الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

مشيرة خطاب تواجه نفس أسباب خروج فاروق حسني من "اليونسكو"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تُعتبر منظمة اليونسكو أحد أهم أجهزة منظمة الأمم المتحدة المعنية بالتربية والثقافة والعلم والاتصال، والتي تعمل على بناء حصون السلام في عقول البشر بديلًا للحروب التي تولدت في خضم الحرب العالمية الثانية، حيث ينص قانونها التأسيسي في ديباجته على أنه "لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر ففي عقولهم يجب أن تبني حصون السلام".
وخاضت مصر سباق المنافسة على منصب الأمين العام للمنظمة الدولية عام 2009 ودفعت بوزير الثقافة الأسبق فاروق حسني.
ودارت الأيام دورتها ودفعت مصر في هذه الانتخابات بالدكتورة مشيرة خطاب للمنافسة على نفس المنصب؛ إلا أن التحديات هذه المرة أقوى، والصراع أشرس، والضرب تحت الحزام أكثر، والمناخ أكثر ضبابية.
وما يزيد الوضع سوءا على سوء، هو إصرار ثلاثة دول عربية على الدفع بمرشحين لهم للمنافسة على نفس المنصب وهم حمد بن عبدالعزيز الكواري من قطر، وصالح الحسناوي من العراق، وفيرا خوري لاكويه من لبنان؛ بالإضافة إلى 4 مرشحين آخرين وهم فولاد بلبل أوغلو، من أذربيجان، وفام سان شاو من فيتنام، وكيان تانغ من الصين، وجوان ألفونسو فونتسوريا من جواتيمالا.
فضلا عن إصرار فرنسا على ترشيح اليهودية أودري أزولاي، وزيرة الثقافة والاتصالات، وهي لا يتجاوز عمرها 45 عاما، لتكون بذلك الأصغر سنا بين جميع المرشحين، وأقوى المرشحين لاقتناص منصب الأمين العام لليونسكو.
ويبدو أن العرب في حالة حرجة اليوم، ما يجعل فرصة المرشحة الفرنسية الأقوى في المنافسة، حيث لدى العرب 7 أصوات، ستعطي 4 دول أصواتها لمرشحيها، ويتبقى 3 فقط، بينهم المغرب، التي يرجح تصويتها للمرشحة الفرنسية كون أصولها مغربية.
ومن المقرر أن يجرى الاستماع إلى المرشحين التسعة لمنصب المدير العام لليونسكو خلال الجلسة الحادية بعد المائتين للمجلس التنفيذي، يومي الأربعاء 26 إبريل والخميس 27 إبريل من العام الجاري، وهو بمثابة صافرة انطلاق المعركة.
ومن المفترض أن يتم اختيار الشخص الذي سيرشحه المجلس التنفيذي عن طريق الاقتراع السري خلال تصويت سيجري تنظيمه أثناء الجلسة الثانية بعد المائتين للمجلس، والتي ستعقد في أكتوبر المقبل، وبعد ذلك، يتولى رئيس المجلس التنفيذي مهمة إعلام المؤتمر العام خلال دورته التاسعة والثلاثين، والتي ستعقد في شهر نوفمبر باسم المرشح، الذي اختاره المجلس.
ومن هنا يتبين لنا أن المنافسة هذه الدورة أشرس بكثير من الدورات الماضية، وحتى تتضح الصورة بشكل أوضح ننشر خلال السطور التالية جزءا من دراسة هامة للشاعر والباحث د. أحمد عجاج، حول كواليس انتخابات 2009، يمكن لصانع القرار أن يستفيد مما جاء بها خلال هذه الانتخابات التي يتم الاستعدادات لهاالمتابعين بضرورة إيجاد استراتيجية جديدة والتخطيط جيدا للفوز بالمنصب الدولي..


وفيما يلي نص الدراسة التي أعدها الباحث أحمد عجاج..
المجلس التنفيذي 
يعد المجلس التنفيذي بمثابة مجلس إدارة منظمة اليونسكو حيث يقوم بإعداد أعمال المؤتمر العام ومتابعة وتنفيذ قراراته، ويبلغ عدد أعضاء 58 عضوًا ويعود إليه الإشراف على عملية التصويت وإنتخاب المدير العام.
