السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الجماعة تركع.. 7 عروض للصلح مع الدولة خلال ثلاثة أشهر أحدثهم وثيقة "عزت".. خبراء: الإخوان انتهوا إلى يأس.. الهلباوي: وثيقة خبيثة.. برلمانيون: مناورة للهرب من اعتبار الجماعة "إرهابية"

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الدم المصري غالٍ، جماعة الإخوان لا تريد أن تفهم ذلك، تقتل وتسفك الدماء وتخرب المؤسسات وتعود لتعلن التوبة الزائفة طالبة التصالح مع الدولة، خلال ثلاثة أشهر خرج نحو 7 عروض صلح مع الدولة، أحدثهم وثيقة "عزت" التي فور الإعلان عنها وقع الانقسام بين صفوف التنظيم، بعضهم مؤيد للوثيقة، والبعض الآخر يُصر على الغرور والكبرياء والدم، خبراء في ملف الحركات الإسلامية علقوا قائلين: "الإخوان وصلوا إلى محطة اليأس"، وبرلمانيون أكدوا أن الشعب فقط من يملك ورقة التصالح مع جماعة الشرك الأكبر، وأن الوثيقة مجرد حيلة الآن للهرب من اعتبار الجماعة إرهابية.

كانت أزمة انقسامات قد تصاعدت في الساعات القليلة الماضية بين أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، بعد الوثيقة التى أعدها مجلس شورى الإخوان، بقيادة محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام للجماعة، وأعلن من خلالها التصالح مع الدولة، مقابل عودتهم للحياة السياسية والاجتماعية، وتكييف أوضاعها مع الواقع الحالي، حيث أعلن وجدي غنيم، استقالته من الجماعة، بسبب عدم وضوح قرارات الجماعة وغياب الشفافية، كما هدد يوسف القرضاوي، بتجميد عضويته من التنظيم الدولي للجماعة، حال عدم التراجع عن تلك الوثيقة، والموافقة عليها فى اجتماع مجلس شورى جماعة الإخوان، المقرر انعقاده نهاية الأسبوع الحالي.
وتوقع خبراء الإسلام السياسي حدوث انشقاقات كثيرة في الجماعة، وانسحاب العديد من قيادتها نتيجة الصراع بين الشباب على زعامة التنظيم.

وقال كمال الهلباوي، المنشق عن جماعة الإخوان: إن الجماعة تمر حاليا بصرعات بين 3 تيارات "الإخوان القطبيون" والذين يعترفون ويقرون باستخدام العنف ويشاركون فيه، و"الطائفة التائهة أو الضالة" التي لا تعرف أين هى من أحداث الجماعة والصدام مع الدولة، و"الإخوان المعتدلون" والذين يرفضون العنف شكلا وموضوعا.
وأشار الهلباوي إلى أن "استقالة وجدي غنيم توضح مدى الانشقاقات التي حدثت في صف الجماعة، وكيف صارت متشرذمة داخليا بين القضبين المهميين، قضب الحرس القديم والتي يقوده محمود غزلان، وهو رجل خيرت الشاطر والمعروف "بالرجل الحديدي" والذي كان له دور كبير في إقصاء محمد حبيب من الجماعة، بمعاونة الشاطر والكتاتني وعصام العريان، وتيار الشباب والذي يمثل القيادة الجديدة والتي يترأسها الآن محمود عزت والذي كان مكلفًا بعمل جيل جديد من الجماعة يستخدم العنف بعد عزل محمد مرسي. 
وأوضح الهلباوي، أن الصراع الفعلي في الجماعة يدور حول زعامة تنظيم الإخوان، وكل النزعات بين أفراد الجماعة على القيادة يتمثل في ضغط شباب الإخوان لإقصاء القيادة القديمة، وبالتالي هناك مساعٍ لإجراء انتخابات قريبة لتشكيل مكتب إرشاد جديد وتشكيل لجنة جديدة تسمى بـ"لجنة الأزمة"، لافتًا إلى أن القيادة القديمة كانت غير راضية عن التغيرات الجديدة، وهو ما جعلها تبتعد عن الأضواء لتعود وتشكل مكتب إرشاد جديد يترأسه محمود عزت، ويضم 7 قياديين آخرين وهو ما ترفضه القيادة الجديدة والتي تعتبر أن محمد بديع ما زال هو المرشد.

فيما أكد إسلام الكتاتني، الباحث فى الحركات الإسلامية، كثرة الانشقاقات داخل الجماعة ودلل باستقالة وجدى غنيم، قائلًا: إنها توضح كثرة الخلافات، كما أن تنظيم الإخوان فى الوقت الحالى تتصاعد فيه الخلافات الداخلية بين جبهتى محمود عزت القائم بأعمال المرشد "محمد بديع"، ومحمد كمال الذى أعلنت وزارة الداخلية مقتله منذ الشهور الماضية، موضحا أن هذه الاستقالة سينتج عنها انشقاق عدد كبير من قيادات الإخوان، وشبابهم خلال الفترة المقبلة، نظرًا لما يتمتع به وجدى غنيم من شعبية داخل تنظيم الجماعة، واصفا مبادرات الصلح من جانب الإخوان بمرحلة "التركيع" والتراجع بعد الانزلاق في دوائر اليأس.

وأرجع إبراهيم الزعفراني، الباحث فى التيارات الإسلامية، أسباب استقالة وجدي غنيم، لشعوره أن الكلمة أصبحت في يد شباب الجماعة، مشيرا إلى أن هذه خطة مثمرة لاستيعاب طاقات الشباب الغاضبين وإعطائهم مسئولية ميدانية، وذلك لتصدير غضب الشباب إلى النظام وليس إلى الجماعة، بعيدًا عن فكرة السمع والطاعة، وتسير مندفعة إلى العنف.
وأكد أنه لا أحد يستطيع أن يتوقع ما سيحدث عن الحسم التنظيمي لجماعة الإخوان، فالقيادة القديمة مازالت تتحكم في مصادر تمويل الجماعة والعلاقات الخارجية بينما القيادة الجديدة تستند إلى الشباب وتهتم بالقنوات الإعلامية للإخوان.
فيما رفض برلمانيون فكرة المصالحة، ووثيقة الجماعة الجديدة، وقال أمين مسعود، عضو مجلس النواب: إن الخصومة ليست بين الحكومة والإخوان، ولكن بين الشعب والتنظيم، مؤكدًا انه هو صاحب الرأي الأخير فى قرار المصالحة. 
وأشار إلى أن الوثيقة لا تختلف عن التصريحات التى تطرحها الجماعة وقياداتها من حين لآخر، مشيرا إلى أن أهدافها غير واضحة أو محددة، معتبرًا أن الهدف من تصريحات الوثيقة الآن، هو التغطية على الأزمة الداخلية للجماعة وعدم اعتبارها كيانًا إرهابيًّا فى أمريكا.

وكان وجدى غنيم أحد أعضاء جماعة الإخوان، قد أعلن انشقاقه عن تنظيم الإخوان، مشيرًا إلى أنه جمد عضويته نهائيًا حتى تعود للوضوح والشفافية فى القرارات والمواقف، وخاطب غنيم الإخوان قائلًا: "إخوانى الأعزاء فى جماعة الإخوان يعلم الله مدى حزني وأسفى وأنا أبلغكم بقراري النهائي بتجميد انتمائي لجماعة الإخوان، حتى تعود إلى ما تربينا عليه من ثوابت وحتى تعود إلى الوضوح والقوة والشفافية فى القرارات والتصريحات والمواقف فللأسف وضعتنا الجماعة فى مرمى السهام والانتقاد بتصريحات ومواقف لا تليق بتاريخ الجماعة ولا بمكانتها.
وكانت الوثيقة ذكرت أن هناك خطا أحمر دوليا يرفض عودة الإخوان للسلطة في مصر، بسبب اقتناع عدد كبير من الدول بأن مشروع الجماعة يشكل تهديدا للمصالح والقيم الغربية.