ارتفعت أسعار الخضراوات بصورة جنونية، بالتزامن مع الارتفاع الهائل
لباقي السلع كالسكر والأرز واللحوم والأسماك، واقتراب الاحتفال بعيد شم النسيم، في
الوقت الذي تعمل فيه الحكومة جاهدة لخفض الأسعار التي زادت زيادة جنونية بعد
ارتفاع أسعار الدولار مقابل الجنيه المصري في السوق الرسمية، نتيجة القرارات
الاقتصادية الأخيرة.
«البوابة نيوز» أجرت جولة تفقدية على عدد من الأسواق للتعرف على أسعار
الخضراوات والفاكهة، والتي أصيبت بحالة من الركود بعد ما شهدته من زيادة الأسعار
بالتزامن مع اقتراب شم النسيم.
«مجنونة يا قوطة»
«مواطن»: «استأذنك ممكن طماطماية علشان السلطة»، «البائع»: «الواحدة
بـجنيه، أنت عارف الكيلو بـ10 جنية»، هكذا أصبح الحوار الدائر بصفة يومية بين
المواطنين والبائعين في أسواق الإسكندرية.
وصل سعر كيلو الطماطم إلى 10 جنيهات، بعد ما كان بـ3 جنيهات للكيلو
الواحد، وسط حالة من الاستياء وسط المواطنين.
قال أحمد حمدي، عامل: «بعدما وصل سعر كيلو الطماطم إلى 10 جنيهات،
فاضطرت أني أشتري طمطماية واحدة بـجنيه علشان أحطها بجانب الفول أو الجبن».
وأضاف: «دلوقتي علشان أعمل طبق سلطة مكون من طمطماية وخيارة وبصلاية
وحزمة جرجير ادفع فيهم 9 جنيهات، يرضي مين جشع البائعين دا".
واتفقت معه، «الحاجة عطيات»، خلال جولتها بسوق شيديا بكامب شيزار،
وقالت: «كل حاجة سعرها زاد سواء الخضار أو الفاكهة أو الفراخ أو اللحمة أو السمك،
وحجة البائعين دائمًا الدولار».
وأضافت: «إحنا متعودين دائمًا قبل قدوم شم النسيم والمناسبات زي شهر
رمضان، بيتم زيادة جنونية في أسعار الخضار والفاكهة بشكل كبير».
وأشارت إلى: «أغلبنا بقى بيشتري الفراخ واللحوم من المجمعات
الاستهلاكية؛ لأنها الأقل سعرًا من الأسواق، والحل تشديد الرقابة على البائعين».
وبينما تشهد باقي أسعار الخضراوات زيادة محدودة منها الخيار بـ7
جنيهات، والبطاطس بـ6، والباذنجان بـ7، والبصل الأبيض بـ6 والأحمر بـ8 جنيهات، والبسلة
بـ6 والكوسة بـ8 جنيه، والفاصوليا بـ12 جنيهًا.
وبالنسبة للفاكهة، شهدت زيادة ملحوظة في أسعارها، حيث يصل سعر
اليوسفي 10 جنيهات، والتفاح بـ17، والبرتقال بـ8، والخوخ بـ15، والبطيخ بـ20.
السمك
بعد جولة على الخضار والفاكهة، انتقلنا إلى سوق الميدان بمنطقة بحري
الذي يشتهر ببائعي السمك، التي شهد حالة من الركود بعد غلاء الأسعار،
إذ وصل سعر السمك البلطي المتوسط من 35 إلى 40 جنيهًا للكيلو الواحد،
والبوري إلى 60، بينما الجمبري والسبيط والأسماك البحرية «حدث ولا حرج»، عن ارتفاع
أسعارها.
وكانت «الحملة الشعبية تراقب الإسكندرية»، أطلقت حملة لمقاطعة
الأسماك بالمحافظة، بعد ارتفاع سعر الأسماك بجميع الأسواق ومنافذ بيع الأسماك.
وقال محمد توفيق، مسئول الحملة الشعبية، إن الهدف من تلك الحملة، هو
الضغط على تجار الأسماك للحد من ارتفاع أسعارها المبالغ فيه جدًا، ولا يتناسب أبدًا
مع متغيرات تكاليف ومستلزمات صيد الأسماك البحرية أو النيلية المحلية، وليس لهم
علاقة نهائيًا لمبرراتهم الواهية بتحرير سعر الصرف وارتفاع سعر الدولار.
وأضاف «توفيق»، أن السمك يعتبر وجبة رفاهية مع الوضع الاقتصادي الآن لأغلبية
الشعب المصري، وليس من الأساسيات لإمداد الجسم بالعناصر الأساسية المهمة والعديدة
بتلك الوجبة التي يعشقها الشعب المصري جميعًا وخصوصًا سكان المدن الساحلية.
وأشار إلى: «أقل وجبة أسماك في أي مطعم من المطاعم المنتشرة
بالإسكندرية لا تقل عن 1000 جنيه للأسرة الواحدة المتوسطة، وارتفاع أسعارها بالأسواق
الشعبية المبالغ فيه جدًا، مما يؤدي إلى حرمان الأسرة المصرية المحدودة الدخل من
تناولها؛ لعدم تمكنهم من الحصول على تلك الوجبة وإعدادها حتى بالمنازل، وأصبح
التمتع بالأسماك البحرية بالإسكندرية، قاصر على النظر فقط وليس الأكل».
وأضاف: «يشارك كل سكندري بل كل مصري في تلك الحملة للحد من الارتفاع
الرهيب والمستمر للأسماك، وخصوصًا أن لها صلاحية ضعيفة جدا لا تتعدى سوى أيام
معدودة، حتى بعد وضعها داخل ثلاجات، وسيضطر كل تجار الأسماك للعودة مجددًا ﻷسعارها
القديمة المناسبة بفعل الاستجابة والمشاركة في حملة مقاطعة الأسماك».
المجمعات الاستهلاكية
بعد غلاء أسعار الخضراوات والفاكهة واللحوم والفراخ في أسواق
المحافظة، الأمر الذي أدى إلى عزوف المواطنين عن الشراء واتجاههم إلى المجمعات
الاستهلاكية في عدد من المناطق المختلفة، فضلًا عن السيارات التوزيع في الشوارع.
فيما تدفع شركة الإسكندرية للمجمعات الاستهلاكية بعدد من سيارات
التوزيع بمناطق مختلفة لعرض خضار وفاكهة بأسعار مخفضة تصل لـ30%، بالإضافة إلى
الفراخ، والتي تشهد إقبال كبير من المواطنين عليها.
وأصدر المفوض العام لشركة الإسكندرية للمجمعات الاستهلاكية المهندس
موسى إبراهيم موسى تعليماته بمشاركة الشركة بأكبر قافلة لعام 2017 بهذا المعرض «لا
للغلاء»؛ للتخفيف من أعباء المواطن السكندري ويستمر المعرض لمدة 10 أيام بأرض ساحة
مسجد رشاد عثمان بشارع الأمير لؤلؤ بالقباري أمام مستشفى القباري العام.
من جانبه، قال جمال زقزوق، رئيس جمعية حماية المستهلك بالإسكندرية،
إن 70% من السلع المعروضة بالأسواق بأزيد من سعرها الطبيعي.
وأرجح «زقزوق» السبب في ذلك، ما وصفه بـ«جشع التجار»، بشأن ارتفاع ملحوظ في أسعار السلع بشكل غير مسبوق داخل الأسواق، مشيرًا إلى أن المواطنين يحاولون إيقافه من خلال شن عدد من حملات المقاطعة.