ويعمل بالمنظمة حوالى 2100 موظف ينتمون إلى 170 دولة و700 موظف أخرين يعملون بمكاتبها في مختلف أنحاء العالم وقد أنشأت 174 دولة من الدول الأعضاء وفودًا دائمة لها في المقر الرئيسي لليونسكو في باريس وترعي اليونسكو 7900 مدرسة في العالم لإعداد جيل يقبل بروح التسامح والتفاهم الدولى، كما ترتبط بحوالى 229 منظمة غير حكومية والعديد من المؤسسات الدولية التي تعمل في مجال السلام والتعليم والثقافة والاتصال والتنمية بالإضافة إلى المجموعات البرلمانية والخبراء في جميع أنحاء العالم، ويمكن القول.. أن اليونسكو تصنع وتحدد فكر وثقافة العالم وتعتمد في ذلك اللغات الإنجليزية والفرنسية والروسية والأسبانية وأيضا العربية والصينية.
نظام الانتخابات:
وتجرى انتخابات اليونسكو على مرحلتين: المرحلة الأولى ويتم فيها أولًا إجراء مقابلات شخصية مع كل المرشحين لمنصب المدير العام حيث يعرض كل مرشح برنامجه وتوجهه للنهوض بالمنظمة في حال فوزه بالانتخابات حيث يقدم عرضًا شفويًا مدته 20 دقيقة يطرح عليه أعضاء المجلس التنفيذي 6 أسئلة ويجيب عنها المرشح بأحدي اللغتين الإنجليزية أو الفرنسية ويكون زمن المقابلة لكل مرشح ساعة ويجب أن يجيب على كل تساؤل في دقيقتين أى أن هذه المقابلة بمثابة الاختبار الشفوي الذي يؤهل المرشح لخوض الانتخابات.
ثم بعد ذلك تجرى الانتخابات بالإقتراع والتصويت السرى طبقًا لنظام الأغلبيىة البسيطة على مدار 5 جولات وإذا لم يحسم أحد المرشحين الأمر في الجولة الأولى بحصوله على الأغلبية المطلوبة تعاد الانتخابات في الجولة الثانية وهكذا الأمر في الجولات الثالثة والرابعة حتي الجولة الخامسة والأخيرة والتي يقتصر فيها التنافس بين الأثنين الأعلى حصولًا على الأصوات في الجولات السابقة بصرف النظر عن نسبة الأغلبية البسيطة وفي حالة حدوث التعادل يتم إجراء عملية القرعة بينهما لاختيار مدير عام المنظمة ثم يرفع المجلس التنفيذي توصيته إلى المؤتمر العام بإعتماده كمدير عام جديد للمنظمة... أما المرحلة الثانية يصوت المؤتمر العام على مرشح المجلس التنفيذي وعادة ما يوافق المؤتمر على توصية المجلس حيث لم يسبق أن رفض المؤتمر العام توصية المجلس التنفيذي بشأن المدير العام الجديد.
المديرون السابقون:
ومنذ تأسيس اليونسكو تناوب على منصب مديرها العام تسع شخصيات وفقًا لانتماء المرشح لإحدي القارات الخمس أو المجموعات الإقليمية بها – وكان أول مدير عام للمنظمة البريطاني جوليان هكسلي (1946- 1948) ثم المكسيكي خايمي توريس بوديت (1948- 1952) ثم الأمريكيين جون. وتايلور عام 1952 ولوثر إيفانز (1953- 1958) والإيطالي فيتور ينوفيرونزي (1958- 1961) والفرنسي رينيه ماهيو (1961-1974) والسنغالى أحمد مختار أمبو (1974- 1987) والأسباني فيديريكو مايور (1987- 1999) وأخيرًا الياباني كويشيرو ماتسورا (1999 – 2009).
أفريقيا والعرب واليونسكو:
لدى أفريقيا في هذه الدورة 13 صوتًا ولدي العرب 7 أصوات بمجموع 20 صوتًا أى ما يعادل ثلثي عدد الأصوات المطلوبة للوصول إلى النصاب القانوني (50% +1) للفوز بالمنصب الدولى الرفيع الذى يتطلب حصول المرشح على 30 صوتًا من إجمالى 58 صوتًا هي عدد أصوات الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي.
يُذكر أن انتخابات عام 1974 لليونسكو قد فاز بها المرشح السنغالي الأفريقي أحمد مختار أمبو (1974 – 1987) لدورتين ممثلًا عن القارة الأفريقية وهي المرة الوحيدة والأولى التي يتولي فيها أفريقي منصب مدير عام اليونسكو.
أما انتخابات 1999 فقد خاض سباق الترشيح لها إثنين من العرب هم المصري دكتور إسماعيل سراج الدين مرشحًا عن إحدي الدول الأفريقية (بنين) وليست مصر ومن السعودية دكتور محمد القصيبي مرشحًا عن بلاده السعوديه وقد فاز في هذه الدورة الياباني "كويشيرو ماتسورا" لدورتين (1999 – 2009).
أهمية الانتخابات
تعود أهمية هذه الانتخابات للتوجه العام داخل المنظمة بإعطاء الفرصة لمرشح من المنطقة العربية والتي لم تتول من قبل إدارة اليونسكو ولما كانت الإرادة العربية ومعها الأفريقية ومنظمة المؤتمر الإسلامي متوحدة حول مرشح واحد هو المرشح المصري المعروف بإثارة الجدل حوله الأمر الذى أدى إلى احتدام الصراع للفوز بالمنصب الدولى الرفيع في حين أن انتخابات هذه المنظمة كانت تتم في الدورات السابقة في هدوء.
علاوة على تحفظات بعض الدول الكبرى ومنها الإدارة الأمريكية وإسرائيل واليابان وألمانيا على شخص المرشح المصري حيث طالبت واشنطن - أثناء إدارة بوش - مصر بالتقدم بمرشح آخر لكن إصرار النظام المصري على مرشحه فاروق حسني وزير الثقافة المصرية (لمدة 22 عامًا) أملًا في تغيير الموقف الأمريكي مع إدارة أوباما الجديدة الأمر الذى لم يحدث مما أعطي هذه الانتخابات أهمية خاصة أدت إلى ما يشبه الحرب العالمية الثالثة بين دول الشمال القوي ودول الجنوب التي توحدت إرادتها حول مصير مشترك.
المرشح المصري وانتخابات 2009:
أجواء الانتخابات:
شهدت الفترة التي سبقت الانتخابات بعض التجاوزات خاصة من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا واليابان تمثلت في الهجوم على شخص المرشح المصري وإنتقاده بشكل سافر وإتهامه بمعاداة السامية ورفض التطبيع والتشكيك في قدراته الإدارية للمنظمة والنهوض بها خاصة أنه كان الأوفر حظًا والأقوي مقارنة بمنافسيه الثمانية، فقد أعلن قبيل الانتخابات ضمانه 32 صوتًا الأمر الذى أدي إلى إحتدام الصراع وتحرك جميع الأطراف المناهضة له للحيلولة دون وصوله إلى المنصب الدولى الرفيع، وكانت هذه التحركات الدولية كالآتي:
إسرائيل:
كرست إسرائيل جهودها الخارجية وشنت حملة هجومية لتشويه صورة المرشح المصري أمام العالم مستغلة تصريحاته أمام البرلمان المصري عام 2008م، في الرد على نائب أصولى بحرق الكتب اليهودية في المكتبات المصرية ووصفه بالتعصب ومعاداة السامية علاوة على رفضه التطبيع الثقافي طول فترة ولايته 22 عامًا لوزارة الثقافة المصرية، الأمر الذى قابله المرشح المصري بالاعتذار عبر رسالة نشرت في جريدة الليموند الفرنسية والذى وصفه معارضوه بأنه جاء متأخرًا، مما أدي إلى هجوم داخلى عليه وإتهامه من قبل معارضيه داخل بلاده بتقديم تنازلات لإسرائيل والمنظمات اليهودية لتغض بصرها عن موقفها الرافض لترشيحه.
الصفقة السرية:
تحول الموقف الإسرائيلي تجاه المرشح المصري إثر لقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس مبارك وصف بالصفقة السرية تعهدت إسرائيل بوقف حملاتها المناهضة له مقابل الحصول على بعض المكاسب التي كانت مستحيلة في السابق كترميم المقابر والمعابد اليهودية في مصر (معبد موسي بن ميمون في حارة اليهود بالموسكي ومقابر اليهود بالإسكندرية) والسماح لوفد يهودي بالإطلاع على وثائق يهودية مصرية جمعت على مدار 150 عامًا وهي أمور تم نفيها من قبل المرشح المصري على أن مسألة الترميم ليست وليدة الساعة ولا تتعلق بمعركة اليونسكو.
