الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

القيادات السابقة تنقلب على الجماعة.. ترفض المصالحة مع الإخوان واستخدام المصطلح لإساءته لمصر.. "البشبيشي": لن يتصالح وطن مع "غرغرينة".. وياسر سعد: فكر الإرهابية متطرف

القيادات السابقة
القيادات السابقة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رفض شعبي وسياسي كبير قابل فكرة المصالحة بين الدولة والإخوان، والتي تسعى إليها الجماعة الإرهابية بكل قوة في الفترة الأخيرة، يأتي بسبب ما ارتكبته الجماعة من أعمال عنف في حق الوطن والشعب المصري منذ عزلها من سدة الحكم بثورة 30 يونيو 2013 حتى الآن.
كانت قد تواترت أنباء عن إتمام المصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية، على الرغم من رفض الشعب هذه الفكرة نظرًا للجرم الذي ارتكبته هذه الجماعة ضد الوطن والشعب.
"البوابة " رصدت آراء قيادات سابقة في الجماعة، عن كيفية إتمام التصالح من عدمه.

فى البدابة أبدى الدكتور محمد حبيب، نائب مرشد الإخوان السابق، اعتراضه على مصطلح المصالحة فهي كلمة لا تجوز قولها في هذا الشأن، وهو مصطلح ينتقص من قيمة الدولة فلا يوجد مصالحة بين جماعة أو حزب مع دولة وخاصة بحجم مصر.
وأكد حبيب، أن الجماعة نفسها لن تتحرك نحو المصالحة فهي ترفع شعار "يا ما دقت ع الراس طبول" مستدلا على كلامه بعدم قيام الجماعة بعمل أي مراجعات فكرية تجعل من الممكن أن يتقبل الشعب فكرة عودتها إلى المشهد المصري من جديد.
ويرى نائب مرشد الإخوان السابق، أن هناك عدة شروط على الإخوان الالتزام بتنفيذهم حال رغبتهم في الصلح مع الدولة أهمها الاعتراف بـ 30 يونيو على أنها ثورة شعبية وليست انقلابا عسكريا كما يرددون، كما يجب على الجماعة أن تعتذر للشعب المصري، وفي حالة رغبتها في المشاركة في الحياة الاجتماعية والسياسية المصرية فيجب عليها توثيق أوضاعها ووضع جماعتها وحزبها تحت طائلة القانون المصري بعيدا عن السرية التي كانوا ينتهجونها في السابق.
وفي ذات السياق رفض طارق أبو السعد، القيادي الإخواني السابق أيضا المصالحة مع الجماعة، قائلا: المصالحة كلمة مطاطة وغير شفافة ولا تعبر عن الواقع وهي فخ كبير يقع فيه كثير من الاعلاميين.
وشدد أبو سعد على أن كلا الطرفين سيان الدولة أو الجماعة يرفضون مجرد التهدئة فيما بينهم وبالأخص الإخوان الذين لم يتنازلوا بعد عن الأحلام التي لن تتحقق أبدا والتي منها عودة الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي إلى سدة الحكم مرة أخرى.

المصالحة خيانة
وقال طارق البشبيشي، القيادي الإخواني المنشق، عن قصة المصالحة، إنها من الأخطاء التي يرتكبها النظام الحالي إذا أقدم عليها، متسائلًا: كيف يمكن أن يتصالح وطن مع "الغرغرينة"؟ التى ستلتهم جسده عاجلًا أم آجلًا؟، كيف يقبل وطن بأن يتصالح مع تنظيم إرهابى لا يعترف بوجود هذا الوطن؟.
وأضاف البشبيشي: أن تاريخ هذه الجماعة ملوث بالدماء منذ حكومة ابراهيم عبد الهادى الذى حاولوا اغتياله أكثر من مرة وباعترافاتهم ومرورًا بالنقراشى الذى اغتالوه فى مدخل وزارة الداخلية والنحاس باشا الذى حاولوا اغتياله وجمال عبد الناصر الذى أطلقوا عليه النار فى المنشية سنة 54 والسادات الذى قتلوه وفى عصرنا الحالى.
وتابع:"قتلوا جنودنا فى سيناء وكل أنحاء مصر وحرقوا الكنائس واغتالوا النائب العام وهو صائم وفجروا مديريات الأمن والأقسام واستقووا بالأعداء الخارجيين علينا، وحرضوا جنود الجيش على التمرد على قياداتهم لتفكيك الجيش الوطنى وهم الآن على استعداد أن يحرقوا كل شبر فى مصر ان استطاعوا”.
وأشار القيادي الإخواني المنشق إلى أن شرعية النظام الحالى تأتى من تخليص مصر من هذا الكابوس الإخواني المفزع.

الجماعة نازية هتلرية
من جانبه، قال ياسر سعد، القيادي السابق بالتنظيم المسلح للجماعة: "المصالحة مع الإخوان مستحيلة كون الجماعة ترى أنها فرصة للتواجد والتفاعل من وجهة نظرها دون الإقرار بالأخطاء السابقة”.
واستطرد سعد: "جماعة الإخوان لم تراجع قط ما فائدة فكرة الجماعة التي أراها عنصرية هتلرية نازية، تقدم أفراد الجماعة على كل من خارجها، وتحتفظ ببيعة خاصة تجعلها تتولى من في الجماعة وتعادي من هم ليسوا فيها، فالفكرة من مبدأها عنصرية ديكتاتورية مع المرشد ومكتب الإرشاد، فكيف يمكن السماح لمثل تلك الجماعة بالعودة إلى المشهد المصري مرة أخرى.


