الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الفرنسي في لقائه النائب عبدالرحيم علي: السيسي أنقذ العالم من شرور الإخوان.. مصر وفرنسا يدافعان عن القيم الحضارية ضد الإرهاب.. آن الأوان لنتخلص من التبعية لـ"أمريكا"

الدكتورعبد الرحيم
الدكتورعبد الرحيم على وزعيم الاغلبية بمجلس الشورى الفرنسى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حاوره في باريس: عبدالرحيم علي
ليس من السهل مقابلة شخصية بقيمة زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الفرنسي "برونو روتايو" في مثل هذا التوقيت والظروف الراهنة، فبطبيعة الحال مشاغل الرجل كثيرة بعد إعلان قائمة المرشحين النهائية، وبدء العد التنازلي للانتخابات الفرنسية التي ستُجرى يوم ٢٣ من شهر أبريل الجاري، لكن "برونو روتايو" رحب بلقائنا في مكتبه الكائن بمبنى مجلس الشيوخ الفرنسي العريق.

روتايو الذي يعتبر الذراع الأيمن للمرشح الجمهوري فرانسوا فيون، والرجل الثاني في الحزب الجمهوري العريق، شدد في البداية على تقدير الجمهوريين برئاسة فرانسوا فيون لمصر وزعيمها عبدالفتاح السيسي، مؤكدا "الجنرال السيسي أنقذ العالم والمنطقة من خطر الإخوان".
وخلال اللقاء حرص روتايو على إبداء التقدير لدور مصر المحوري، قائلا: "نُقَدِّر كثيرًا دور مصر الإقليمي والدولي، والقيم التي تدافع عنها، فهي وفرنسا يملكان نفس الرؤية الحضارية للعالم، آملين أن يفوز فرنسوا فيون بالانتخابات حتى تستعيد فرنسا دورها في المنطقة".
بادرته بتوضيح أنني أتيت لمحاورته كصحفي مصري مستقل وبرلماني لا أنتمي إلى أي أحزاب، وبدافع الخوف على مستقبل بلد طالما حملنا له مشاعر خاصة، وبعد أن شكرته على المقابلة، سائلًا إياه: بحكم خبرتي الكبيرة في التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين وبعد معركة طويلة وشرسة ضد التنظيم لتحرير مصر منه، فإن المعلومات التي لدي تؤكد وجود توجه قوي للتنظيم لنقل نشاطه الدولي إلى فرنسا.. فما هي خطط الحزب الجمهوري خاصة مرشحه للرئاسة فرانسوا فيون في مواجهة مثل تلك التهديدات؟
وكانت إجابة روتايو حاضرة وسريعة بقوله: إن فيون نشر كتابًا العام الماضي بعنوان "هزيمة الشمولية الإسلامية" دار في مجمله حول الحرب ضد التطرف، وهذا الكتاب أحدث ضجة كبيرة في فرنسا، فهو يعرف جيدًا تلك التهديدات وفي خطبه دائمًا ما يشير إليها وإلى ضرورة تفكيك تلك المنظمات، وكذلك التنظيمات التابعة لها، وفي هذا الإطار أعتقد أنه سيكون بيننا وبينكم تعاون كبير سواء مصر أو الإمارات أو أي بلد في الشرق الأوسط تواجه تلك التنظيمات الإرهابية؛ من أجل تكثيف الجهود نحو محاربة الإرهاب.
وبلهجة حاسمة، أضاف: أعتقد أن هذه الحرب ستكون طويلة، فعلى المدى القصير هناك حرب عسكرية على الإرهاب وهي قاربت على الانتهاء، ولكن على المدى الطويل هناك حرب أيديولوجية، ستستغرق وقتًا طويلًا، وتحتاج إلى تكاتف الجهود بين مصر وفرنسا.
قلت له: نعتقد أن نجاح اليمين الفرنسي سوف يسهم في حدوث تعاون كبير بين فرنسا والمنطقة العربية؛ من أجل دحر الإرهاب وخروج المنطقة من دوامة العنف، ونأمل أن نرى ذلك التعاون بين فرنسا وقادة المنطقة مثل السيسي والشيخ محمد بن زايد قريبًا للمساهمة في القضاء على الإرهاب وإنهاء هذه الحقبة الدموية.
ورد زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الفرنسي قائلا: حاليًّا فرنسا غائبة عن المنطقة على المستوى السياسي والجيوسياسي.. فمع الأسف ترك الرئيس الحالي بعض الفراغات، ودار في فلك أمريكا كثيرًا ونأمل أن يلعب فيون دورًا حال فوزه في إعادة الدور الفرنسي للمنطقة، وسوف نقوم بإحداث التوازن بين الدورين الأمريكي والروسي في المنطقة، ولذلك أعتقد أن صوت فرنسا هو الصوت المعتدل الذي تنتظره المنطقة في الوقت الراهن؛ لأنه سيكون الصوت الذي يعيد التوازن لقضايا المنطقة، ونحن متعجلون لإعادة هذا الدور، ففرنسا الآن للأسف أصبحت تابعة للرؤية الأمريكية بشكل لم يحدث من قبل، لذا فإن الجمهوريين ورئيسهم فرانسوا فيون سيعملون على استعادة الدور الفرنسي المعتدل في المنطقة.
ولما سألته "ما أهم أولوياتكم في المنطقة إضافة إلى مواجهة الإرهاب بالتعاون مع قادة المنطقة؟"، أجاب: هناك قضية أخرى مهمة تشغلنا وهي وضع الأقليات في المنطقة، ففرنسا طوال تاريخها كانت لها علاقات مميزة مع الدول التي تحمي الأقليات، وأنتم في مصر لديكم الأقباط الذين يمثلون رقمًا مهمًا، وفيون دائما ما يصرح أن مسيحيي المنطقة في العراق وسوريا وغيرها مضطهدين من قبل الإرهابيين، ولذا فنحن كجمهوريين نشجع وجود علاقات مهمة ومميزة مع تلك البلدان، خاصة مصر للعمل على حماية الأقليات من هجمات الإرهابيين كما يحدث في العراق وسوريا، وهذه القضية ستصبح قضيتنا المحورية حال فوز فيون.
إلى هنا انتهى الحوار، لأختم لقائي مع زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الفرنسي، بالإعراب عن أمنياتي بتحقيق نتيجة مهمة وعادلة للجمهوريين الذين طالما حكموا فرنسا طوال عقود طويلة، وبدوره بادلني الشكر على الزيارة، متمنيًا أن نلتقي عقب فوز المرشح الجمهوري فرانسوا فيون بالانتخابات الفرنسية سواء عند زيارتهم لمصر ولقائهم بالرئيس عبدالفتاح السيسي أو عند استقبال الرئيس المصري في باريس.