التزمت إسرائيل ظاهريًا وتركت مسألة الهجوم للمنظمات اليهودية الدولية الأمر الذى ولد انشقاقات كبيرة في جبهة الرفض اليهودي خاصة بعد إعلان يهود الإسكندرية مساندتهم للمرشح المصري وبعض الشخصيات الفكرية اليهودية المشهورة عالميًا التي كانت ترى أن فاروق حسني الأفضل لمصلحة إسرائيل في حال توليه إدارة المنظمة مثل (سيرج كلارسفيليد، ثيوكلان رئيس رابطة المنظمة اليهودية السابقة وأيضا الكاتب الأمريكي روجركوهين).
الموقف الأمريكي:
كان موقف أمريكا تجاه المرشح المصري محدد وواضح أثناء إدارة بوش حيث قام القائم بالأعمال الأمريكي بتوزيع بيان مجهول المصدر في أروقة المنظمة ينتقد بلغة حادة ترشيحه للمنصب الدولى، وقد تضمن المنشور التحفظات والانتقادات التالية:
1- على الرغم من ترحيب الولايات المتحدة بمرشحين أقوياء لتولى المنصب من المنطقة العربية ومن مصر، إلا أن هناك علامات استفهام كثيرة، وأخرى تدعو للقلق حول تصريحات المرشح المصري عن حرق الكتب الإسرائيلية في المكتبات المصرية وتعارضها مع رسالة اليونسكو الداعية إلى المعرفة والتفاهم المشترك وحرية تداول المعلومات.
2- إن قيادة غير محايدة لليونسكو يمكن أن تؤثر على معالجة المنظمة لعدد من القضايا المهمة ومن بينها مسألة صون التراث الثقافي في مدينة القدس.
3- إن الفضائح المالية التي نالت من وزارة الثقافة في عهد المرشح المصري تطرح تساؤلات كثيرة حول قدراته في معالجة التحديات التي يمكن أن يواجهها داخل المنظمة.
4- أن إحتمالية فقدان اليونسكو لإعتدالها وموضوعيتها وظهور تكتلات داخلها يمكن أن يدعو الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في عضويتها للمنظمة والتي استعادتها عام 2004.
ذلك في حين تلقي وزير الخارجية المصرية رسالة من السفيرة الأمريكية بالقاهرة تحمل ذات المعاني الأمر الذى غضت القاهرة بصرها عنه في إطار تصورها بتغير الموقف الأمريكي مع إدارة أوباما الجديدة إلا أن الإدارة الجديدة قامت بتعيين "ديفيد كيليون" سفيرًا لها لدي اليونسكو قبيل الانتخابات والمعروف بقربه للدوائر اليهودية الموالية لليمين الإسرائيلي في واشنطن وعداءه المعلن لفاروق حسني، في إشارة إلى ثبات الموقف الأمريكي الذى دعم مرشحة الإكوادور إيفون عبد الباقي أثناء الإقتراع السرى.
الموقف الياباني:
أن مؤشرات داخل اليونسكو أكدت رفض الياباني "كويشيرو ماتسورا" أن يخلفه على إدارة المنظمة فاروق حسني وقد تحرك السفير الياباني لدي اليونسكو في هذا الاتجاه، ووفق برقية سرية أرسلت للقاهرة على غرار اجتماع ضم السفيرة المصرية لدي اليونسكو ونظيرها الياباني (7 أغسطس) أن اليابان وعددًا من الدول منها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وسنغافورة لديها بعض التحفظات على قدرات المرشح المصري الإدارية وإمكانية قيادته سفينة اليونسكو بالنجاح المنشود".
وقصد بالقدرات الإدارية مسألة المحاسبة والشفافية والكفاءة في الإدارة وتنظيم عملية التعينات في السكرتارية وأهمية استقلالية هيئات الإشراف والمراقبة الخارجية والداخلية في حين يؤكد أن المرشح المصري هو الأوفر حظًا بالفوز.
الموقف الأوروبي:
أثار التأييد الرسمي من الجانب الإيطالي والفرنسي بالإضافة إلى التأييد الذى بدا واضحًا من جانب أسبانيا واليونان للمرشح المصري إنشقاقًا حادًا داخل المجموعة الأوروبية مما أدي إلى إلغاء إجتماع دعت إليه السويد لحث الدول الأوروبية للوقوف وراء مرشح أوروبي واحد في مواجهة المصري الذى أظهرت الأحداث أنه الأقرب للفوز بالمنصب الدولي، في ذات الوقت شنت ألمانيا حملة هجوم شرسة عليه في وسائل الإعلام الألماني كان أبرزها ما سجله نائب رئيس المركز اليهودي الألماني "سالمون كورن" من انتقادات حادة لتصريحاته المعادية للسامية.
