الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

تضارب روايات الشهود في واقعة "انتحار نزيل"

«البوابة» داخل مستشفى الصدر

مستشفى الصدر بالعمرانية
مستشفى الصدر بالعمرانية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ضاقت عليه حياته بسبب المرض اللعين، وابتعد عنه الجميع خوفًا من «العدوى»، وفى هذه اللحظة اتخذ قراره بالانتحار من أعلى مستشفى الصدر بالعمرانية.
«محمد.ص.ا»، يبلغ من العمر ٣٢ عاما، عاطل يقطن بمنطقة مصر القديمة، أصيب بمرض الدرن، تردد كثيرا على المستشفى لتلقى العلاج، لكن حالته كانت حرجة، يأتى لتناول العلاج ويقضى أياما فى المستشفى، ثم يعود إلى منزله، ليعود بعد أيام إلى المستشفى، مرضه كان سبب ابتعاد أسرته وأصدقائه عنه خوفا من العدوى، فكان قرار الانتحار.
بعد ستة أيام قضاها «محمد» محجوزا فى المستشفى، وفى الساعة الخامسة فجرا، ترك العنبر الذى كان محتجزا به، وذهب إلى مبنى تحت الإنشاء يعاد تطويره تحت إدارة القوات المسلحة، وألقى بنفسه من الدور الثالث.. وتوفى متأثرا بإصابته. 
«البوابة» انتقلت إلى مستشفى الصدر بالعمرانية، للتعرف على طبيعة الحادث وأسباب الانتحار.
قال أحد العاملين بإدارة المستشفى، إن المريض كان يتلقى العلاج فى المستشفى منذ عدة شهور، وكان يتردد على المستشفى ويتم حجزه وبعد إتمام علاجه يعود مرة أخرى لمنزله، وقبل انتحاره أصيب بمرض «ارتست»، ويعنى قطع النفس «وفاة إكلينيكيًا» لمدة ساعتين متواصلتين، وتمكن الأطباء من معالجته وإنعاشه مرة أخرى.
وأضاف مسئول إحدى الإدارات بالمستشفى، والذى فضل عدم ذكر اسمه، أنه بعد علاجه ترك العنبر الذى كان محتجزا به، وذهب إلى مبنى تحت الإنشاء يعاد تطويره تحت إدارة القوات المسلحة، وألقى بنفسه من الدور الثالث.
وأَضاف أنه فوجئ فى الساعة ٥ فجرا بإلقاء المريض بنفسه من الدور الثالث بعدما ذهب إلى مبنى آخر غير المبنى المحتجز فيه حتى لا يراه أحد وانتحر، وقال إن المريض كان يمر بحالة نفسية سيئة بسبب شدة المرض، وكان نادرا ما يتردد عليه أحد من أسرته لزيارته، لأن مرضه معدى، وهو كان يزداد سوءا، وإذا جاء أحد من أهله لزيارته كان يجلس بعيدا عنه تجنبًا للعدوى.
وأثناء تواجد «البوابة» داخل المستشفى تصادف وجود حملة تفتيشية، برئاسة وكيل أول وزارة الصحة مع الدكتور محمد عبد الستار، مدير المستشفى على العيادات، وتفقد حالة المرضى، وامتنع مدير المستشفى عن الحديث عن حالة المريض المنتحر أو سؤال العاملين والمرضى بالمكان.
مشكلات نفسية
وقال الدكتور وليد هندى، استشارى الصحة النفسية، إن الانتحار من المشكلات النفسية الكبرى، فعلى مستوى العالم يموت ما يقرب من مليون شخص بسبب الانتحار فى العام، وعلى مستوى الشرق الأوسط يموت ٣٦ ألف منتحر سنويا، والانتحار هو أحد الأسباب الثلاثة للوفاة فى الفئة العمرية من ١٥ إلى ٤٤ سنة.
وهو ما نلاحظه حاليا فى حالة المنتحر «محمد» ذلك إن الإصابة بأمراض العضال، والتى ييأس صحابها من الشفاء منها يعتقد صحابها أن الانتحار هو خطوة إيجابية للخروج من آلام الحياة، وإيقافا لجميع مسببات الألم النفسى، وإذا نظرنا لهذه الحالة سوف نجد أنه كان مرتبطا بالعديد من الأحاسيس النفسية الأخرى مثل الشعور باليأس والانعزال والاكتئاب.
ولو كان المنتحر خضع للعديد من الفحوصات النفسية لوجدنا عنده نقصا واضحا فى مادة «السيروتنين» وإذا ما نظرنا لبيئة «محمد» الاجتماعية فإننا سوف نجد أنه يعانى من المشكلات الأسرية أو العاطفية ومشكلات فى التربية منذ مراحل الطفولة المبكرة.
وأضاف يجب ألا نغفل أن الغالبية العظمى ممن يصابون بأمراض لا شفاء منها، تنتابهم مجموعة من الأعراض النفسية، والتى يأتى على رأسها قلق الموت، وهو شعور يعجل بوفاة صاحبه، إذا تسيطر على مقدرته العقلية مجموعة من الأفكار التشاؤمية حول الموت وعدم الرغبة فى الحياة، مما تجعله يمتلك رغبة حقيقية فى التخلص منها والانتهاء من شبح هذا القلق.
كما أن المنتحر قد يكون مصابا باضطرابات النوم، وهو ما شهدناه فى حالة «محمد» الذى انتحر فى الخامسة فجرا وجميع الناس نيام وهو مستيقظ، ويصيب المنتحر فى مرحلة ما قبل الانتحار خلل فى الاتزان العام وفقدان الشهية، وهو ما أكده لنا العديد من المحيطين به من أنه كان بالفعل ليست لديه رغبة فى تناول الطعام.