الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

بالأسماء والتفاصيل.. ثعابين المصالحة داخل "الإخوان"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مساعٍ كبرى داخل جماعة الإخوان الإرهابية للمصالحة مع النظام المصري الحالي، الغريب أن هذه المساعي يقودها قيادات إخوانية كانت دائما محسوبة على تيار الصقور داخل الجماعة، هذا التيار الذي يؤيد لفكرة السرية والعنف والعمل المسلح في سبيل تنفيذ مخطط الجماعة الأول وهو سيادة العالم والذي وضعه حسن البنا مؤسس الإخوان على رأس أولوياته.
"البوابة نيوز" ترصد "ثعابين المصالحة" داخل جماعة الإخوان الإرهابية الراغبين بشدة في الصلح مع الدولة على أمل العودة إلى الحياة السياسية والاجتماعية مرة أخرى والتي تمكنهم من إعادة ترتيب أوراقهم من جديد من أجل المحاولة مرة أخرى تنفيذ حلم البنا المتعلق بأستاذية العالم والذي يبدأ من مصر من خلال الوصول إلى سدة حكمها مرة أخرى.


يوسف ندا
يعد يوسف ندا، القيادي البارز في التنظيم الدولي للإخوان والمسئول السابق عن العلاقات الخارجية بالجماعة، هو أبرز ثعابين الإخوان الداعية للمصالحة بين الدولة والجماعة، حيث قام بنفسه بإطلاق مبادرتين للمصالحة، وبعد كل واحدة فيهم اختفى "ندا" بعد حملة هجوم شرسة من أعضاء الإخوان عليه.

الثعبان الإخواني العجوز كان له هدف من مبادراته حيث كان يحلم بعمل انشقاق في صفوف الجيش المصري كون مبادراته تدعو قيادات الجيش للضغط على الدولة بنظامها السياسي الجديد بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي للموافقة على المصالحة مع الإخوان، كما طلب في مبادرة أخرى الجيش بتولي حكم مصر وإسقاط النظام المنتخب بقيادة الرئيس السيسي ومن ثم عمل مصالحة وطنية شاملة مع الإخوان يليها انتخابات رئاسية لمصر ترشح الجماعة أحد أعضائها فيها.

تم رفض المبادرات المشبوهة لـ "يوسف ندا" الأمر الذي جعله يختفي تماما عن المشهد الإخواني مكتفيا برحلاته الخاصة في أوربا الهادفة لمتابعة أعماله الخاصة مستغلا تلك الرحلات في الجلوس مع عدد من السياسيين البارزين في أوربا للتحريض ضد مصر ونظامها السياسي الحالي مساعدا الإخوان في مخططهم الأساسي لتشويه مصر دوليا.

السر وراء دعم "ندا" فكرة المصالحة مع الدولة وفقا لمصادر إخوانية بارزة هو رفع الحظر المالي على ممتلكات وأرصدة الإخوان في مصر والتي تتخطى حاجز المليار جنيه كون هذه الأموال وتجميدها تسبب في أزمة مالية طاحنة تمر بها الجماعة تهدد بإفلاسها في القريب العاجل وخاصة في ظل قلة المتبرعين للجماعة من أبنائها في أمريكا وأوربا خوفا من أن يتم اتهامهم بتمويل الإرهاب نظرا لاعتبار الجماعة كيان إرهابي في عدد كبير من دول العالم.

إبراهيم منير
الثعبان الثاني داخل التنظيم الدولي للإخوان بالتحديد الراغب وبشدة في المصالحة بين الدولة والجماعة، إبراهيم منير أمين عام التنظيم الدولي ونائب المرشد الذي تم انتخابه في هذا المنصب بعد ثورة 30 يونيو المجيدة وسجن محمد بديع مرشد الإخوان وكل نوابه ما عدا محمود عزت الذي أصبح مرشدا مؤقتا للجماعة.

خرج إبراهيم منير في أكثر من لقاء إعلامي من مقر تواجده في لندن أمام الرأي العام العالمي يؤكد رغبته في عقد مصالحة مع مصر ويشدد على إدانته لكل العنف والعمل المسلح الذي ضرب مصر منذ أن تم عزل الجماعة شعبيا بثورة 30 يونيو المجيدة إلا أنه وفي رسائله الموجهة لشباب الإخوان دائم الهجوم على مصر ونظامها السياسي القائم حاليا داعيا أعضاء جماعته لاستمرار حربهم على الدولة بكل الصور والوسائل.

ترديد "إبراهيم منير" نغمة المصالحة مع النظام كل فترة ورغم ما تسببه له من هجوم شرس من أعضاء الجماعة ألا أنها ضرورية جدا من أجل تصدير صورة للعالم عن سلمية الإخوان المزعومة ورفضهم التام للصدام مع أي دولة في العالم، وهذا كله بغرض ألا تفكر أي من دول أوربا في السير على نهج الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى بشكل قوي في الفترة المقبلة لحظر نشاطات الإخوان على أراضيها.

يذكر أن إبراهيم منير عقد عدة جلسات استماع داخل مجلس العموم البريطاني للتأكيد على سلمية الجماعة وعدم ارتكابها أي عنف في مصر متناسيا مئات المصريين الذين تسبب الإخوان في موتهم سيان من خلال تفجيراتهم الإرهابية أو من خلال عملياتهم المسلحة.


محمود حسين
محمود حسين أمين عام الجماعة ثعبان إخواني من نوع مختلف، فعلى الرغم من كونه أحد أكثر الراغبين من داخل الإخوان على عقد مصالحة مع النظام المصري الحالي بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ألا أنه وفي الوقت ذاته لم يعلن ولو لمرة واحدة أي مبادرات من خلاله من أجل عقد مصالحة بين الدولة والإخوان.