والجدير بالذكر أن الموقف الإيطالي والفرنسي انقلب على فاروق حسني في الجولة الخامسة وصوتا ضده بسبب تسرب معلومات عن دوره مع الفلسطينيين مختطفي الباخرة الإيطالية (أكيلا لاورا) وتضليل النائب العام الإيطالي عام 1985 عندما كان مديرًا للأكاديمية المصرية بروما، الأمر الذى نفاه وزير الخارجية الإيطالي وأكد تصويت إيطاليا للمرشح المصري.أما أسبانيا واليونان ظلتا على موقفهما بتأييد المرشح المصري منذ البداية وحتي النهاية.
موقف الدول الأفريقية:
لدي الدول الأفريقية 13 صوتًا في منظمة اليونسكو هي (أثيوبيا – جنوب أفريقيا – نيجيريا – أوغندا – تنزانيا – زيمبابوي – توجو – الكونغو – ساحل العاج – النيجر – زامبيا – بنين – السنغال).
وكان يفترض لكون مصر دولة أفريقية أن تضمن كافة الأصوات الأفريقية وكان يفترض بالدول الأفريقية أن تصنع لوبي مع الدول الأخرى وبخاصة العربية لصالح المرشح المصري خاصة في ظل إقرار الاتحاد الأفريقي في قمتين الأولى بأديس أبابا والثانية بمدينة سيرت الليبية بتأييد ودعم المرشح المصري للفوز بالمنصب الدولى لكن شيئًا من ذلك لم يحدث بالضبط حيث تقدمت كل من بنين وتنزانيا بمرشح عن كل دولة.
وامتنعت جنوب أفريقيا عن الترشيح كما وعدت زيمبابوي بتأييد المرشح المصري رغم الموقف السياسي المصري ضد نظام الرئيس "روبرت موجابي" متبنية السياسات الغربية ضده لكنها لم تفي بوعدها.
وقد أشارت البرقيات الرسمية للسفيرة المصرية لدي اليونسكو إلى اجتماعات ومداولات ومشاحنات حول الإلتزام بقرارات الاتحاد الأفريقي (يترأسه هذه الدورة الرئيس الليبي الذى بذل جهودًا كبيرة من أجل تأييد المرشح المصري عن المجموعة العربية والإسلامية والأفريقية).
وكان يقودها سفير بنين الذي يتولى رئاسة المجلس التنفيذي الذى أشرف على الانتخابات الأمر الذي أظهر قلقًا لدي المجموعة العربية من الأجواء السلبية لممثلي القارة الأفريقية فقد تلقوا رسائل صريحة في اجتماعات مغلقة من سفير بنين مفادها: " أنه لم يصدر قرار عن أية قمة أفريقية بدعم المرشح المصري وأن ما جرى كان أخذًا بالعلم".
وقد سجلت وثائق الخارجية المصرية قلقًا مبكرًا من موقف بنين فثمة مشكلة داخلها لمحاولة إرضاء مرشحها كما أشارت برقيات أخرى أن وزير خارجيتها لا يحبذ هذا الترشيح أو خرق قرارات القمة الأفريقية وتوقعت هذه البرقيات أنه في حالة تعثر المرشح البنيني في الجولة الأولى فإن بنين سوف تؤيد المرشح المصري الأفريقي الأمر الذى لم يحدث.
وفي لقاء خاص بمقر السفيرة المصرية "شادية قناوي" بمقر إقامتها ضم عدد من سفراء الدول الأفريقية أعضاء المجلس التنفيذي بالإضافة إلى رئيس المجموعة الأفريقية (زيمبابوي) ورئيس المجموعة العربية (لبنان) ومندوب الجامعة العربية والسفير المصري في باريس، تحدث سفير زيمبابوي باسم السفراء الأفارقة طارحًا الأزمة حيث قال "إن قرار الترشيح هو قرار سيادي لا ينبغي أن يتدخل فيه"، وفي اجتماع ثنائي للسفيرة المصرية ونفس السفير الزيمبابوي بدا أنه أكثر تحمسًا وحسمًا لتأييد المرشح المصري.
الأمر الذى يُبين حجم التشتت والانشقاق الكبير في موقف الدول الأفريقية عمومًا فيما بينها البعض وتجاه قرارات الاتحاد الأفريقي وتجاه المرشح المصري الأفريقي.
وتشير البرقيات إلى تأييد 4 أصوات أفريقية من أجمالى 13 صوت ويحتمل أن تكون (النيجر – مدغشقر – أوغندا – أثيوبيا) برغم الخلافات الدائمة بين أثيوبيا ومصر بشأن منطقة حوض ومياه النيل، وعلى ذلك فإن الدول الأفريقية لم تبذل أدني مجهود في استخدام ثقلها في التأثير لصالح المرشح الأفريقي المصري بل كانت ملتقى للتأثير.
المجموعة العربية:
أن موقف الدول العربية المتوحد خلف المرشح العربي المصري الأفريقي وبخاصة السعودية وليبيا والمغرب والجزائر منذ بدء الحملة الانتخابية حتي الجولة الخامسة ظل واحدًا لم يتغير رغم محاولة السفير الأمريكي لدي اليونسكو التأثير على ثلاث دول كبرى لكنه فشل باستثناء واحدة – الأمر الذى لفت نظر المجتمع الدولى وبخاصة دول الشمال التي حتمًا ستعيد حساباتها من جديد تجاه المنطقة العربية وربما كان هذا التوحد سببًا في تكتل الاتحاد الأوروبي بقيادة أمريكا في الجولة الأخيرة وحسم الموقف لصالحها.

المرشحون:
تنافس على منصب مدير عام اليونسكو تسع شخصيات من بينهم أربع نساء وهؤلاء المرشحون هم:
1- فاروق حسني: 
وزير ثقافة مصر ممثلًا عن مصر والمنطقة العربية والأفريقية وهو فنان تشكيلي متخرج من كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية مسقط رأسه، بدأ حياته العملية مديرًا لقصر ثقافة الأنفوشي ثم وقع عليه الإختيار عام 1971 كملحق ثقافي بالسفارة المصرية في باريس ومديرًا للمركز الثقافي المصري ثم إنتقل إلى روما في 1979 كمدير للأكاديمية المصرية للفنون بإيطاليا وفي عام 1987 عاد إلى مصر ليشغل منصب وزير الثقافة حتي الآن (22 عامًا) وقد منحته جامعة سوكا باليابان درجة الدكتوراه الفخرية وجائزة الثقافة والسلام عام 1993 كما حصل على جائزة البحر المتوسط في الفنون عام 2006 ويتمتع بخبرة كبيرة في العمل الثقافي.. ويركز حملته الانتخابية على التسامح بين الأديان والأشخاص والتصالح والحوار بين الثقافات والحضارات ويبلغ من العمر 71 سنة.

2- إيرينا جيرجويفا بكوفا:
 مرشحة بلغاريا عن دول شرق أوروبا وهي المندوب الدائم والممثلة الشخصية لرئيس بلادها لدي اليونسكو وقد شغلت منصب وزير الخارجية وخاضت سباق الترشيح لمنصب نائب الرئيس البلغاري ولم توفق، وركزت حملتها على معالجة آثار الأزمة المالية العالمية والدعوة إلى عدم تقليص المنح الداعمة للتعليم من جانب الدول الأعضاء باليونسكو والتي يتوقع تخفيضها مما سيؤثر على قدرة المنظمة في أداء دورها. وتبلغ من العمر 57 سنة.

3- بينيتا فيريرو فالدنر: 
مرشحة النمسا والتي تشغل منصب مفوضية الاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية وسياسات الجوار وهي حاصلة على الدكتوراة في القانون وتقلدت العديد من المناصب في بلادها منها وزارة الخارجية (من 2000 – 2004)، وخاضت سباق الترشيح لرئاسة النمسا أمام الرئيس الحالى عام 2004، كما عملت مع الدكتور بطرس غالي خلال توليه الأمانة العامة للأمم المتحدة كمديرة للبروتوكول وقد تزايدت شعبيتها بين الدول الأوروبية عام 2007 عندما نجحت في إطلاق سراح الممرضات الخمس البلغاريات الذين تسببوا في إصابة 400 طفل ليبي بالإيدز من الحكم عليهن بالإعدام. وتبلغ من العمر 61 سنة.

4- إيفون خويس عبد الباقي: 
مرشحة الأكوادور وهي رئيسة البرلمان الأكوادوري، كما شغلت منصب وزير الصناعة والتجارة وخاضت سباق الترشيح للرئاسة، كما عملت سفيرة لبلادها لدي الولايات المتحدة لفترة واحدة، وهي فنانة من أصل لبناني عربي وركزت حملتها على دعم السلام العالمي استكمالا لمشروعها الفني من أجل السلام قبل توليها المناصب الحكومية والدبلوماسية وهي دارسة للعمارة في جامعة بيروت 1979 وعملت مستشارة لبلادها في لبنان حتي 1990.

5- أنا مارشيوليو نيته:
 مرشحة ليتوانيا ممثلة عن دول البلطيق (أستوانيا – لاتفيا – ليتوانيا) وهي سفيرة ومندوب بلادها لدي اليونسكو منذ 2003 وتم إنتخابها لرئاسة لجنة التراث العالمي، كما تولت منصب نائب رئيس الهيئة التنفيذية بالمنظمة وتترأس عدة منظمات فرعية تابعة لها لذا ركزت حملتها على حماية التراث ودعم حوار الحضارات ورغم أن ليتوانيا دولة أسيوية جغرافيًا إلا أنها تعتبر مرشحة أوروبية حيث إنضمت ليتوانيا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004. وصفت بالقوة الدافعة للحرية والديمقراطية حتي نالت بلادها الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي المنحل كما أن لديها اهتمامات بدعم قضايا الديمقراطية في بلادها حيث عملت محررة صحفية ومترجمة نظرًا لدراستها اللغة الليتوانية وآدابها وتبلغ من العمر 46 سنة.

6- ألكسندر فلاديميروفيتش ياكوفينكو: 
نائب وزير خارجية روسيا منذ 2005 ومسئول التنسيق الدولى للاتحاد الروسي الفيدرالى مع المنظمة الدولية الاقتصادية والإنسانية والمنظمة الدولية لحقوق الإنسان ويبلغ من العمر 54 سنة. ورغم إنضمام روسيا للمنظمة عام 1954، إلا أنه لم يحتل هذا المنصب روسي واحد حتى الآن.
7- الأفريقي سوسبيتر مويجا روبي موهونجو: 
مرشح تنزانيا وهو مؤسس المجلس الدولى للعلوم الذى تربطه صلة وثيقة بنشاط اليونسكو ويعمل مديرًا إقليميًا له في جنوب أفريقيا علاوة على كونه جيولوجي أكاديمي بالدرجة الأولى وله إسهامات مهمة في مجال علوم الأرض، ورئيس لجنة العلوم والتكنولوجيا التابعة لمفوضية الأبحاث بالإتحاد الأفريقي ورئيس الهيئة العلمية باليونسكو وعدد من منظماتها الفرعية ونائب رئيس المفوضية المختصة بخريطة العالم الجيولوجية لكنه لم يتول أية مناصب سياسية. ويبلغ من العمر 55 سنة.

8- الأفريقي فوريني تيجاني سيرويوس: 
مرشح بنين وهو نائب الأمين العام لليونسكو للشئون الأفريقية منذ 1988 وهو سفير بلاده لديها منذ 1992، كما عمل مستشارًا ثقافيًا لرئيس وزراء بلاده ثم مستشارًا لرئيس الجمهورية.

9- الجزائري دكتور محمد البيجاوى:
 مرشح كمبوديا وهو فقيه في القانون تقلد العديد من المناصب الهامة داخل بلاده الجزائر وخارجها منها رئيس محكمة العدل الدولية 1993، ومنصب وزير العدل الجزائري قبل 1965 ومنصب وزير الخارجية سابقًا وله العديد من المؤلفات في مجال القانون والعلاقات الدولية ويبلغ من العمر 81 سنة.




نتائج الانتخابات:
أسفرت الانتخابات التي أجريت في أيام 18، 19، 20، 21، 22 سبتمبر وعلى مدار خمس جولات متتالية عن فوز البلغارية إيرينا بكوفا في الجولة الخامسة والأخيرة، حيث حصلت على 31 صوتًا (50% +2) من إجمالي 58 صوتًا هي عدد أصوات المجلس التنفيذي، في حين جاء المرشح المصري في المركز الثاني حيث حصل على 27 صوتًا هي باقي الأصوات بعد خروج باقي المرشحين في الجولات السابقة. ولقد وصف المنظمة "بالمُسَيَسْة" وأن سير الانتخابات لم يكن على المستوى المطلوب.

