال.