تعكف حركة "حماس" الفلسطينية، على صياغة المسوَّدة النهائية لوثيقتها السياسية الجديدة، وسط تسريبات إعلامية تؤكد إعلان الحركة تفاصيل الوثيقة في مؤتمر صحفي بالعاصمة القطرية الدوحة، وكانت الحركة قد فرضت تكتمًا شديدًا بشان الوثيقة، في الوقت التي تشير تكهنات إعلامية بفك ارتباطها عن جماعة الإخوان المسلمين، وكان أبرز الشواهد المؤكدة لهذا الطرح محاولة الحركة التبرأ من جماعة الإخوان المسلمين، عبر نشرها فيديو للشيخ أحمد ياسين أحد قادة حماس في ذكراه مؤخرًا يؤكد أن الحركة خرجت من رحم الجماعة، لكن لا يوجد بينها وبين الإخوان في مصر أي علاقات أو ارتباطات تنظيمية.
وتأتى تلك الخطوة بالتزامن مع تصريحات قادة حماس التي لم تنف بشكل قاطع التسريبات التي خرجت من القادة حول فك الارتباط، في الوقت الذى شكك فيه عدد من الخبراء في نية "حماس" اختيار قطر نقطة الانطلاق، وهو ما ينسب النوايا الحسنة لمد جسور التقارب مع النظام المصري، لأن الأولى أن تعلن الوثيقة من مصر وليست قطر.
الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أكد أن اختيار الدوحة نقطة انطلاق لإعلان وثيقة الإخوان، يعبر عن تناقض داخلي يشكك في نوايا الحركة أكثر ما يدفع باتجاه المسار الصحيح، مضيفًا، في تصريحات خاصة، لـ"البوابة"، أن فك ارتباطها مجرد مناورة لفك العزلة التي تتعرض لها في ظل الحصار الإسرائيلي.
في السياق نفسه أكد طارق البشبيشي، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، في تصريحات خاصة، لـ"البوابة"، أن حركة "حماس" قد تلجأ إلى فك الارتباط عن الإرهابية، كمحاولة للخداع لفك العزلة التي تتعرض لها، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن هذا الأمر وارد بشكل كبير بعد فشل الإخوان قبيل الربيع العربي، وإجهاض مشروعها.
ولفت "البشبيشى" إلى أن حماس بين شقي رحَى إسرائيل والسلطة الفلسطينية من جانب، وبين توجهات النظام المصري، والأخير يكره الحركات الإسلامية التي مارست العنف في السابق، وواجهت الدولة المصرية بالإرهاب.
وتوقع "البشبيشى" أن تقوم حماس بفك ارتباطها بالإخوان، لترسخ أنها مجرد حركة محلية لتحرير الأرض، مثلما فعلت حركة النهضة في تونس، وإخوان المغرب والجزائر، عبر نقاش بين قياداتها للوصول لتلك القناعة لكسر العزلة، داعيًا النظام المصري لاستثمار فك الارتباط إذا قادته "حماس" لصالحها.
وقال على بكر، الباحث في الحركات الإسلامية: إن إقدام "حماس" على فك الارتباط بالإخوان ضرورة يفرضها الواقع، في ظل الحصار الذى يواجه الحركة بسبب لانتمائها للإخوان، والتي ينظر الغرب والعالم لها على أنها إرهابية وتنتهج العنف، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن اقدام الحركة على فك الارتباط قد يتسق مع الظروف السياسية التي قد تجعل "حماس" تتمسك بمكاسبها حتى لا تخسر إقليميًّا، وتحافظ على التماسك الفكري إذا اختل وضع التوازنات، مضيفًا: "الكرة في ملعب حماس الآن وعليها الاختيار".
