السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

وكالة البلح.. "سوق الغلابة جبر"

الأسعار «ولعت» والفقير «يفاصل» ولا يشترى

وكالة البلح
وكالة البلح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع ارتفاع أسعار الملابس الصيفية، انتعشت تجارة المستعمل منها، الذى تعد «وكالة البلح» السوق الرئيسية لها.
ويقول تجار بالسوق، إنها أصبحت تستقطب الطبقة الوسطى وبعض الأغنياء أيضًا بعد أن كان روادها من الطبقات الأشد فقرًا، مشيرين إلى أن الأسعار طالها الارتفاع بدورها، لكنها قياسًا بالمعروض فى المحلات تظل أخف وطأة وتتيح للناس الحصول على الملابس الصيفية بأسعار معقولة.
ولم تعد السوق مكانًا لـ«كسوة الغلابة» حيث انتشرت بها متاجر تعرض المستعمل بشكل أنيق، بل إن الأسعار أيضا لم تعد تدور فى إطار بضعة جنيهات للقطعة، حيث يتراوح سعر القميص ما بين ٨٠ إلى ٣٨٠ جنيهًا، حسب الحالة والجودة.
محمود شكرى وعلى الزينى، اللذان أتما تعليمهما الصناعى، ولكنهما فشلا فى السفر للعمل فى أى دولة عربية كأقرانهما فى بلدتهما «البحيرة»، يعتبران حصولهما على مساحة من رصيف الوكالة نعمة.
ويقول محمود: ربنا أكرمنا بمتر الرصيف بعد معاناة، فالناس تظن أن من يبيع على الرصيف لا يدفع ضرائب أو حتى إيجارات، ولكننا في الحقيقة نسدد كل هذه الأمور، إما لكبير الرصيف أو حتى للباعة الأقدم حتى يتركونا ناكل عيش، وبالطبع لن أتحمل كل هذه التكاليف، فالزبون يتحملها معى، علاوة على أنى أشترى كل البضاعة غالية جدًا، فما كنت أبيعه بـ ٢٠ جنيهًا أصبحت الآن أبيعه بـ ٦٠ الآن.
ويتابع على: الزبون الآن يأتى ليشاهد البضاعة أكثر من مرة، كنت فى البداية أتعجب، ولكننى اكتشفت بعد ذلك أنه يبحث بعناية عن أقل الأسعار، فالفكرة هنا أنه يبحث عن توفير «جوز جنيهات» المترو على أقل تقدير، وأقل تيشيرت على الرصيف وصل سعره إلى ٥٥ جنيهًا.
وعلى نفس الرصيف، تفترش نبوية الجمل لعرض الطرح والعباءات، واتصل أسعارها إلى ٢٨٠ جنيهًا كحد أقصى، و٩٠ كحد أدنى مع الاحتفاظ بجملة «ممنوع الفصال.. الرحمة عندنا عيال».
وتقول: السيدات ألعن من الرجالة، فهى تعتبر البيع والشراء فسحة، وبالتالى إنك تبيع لواحدة ست وتاخد منها ١٠٠ جنيه فهو إنجاز فى حد ذاته، خاصة فى ظل هذه الظروف الصعبة، وها نحن نبدأ فصل الصيف، والأسعار تزايدت على الجميع، ولكن فى نفس الوقت لا أحد يشعر بالبياع الذى لديه بيت وأولاد والتزامات.
ويتحدث ميدو زكى، ٢٨ سنة، الذى يمارس المهنة منذ أن كان ابن ١١ سنة قائلًا: الوكالة هنا أكبر شاهد على حال الأسعار فى مصر، فمن كان يأتي لكساء بيته بالكامل بـ ٢٠٠ جنيه، يأتى الآن لشراء قطعة أو اثنتين بنفس الـ ٢٠٠ جنيه، خاصة لبس الأطفال والسيدات الذى طرأت عليه طفرة قوية، وهذا لا يعني أن الرجالى لم يتأثر، فأقل تيشيرت الآن وصل ١٢٠ جنيهًا.
ويتحدث كامل وزيرى، أحد أصحاب المحلات ليقول: أنا فتحت المحل بالأساس اعتمادًا على أصدقائى الذين يشترون الملابس من عندى، وعند الحساب إما نتبع نظام التقسيط أو يتم اعتماد الخصومات، لمن من يدفع «كاش».
وفي منتصف الشارع الرئيسي، نجد "عم باخوميوس الترزي" الذي يعمل في إصلاح أو "تقييف" الملابس للمحلات والذي يقول: انا هنا منذ ان كان الشارع لا يوجد به غير ٥ محلات فقط، وكان وقتها يأتي الزبون بعد شراء البنطلون من اجل تقصيره او على الأقل جعل رجل البنطلون مناسبة لنوع الحذاء، فالموضوع كله كان يكلف الزبون جنيهًا واحدًا، ولكن الآن إن اشترى الزبون فلا يقوى على الذهاب للترزى، لأن ظبط أى بنطلون يتكلف ١٥ جنيهًا، وهذا يعتبر أقل سعر فى مصر كلها، لأننا فى الوكالة فقط.
ومن نفس الشارع يتحدث مدبولى عبد السلام، ترزى متواجد فى الوكالة منذ ١٠ سنوات، قائلًا: «الأمور الآن أصبحت مختلفة بشكل كبير، فبدلًا من أننا أشتغل في تظبيط الملابس الجديدة، فالآن أنا أحاول إخفاء عيوب الملابس القديمة، لأن الناس لا تقوى إلا على ذلك، فارتفاع سعر الملابس أصبح صعب التحمل، والناس بتقول "تصليح القديم يتكلف ٣٠ أو ٤٠ جنيهًا، ولكن الجديد يكلفنا على الأقل ٣٠٠» وبالتالي القديم يكسب.