الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الإبداع الروائي يتصدى للتطرف الديني

 الإبداع الروائي
الإبداع الروائي يتصدى للتطرف الديني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الإرهاب يهدد العالم بأكمله، فمن حادث «بطرسبرج» الأخير فى روسيا، إلى دهس مواطنين فى باريس، واغتيال السفير الروسى فى تركيا، لأشباح تظهر خلسة فى الليل وتقتل جنودا فى العريش.
حوادث تثير الرغبة فى التمرد على توحش الإرهاب الذى يحيط بالعالم، لذا كان طبيعيا أن تعالج بشكل إبداعى من خلال أعمال فنية.

حجرة فى دار الحرب
من أهم تلك الأعمال التى تعرضت لظاهرة الإرهاب رواية «حجرة فى دار الحرب» التى صدرت فى عام ٢٠٠٦، للكاتب الألمانى كرستوف بيترس، ونقلتها إلى العربية المترجمة هبة الله فتحى.
الرواية تدور فى بداية التسعينيات من القرن الماضي، حول شاب ألمانى مدمن مخدرات، ومجرم، يدعى يوخن زواتسكى، تعرف على فتاة مصرية مسلمة، وليتقرب من والدها تتبعه لأحد المساجد، وهناك تعرف على مجموعة أعدته لاعتناق الإسلام، ورحب هو بذلك ليتقرب من الفتاة، ولم يدرك أنه وقع فريسة لجماعة إرهابية تخطط لتنفيذ عملية فى مدينة الأقصر، ولكن العملية تفشل، ويتم القبض عليه، ويأتى إليه السفير الألمانى فى القاهرة «كلاوس سيسمار»، الذى كان له دور فى حركة ١٩٦٨ الطلابية.


الإسكندرية فى غيمة
ومن تلك الأعمال الروائية أيضا رواية «الإسكندرية فى غيمة»، وهى الجزء الثالث من «ثلاثية الإسكندرية» لإبراهيم عبدالمجيد، التى تختلف عما هو معروف عن الثلاثيات، فليس هناك أبطال يواصلون رحلتهم إلا قليلاً، لكن هنا مدينة عظيمة فى ثلاث نقاط تحول كبرى فى تاريخها، الرواية الأولى «لا أحد ينام فى الإسكندرية» عن المدينة خلال الحرب العالمية الثانية، وكيف هى مدينة التسامح بين الأديان والأجناس ومعاناة المصريين تحت الحرب، والثانية حملت عنوان «طيور العنبر» عن المدينة بعد حرب السويس ١٩٥٦، والتحول لتكون المدينة مصرية فقط، وتتغير ثقافتها، ثم تلك الرواية «الإسكندرية فى غيمة»، وهى عن المدينة فى سبعينيات القرن الماضي، وكيف ظهرت فيها موجة جديدة من الفكر المتطرف دينيًا الذى تحالف مع النظام السياسي، لتتخلى المدينة عن روحها المصرية.


«المهدى»
هناك رواية كتبها الأديب الراحل عبدالحكيم قاسم، فى فترة السبعينيات، أراد من خلالها أن تكون احتجاجًا على بداية تصاعد تطرف الجماعات الدينية فى مصر، وجنوحها إلى العنف، تأكيدًا لحضورها السياسي، وفرضا لتأويلاتها التى لا تقبل الاختلاف، ولا تعترف بوجوده أصلا، والرواية تستخدم بعض العلامات الزمانية التى تشد الرواية إلى الزمن الخارجى. 

ذات
أما «ذات» فهى رواية اجتماعية للكاتب المصرى صنع الله إبراهيم، نشرت لأول مرة عام ١٩٩٢، وتدور أحداثها حول قصة حياة السيدة المصرية «ذات» وترصد التغييرات الاجتماعية والاقتصادية التى حدثت للمصريين منذ ثورة ١٩٥٢، وحتى نهاية القرن العشرين، وقد تحولت لمسلسل تليفزيونى عنوانه «بنت اسمها ذات».
وتطرق صنع الله إبراهيم فى روايته لقضايا الإرهاب، من خلال بعض المشاهد التى تشير إلى انتشار الجماعات الإرهابية فى مصر، وانتشار أعمال العنف، كما سلط الضوء على مشهد تغيير زى المرأة وفرض الزى الإسلامي، وتغيير شخصية بعض المواطنين العاديين إلى متطرفين كارهين ما يخالف معتقداتهم.


«السكرية»
أيضا الجزء الثالث من ثلاثية الأديب العالمى، نجيب محفوظ «السكرية» تطرقت إلى ذات الموضوع، من خلال نموذج عبدالمنعم شوكت المثقف التقليدى المتعصب الذى يميل للعنف، ويربط بين هذا النموذج واغتيال الرئيس السادات عام ١٩٨١، مما يشير إلى أن هذا الحدث، كان له دور فى تصاعد حضور هذا النوع من المثقفين، وارتباطه بتنظيمات إرهابية وأحزاب سرية اختارت طريق العنف.


«الأفيال» 
هى رواية للأديب فتحى غانم، تتعدد فيها الأزمنة، وتتداخل فيها الأحداث، لأكثر من جيل مروا فى حياة بطل الرواية، كثير من تفاصيلها تجدها فى حياة الكثير من الكتاب، لكن النهاية تأتى غامضة ولا تجيب عن اللغز المطروح فى أول الرواية، عن طبيعة الرحلة التى يقوم بها، ما دفع بعض النقاد للتساؤل حول ما إذا كانت الرواية التى تؤكد أن الأدب يسبق السياسية فى تفسير التطرف الدينى، هى إرهاص فاجع ولو على نحو غير مباشر بكارثة اغتيال السادات؟.