"حسين" وبعد أن أصبح أكثر القيادات الإخوانية إثارة للجدل بسبب رغبتهم في السيطرة على الجماعة وتهميش كل معارضين، يستخدم استراتيجية العرائس المتحركة حيث أنه كل فترة يصنع عروسة جديدة تدعو للمصالحة من خلاله لجس نبض الدولة والإخوان وفي حالة وجود تأييد ولو نسبي من الطرفين يبدأ هو بنفسه تفعيل مبادرة المصالحة وهو في الخفاء أيضا حتى إتمامها.

أبرز العرائس التي صنعها الثعبان الإخواني محمود حسين من أجل المصالحة مع الدولة هو عمرو فاروق نائب رئيس حزب الوسط الذي ظل في مصر فترة طويلة جدا بعد ثورة 30 يونيو المجيدة رغم تأييده للإخوان، وطوال هذه الفترة عقد اجتماعات مع كل أصحاب المبادرات التي خرجت في هذه الفترة من أجل الصلح بين الدولة والإخوان في المقطم بمقر حزب الوسط، وكان أبرز من جلس معهم في تلك الفترة الدكتور حسن نافعة الذي أطلق أحد مبادرات المصالحة، ومن بعده عمرو عمارة المنشق عن الإخوان والذي أطلق هو الآخر مبادرة للمصالحة لم ترى النور من الأساس.

وبعد فترة قضاها "فاروق" في مصر هرب منها إلى تركيا ومنها إلى لندن داعيا مرة أخرى وفي الخفاء للمصالحة محاولا التواصل مع قيادات إسلامية محسوب على ثورة 30 يونيو المجيدة لإقناع النظام بالمصالحة مع الإخوان، وعلى رأس تلك القيادات الدكتور كمال الهلباوي الذي رفض أكثر من مرة مجرد التواصل مع فاروق أو الجلوس مع مندوبه، ومن ضمن الشخصيات السياسية أيضا التي استغلها نائب رئيس حزب الوسط بأوامر أمين عام الإخوان من أجل الترويج للمصالحة بين الدولة والجماعة محمد عبد الوهاب منسق تحالف شباب الوفاق الوطني وعرضت الجماعة عليه الاعتراف بالنظام، والاعتذار عما ارتكبوه في مصر منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن مقابل السماح لهم بالعودة إلى مصر دون ملاحقة أمنية والإفراج عن قيادات الجماعة الغير متورطين في أي من أعمال العنف، الأمر الذي رفضته الدولة ضاربة بمحاولات "محمود حسين" الخبيثة عرض الحائط.


محمود عزت
مرشد الإخوان الهارب محمود عزت كانت له مساعي هو الآخر من أجل المصالحة مع الدولة حيث سرب شباب الإخوان مبادرة سرية له أعلن فيها استعداده للاعتراف بالنظام المصري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والاعتذار للشعب عن أقطاب الجماعة، واعتزال الإخوان العمل السياسي والدعوي والاجتماعي لمدة 10 سنوات في مقابل التوقف عن ملاحقة الجماعة أمنيا والإفراج عن قياداتها.

لم ينفِ عزت هذه المبادرة بعد تسريبها رغم إصداره أكثر من رسالة خاصة بها عن الأوضاع في مصر ألا أنه فيهم لم يدع للمصالحة بل دعا لاستمرار الحرب على الدولة.


شخصيات أخرى
شخصيات إخوانية كثيرة ليس له ثقل من حيث القيادة داخل الجماعة حاولت الصلح مع الدولة وكان على رأس هؤلاء محمد علي بشر الوزير في حكومة هشام قنديل الذي حاول بشتى الطرق إجراء تلك المصالحة قبل أن يتم القبض عليه وإيداعه في السجن.

ليس هو فحسب بل سعى على فتح الباب زعيم الأغلبية السابق للإخوان داخل مجلس الشعب لفكرة المصالحة بين الدولة والجماعة ألا أنه تراجع عن الفكرة بعد الهجوم الشرس من الإخوان عليه مقررا اعتزال العمل العام والبقاء في منزله بعيدا عن أي مبادرات.

ومن ضمن تلك الشخصيات أيضا محمد العمدة النائب البرلماني السابق الذي قرر فور خروجه من سجنه محاولة عقد اجتماع مع رئيس الوزراء المصري السابق إبراهيم محلب ووزير العدالة الانتقالية وقتها لإقناعهم بفكرة المصالحة مع الإخوان مقابل الإفراج عنهم من السجون والسماح لهم بالمشاركة في العمل الدعوي والاجتماعي فقط، الأمر الذي فشل فيه العمدة فقرر الهجوم على النظام من خلال مقر إقامته بأسوان بعد حملة التشويه التي طالته من أعضاء الجماعة.


صهر الشاطر
أما آخر الثعابين الإخوانية التي دعت للمصالحة فكان أحد أفراد أسرة زعيم الصقور داخل الإخوان خيرت الشاطر وهو محمد الحديدي صهر الشاطر وزوج ابنته عائشة والذي خرج مؤخرا على شاشة قناة الشرق الإخوانية يدعو إلى ضرورة عقد مصالحة وطنية شاملة بين الدولة والإخوان وانهاء الصدام السياسي المشتعل حاليا بينهما.

وقد شنت اللجان الإلكترونية الإخوانية هجوما شرسا على صهر الشاطر بسبب دعوته للمصالحة متهمين خيرت الشاطر نفسه بوقوفه وراء تلك المبادرة بعد أن تم تجميد كل أمواله وسجن جميع أبنائه، مما دفعه للتفكير في المصالحة لإعادة أملاكه والحصول على حريته وحرية أبنائه من داخل السجن.