الثلاثاء 04 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بدل السكوت..ما دام هناك صفوت.. فإسرائيل بخير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

“,”عَ القدس رايحين.. شهداء بالملايين“,”. تحت قيادة الجنرال صفوت حجازي سندخل القدس، ونهزم الصهاينة، ونصلي في الأقصى، ونقيم دولة الخلافة..!
هكذا ينبئنا الرجل، ذو اللحية الكاذبة، وهو يخطب في غزة محرضًا على الجهاد، محببًا للاستشهاد. ليست تلك هي المرة الأولى التي يعدنا فيها بتحرير القدس، ولن تكون الأخيرة، لكن الغريب في الأمر أنه لم يحرك ساكنًا حتى الآن.
لا أعلم –يقينًا- لماذا لم يمسك الرجل بندقيته ويزحف إلى القدس حتى الآن! لِمَ يبتسم ومسرى النبي عليه الصلاة والسلام أسير؟!! وكيف ينام هادئًا مطمئنًا وجموع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ينتظرون فتحه المبين؟! لا أعرف ماذا ينتظر تاجر القرآن ليبدأ تضحياته؟! لِمَ نسمع ضجيجه ولا نرى طحنه؟! ولماذا يؤذن بالجهاد ويثّاقل إلى الأرض؟!
إنني أعرف أنه يعرف أنه يكذب.. لن يتحرك القائد المظفر، ولن يتقدم خطوة واحدة إلى الجهاد. لن يحمل الرجل البندقية التي دعا الفلسطينيين إلى عدم إلقائها، وسيظل يطنطن ويتاجر بفلسطين، كآلاف الحنجوريين الذين تجاوز عددهم منذ إعلان قيام إسرائيل عدد سكانها.
لن يحارب صفوت حجازي؛ لأنه منهزم نفسيًّا وخلقيًّا ووطنيًّا قبل انهزامه معنويًّا. هو يعلم أن الله لا ينصر ظالمًا، وقد تجبّر ورشّ أهل مصر بالسوء والكفر، فزعم في خطابه أن معارضي الرئيس والإخوان يريدون إسقاط الإسلام.
لا ينصر الله من هو طعان أو لعان أو فاحش أو بذيء، وصفوت حجازي يتنفس بذاءة وسبابًا؛ فيتهم الإعلاميين المصريين بأنهم سحرة فرعون.
لا ينصر الله من يسخر من عبيده فيشبههم بالحيوانات؛ فيستشهد صفوت ببيت شعر للمتنبي يقول فيه: “,”لو كلّ كلبٍ عوى ألقمته حجرًا، لأصبح الصخرُ مثقالاً بدينار“,”.
لا ينصر الله خائنًا.. وقد كان الرجل خادمًا مطيعًا لجهاز أمن الدولة طوال سنوات مضت، وبتيسيراتهم عمل في كثير من الفضائيات ليربح الملايين. وفي ظني-وليس كل الظن إثمًا- أن الإخوان يعلمون بذلك، ويسكتون؛ كي لا تتشوه مسيرتهم.
في غزة -قبل أيام- وقف الرجل يزف البشرى، ويصب الوعيد، ويشوه أهل مصر.. وصفق المصفقون، وهتف المغيّبون، وضحك آل صهيون.
إنني أتذكر بيتًا شهيرًا للشاعر “,”جرير“,” يقول فيه: “,”زعم الفرزدقُ أنْ سيقتلُ مربدا / أبشر بطول سلامة يا مربدُ“,”. والواضح أن إسرائيل بخير، والصهيونية بخير، وقوى الشر بخير ما دام لدينا رجل كصفوت حجازي.
إنني أراهم على حقيقتهم.. فتَّانين لا مُفتين، ودعاة دنيا لا دعاة دين، تدلت كروشهم استثمارًا لكلام الله؛ فأَثْروا وتنعموا على حساب الإسلام.
يقول الشاعر سميح القاسم في رثاء صديق:
“,”انهض ولا تنهض.. فأشباه الرجال -كما عهدت- على الرجال أباطرة..
وسيوف أسياد الحمى.. حول الخلافة والرصافة والكنافة ساهرة..
وجيوشهم جرارةٌ.. لا لاستعادة مسجدٍ أو موقعٍ.. لكن لسحق مظاهرة..
ولقتل طفلٍ ما درى أن الحنين إلى أبيه مؤامرة..“,”.
[email protected]