الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الإخوان تتلون.. 10 مبادرات والمحصلة "فنكوش"

جماعة الإخوان
جماعة الإخوان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، ظلت ممزقة ومرتبكة بين مبادرات، الصلح مع الدولة المصرية وبين الرفض، فتارة تؤيد المصالحة وتجيش عناصرها والشخصيات السياسية الموالية لها لترويجها، محاولة منها لعمل بالون اختبار للنظام السياسي، وعندما لا تجد استجابة لعدم غفران الشعب المصري للجرائم الإرهابية التي ارتكبتها، تنقلب الجماعة من جديد على ذاتها، وتعود لرفض المبادرات التي قدمتها، وأنها لا تقبل المصالحة.

التناقض هو السمة الغالبة على أداء الجماعة منذ سقوطها وعزل محمد مرسي في 3 يوليو 2013، ومنذ ذلك الحين، وتقدم الجماعة عددا كبيرا من المبادرات الفاشلة، كان أحدثها، أكذوبة المراجعات التي قدمتها جبهة الشباب، الموالية لمحمد كمال مؤسس اللجان النوعية، والتي حاولت من خلالها أن تقدم مراجعات تعترف بأخطائها، كمبادرة للمصالحة، والتي اعترفت فيها بغياب ترتيب الأولويات في العمل العام، وانعكاس ذلك بشكل سلبى على كلا من الثورة والدولة، والممارسة الحزبية الخاطئة للجماعة.


وأثارت المبادرة حفيظة جبهة القيادات تحت لواء محمود عزت، الذى تبرأ منها، هذا التأرجح والانشقاق أنعكس بدوره على كل مبادرات الصلح التي قامت بها الجماعة، لدرجة كانت تدفعها للإعلان عن الصلح، والتراجع عن الفكرة في أقل من 24 ساعة.

 وكانت أولى تلك المبادرات التي ساقتها الجماعة وباءت بالفشل، المبادرة التي قادها المفكر سليم العوا، رئيس لجنة الدفاع عن المعزول "محمد مرسي"، فور فض اعتصام رابعة والنهضة في يوليو 2013، والتي عرضها "العوا" على قيادات المجلس العسكري، وتضمنت الإفراج عن مرسي وإعادته رئيسا لمصر.

ومنذ ذاك التاريخ ظللت مبادرات الإخوان متأرجحة بين الرفض والتأييد، وأنعكس هذا المشهد على جميع قاداتها، حيث دعي إبراهيم منير، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين إلى عقد المصالحة مع حكماء الشعب المصري "حكماء الدنيا"، لتحقيق السلام والأمن لكل المنطقة، واستهل دعوته للمصالحة عبر أحد المواقع الإعلامية الرسمية التابعة للجماعة بسورة الأنفال بقوله تعالى: "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم".

وعرض "منير" أسباب دعوته للمصالحة بقوله: "هناك شرفاء داخل المؤسسة العسكرية قد يؤدون دورا مهما خلال الفترة المقبلة" مضيفًا: "تأخر لظروف معروفة، فلا ينبغي أن يتأخر لتصحيح سمعة جيش الشعب المصري متلاحما مع كل قواه الوطنية، وأن يكون الهدف هو حماية الدولة المدنية واحترام كل شرعيتها، وأهمها دور الجيش في حماية حدود الوطن كما يحدده الدستور"، ولكن سرعان مع أنقلب "منير" على دعوته، وجاء هذا الانقلاب عبر المداخلة الهاتفية مع قناة "الوطن" التابعة للجماعة، والتي أكد خلالها أن الجماعة لم تطرح، ولن تطرح أي مصالحة.


أما المبادرة الثانية فكانت في 18 يونيو من نفس العام، وتضمنت بنودا تعترف بـ30 يونيو، وتقديم اعتذار عما بدر من الجماعة وبعض أعضائها للشعب، وكذلك عدم الحديث عن أعضاء الجماعة المحبوسين على ذمة قضايا عنف، بل يتم الإفراج فقط عن مسجوني الرأي، وحينها أحدثت تلك المبادرة شقا كبيرا بين قيادات الجماعة التي رفضت المصالحة، دفع عز الدين دويدار، القيادي بجماعة الإخوان لرفض المصالحة، وأصدر بيان جاء فيه: "مصالحة عزت تأتى على حساب دماء شباب الإخوان التي سالت في الشوارع ونحن لن نقبل بها مهما كلفنا الأمر".

أما في عام 2015 فقد أطلق عددا كبيرا من الموالين لجماعة الإخوان ثماني مبادرات للصلح مع الدولة، أبرزها مبادرة الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق، والتي عرفت بمبادرة "تصفير السجون"، والتي انطلقت مع ذكرى الثورة، ونادى خلالها بإطلاق سراح جميع المعتقلين تمهيدًا لتصفير السجون وتوقيع وثيقة حرمة الدم المصري، بالإضافة إلى مبادرة يوسف ندا المفوض السابق للعلاقات الدولية لجماعة الإخوان، والتي أطلقها لوسائل الإعلام، معبرا خلالها عن استعداده لاستقبال من يريد الخير لمصر وشعبها لإزالة الاحتقان بين جماعته والنظام السياسي

كما أطلق أيمن نور مؤسس حزب غد الثورة الموالي للإخوان في نفس العام مبادرة للمصالحة بين الدولة وجماعة الإخوان المسلمين، دعا خلالها لحوار وطني لحل الأزمة بين الجماعة والنظام.

وشهد عام 2014 إطلاق عددا من مبادرات الصلح، أبرزها تلك التي قادها الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون، والموالي للجماعة في 11 مايو 2014، والتي سعى فيها إلى تحقيق المصالحة مع كل من الرئيس الأسبق مبارك والرئيس السابق محمد مرسى مستشهدًا بمبادرة الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال لكفار قريش عند فتح مكة "اذهبوا فأنتم الطلقاء.