فرصة لترتيب الأوراق
أما هشام غنيم القيادي الجهادي السابق فقد رفض هو الآخر وبشدة فكرة المصالحة مع الإخوان، مؤكدا على أن الجماعة تسعى من خلال تلك المصالحة إعادة ترتيب أوراقها من جديد بعد أن تعرضت لضربة هي الأقوى في تاريخها فقدت بسببها شعبيتها وقياداتها وكل شيء.
وأضاف غنيم، أن فكرة موافقة الدولة على المصالحة مع الإخوان تعني موافقة الدولة على قيام الجماعة بإعادة ترتيب أوراقها من الداخل وبناء نفسها من جديد بعد أن أصبحت حاليا قاب قوسين أو أدنى من النهاية الكبرى.


خدعة الإخوان
وبسؤال سمير عامر رئيس لجنة القدس السابق داخل الجماعة الإرهابية عن سر إطلاقه حملات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بعدم المصالحة بين الدولة والإخوان، أكد أن سبب في قيامه بهذا الأمر هو تأكده من عدم صدق الجماعة في مساعيها بشأن المصالحة.
وأوضح، أن الجماعة إذا كان ترغب حقا في المصالحة مع الدولة يجب أولا أن تتبرأ من أعمال العنف وتقدم اعتذارها للشعب المصري دون أن تشترط أي اشتراطات.

انقسام داخل الإخوان
كريم النوبي، القيادي الشاب السابق في الإخوان، رفض أيضا فكرة المصالحة مع الجماعة كون الدولة أكبر من أي جماعة وبالتالي إذا رغب الإخوان في العودة إلى المشهد فعليهم الاعتذار للدولة دون أية شروط ووقتها تفكر الدولة في قبول أو رفض هذا الاعتذار.
وأكد النوبي، أن حتى لو هناك اتجاه للمصالحة بين الدولة والإخوان فهناك تيار كبير من شباب الجماعة لن يقبلوا بتلك المصالحة وسيستمرون في أعمال العنف والإرهاب باسم الإخوان ووقتها سيصبح للإخوان يدان، يد تدعي السلام، ويد أخرى تضرب الوطن من الداخل وهذا هو مخطط الإخوان القادم من وجهة نظره.

أسئلة يجب الإجابة عنها
يرى هشان النجار، الباحث في شئون الإسلام السياسي، أن المصالحة مصطلح فضفاض ولا يحتمل استخدامه في حالات وأحوال متباينة ومختلفة لأن وضع الاخوان مختلف وهناك أسئلة كثيرة جدا يجب الاجابة عنها عند طرح هذا الامر.
وقال: أهم تلك الأسئلة مع من يتم التصالح هل مع اخوان الداخل ام الخارج؟، وهل مع جبهة عزت ام مع جبهة الكماليين؟، وما هو الأساس والمنطلق المنهجى لهذه المصالحة؟ وهل قدمت الجماعة بشكل رسمى مراجعات فكرية شاملة لمناهجها خاصة المنهج القطبي؟، كل هذه الأسئلة تؤكد أن هناك اشكاليات كبيرة جدا يجب ان تحل أولا قبل البدء في الحديث عن اية تفاهمات بأى عنوان كان سواء حمل عنوان مصالحة او غيرها، وهذا هدفه ان يكون الامر حقيقيا وجديا وله ثمرة على الارض وليس مجرد وهم وخداع او مناورة وتكتيك".

تجربة مع المصالحة
البوابة سألت أحد مطلقي مبادرات الصلح مع الإخوان في السابق عن رأيه الآن في فكرة المصالحة وهو محمد عبد الوهاب منسق تحالف شباب الوفاق الوطني فكانت إجابته مفاجأة وهو إيمانه الآن بعد جواز دخول المصالحة مع الجماعة الإرهابية.
وأكد منسق تحالف شباب الوفاق الوطني من خلال محاولاته الكبيرة ولأكثر من مرة عقد تلك المصالحة أن الجماعة الإرهابية تستغل هذا الأمر في تهدأة من الهجمة الشرسة عليها، وأخذ استراحة قصيرة تقوم بعدها بلفظ فكرة المصالحة والعودة مجددا للصدام مع الدولة بشكل أكبر وأقوى مما كان.
ودلل محمد عبد الوهاب على كلامه باتصالات سابقة جمعته بمحمد علي بشر عضو مكتب الإرشاد الإخواني قبل القبض عليه، حيث كان في البداية يدعم وبشدة فكرة المصالحة مع الدولة، ويخرج في وسائل الإعلام ليؤكد تمسكه بهذه الفكرة، وفور هروب قيادات كبرى في الإخوان خارج مصر ومنهم صديقه عمرو دراج واقترابه هو الآخر من الهرب تنصل من فكرة المصالحة بالكامل ألا أنه فشل في الهرب ونجح الأمن المصري في القبض عليه.

قانونا لا تجوز
وبعيدا عن الموافقة والرفض لفكرة المصالحة بين الدولة والإخوان، يرى حامد مكي المحامي الحقوقي البارز أن فكرة المصالحة مع الإخوان غير قانونية بالمرة كون الجماعة محظورة بحكم قضائي كما أنها مصنفة ضمن قوائم الإرهاب، وقانون لا يمكن أن تتم مصالحة بين الدولة وكيان إرهابي عليه أحكام قضائية.
وأضاف مكي، أنه حال موافقة الدولة على المصالحة السياسية مع الإخوان يجب أولا أن تفك حظر نشاطات الإخوان قضائيا، وترفع الجماعة من قوائم الإرهاب، وهذا أمر صعب جدا حدوثه في ظل الأدلة الكثيرة الموضوعة أمام القضاء المصري والتي تثبت إرهاب الإخوان.