جدول يوضح نتائج انتخابات اليونسكو 2009
المرشح الدولة المرشحة الجولة الأولى الجولة الثانية الجولة الثالثة الجولة الرابعة الجولة الخامسة والأخيرة
فاروق حسني مصر 22 23 25 29 27
إيرينا بكوفا بلغاريا 8 8 13 29 31
بينيتا فيريرو النمسا 6 9 11 
أنا مارشيوليونيته ليتوانيا 3 4 انسحبت 
إيفون خويس الأكوادور 7 8 9 
ألكسندر ياكوفينكو روسيا 7 3 انسحبت 
سوسبيتر موهونجو تنزانيا 1 1 انسحبت 
فوريني سيرويوس بنين 2 2 انسحبت 
محمد البيجاوي (جزائري) كمبوديا 1 صفر صفر صفر

ملاحظات حول الانتخابات:
هناك بعض الملاحظات بشأن انتخابات اليونسكو لعام 2009 يمكن حصر أهمها فيما يلي:
1- أسفرت الانتخابات عن مدي استمرار هيمنة الولايات المتحدة الامريكية على مجريات الأمور في منظمة الأمم المتحدة وأجهزتها عمومًا ومنها اليونسكو بما لا يتعارض مع مصالحها العليا.
حيث قادت حملة هجومية عن طريق سفيرها الدائم لدي اليونسكو للحيلولة دون فوز المرشح المصري إرضاءًا لإسرائيل واللوبي اليهودي بواشنطن جراء تصريحاته التي وصفت بمعاداة السامية وتعليق مسألة التطبيع الثقافي وانتقادات تتعلق بشخصه وقدراته الإدارية الأمر الذى وصفه المرشح المصري بعد الجولة الأخيرة بتسيس المنظمة.
2- أظهرت مدي توحد الدول العربية والإسلامية في سابقة لم تحدث منذ سنوات طويلة (أكتوبر 1973) أمام إنقسام حقيقي في دول الاتحاد الأوروبي التي دخلت الانتخابات في بادئ الأمر دون تنسيق أو قاسم مشترك بينها حتي الجولة الثالثة حيث توحد الاتحاد الأوروبي حول المرشحة البلغارية إثر إجتماع طارئ لمجموعة الدول الأوروبية قرر انسحاب النمساوية بينيتافيريرو (التي كان يتوقع اقتصار المعركة بينها وبين المرشح المصري) ومن قبلها الليتوانية أنا مارشيوليونيته ذلك مع انسحاب باقي المرشحين الروسي والتنزاني والبنيني والأكوادورية وانحصار الأصوات بين المرشح المصري والبلغارية.
3- أبرزت مدي الاختلاف والانشقاق بين الدول الأفريقية منذ البداية حيث قدمت ثلاثة مرشحين في حين تملك 13 صوتًا ذهبت منهم 4 أصوات للمرشح المصري في بداية الانتخابات وتخلت عنه دولتين في الجولة الأخيرة الأمر الذى تسبب في سقوطه وهو أمر ليس مؤكدًا تمامًا، حيث ذكرت بعض المؤشرات أنهما إيطاليا وفرنسا على خلفية مواقف سابقة للمرشح المصري ضد إيطاليا كما سلف الذكر.
والمؤكد أن نصف أصوات الدول الأفريقية قد ذهبت لمرشح أو لمرشحين ليسوا أفارقة حيث لم يحصل التنزاني سوي على صوت واحد وانسحب بعد الجولة الثانية على غرار نظيرة البنيني الذى حصل على صوتين فقط.. مما يبين مدي التأثر الأفريقي والتبعية لدول الغرب.
4- شهدت إتهامات بتقديم رشاوي الأمر الذي نفاه المتحدث الرسمي لليونسكو وتوزيع منشورات مجهولة تحمل التهديد الأمريكي بالانسحاب في حال فوز المرشح المصري.
بينما أكدت مرشحة الأكوادور أن لا أحد ضد مصر، وربما تكمن المشكلة في شخص الوزير لأسباب تجهلها، وأنها انسحبت عندما فقدت الأصوات العربية وبعض أصوات أمريكا اللاتينية التي ذهبت إلى المرشح المصري منذ البداية.
ذلك برغم التأييد والدعم الأمريكي لها ودللت على عدم محاربة أمريكا وإسرائيل لمصر. بلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس مبارك بالقاهرة قبيل أيام من الانتخابات.
5- رغم وجود التربيطات والتكتلات الدولية قبل وأثناء عملية الانتخاب إلا أن عملية التصويت والاقتراع السرى قد تمت بشفافية ونزاهة ودون أية تجاوزات تذكر.

استنتاجات:
1- يخطئ من يفصل بين السياسة والثقافة في المحافل الدولية ويخطئ من يتصور إنتخابات ما نزيهة تمامًا حتي ولو كانت إنتخابات اليونسكو فالمعارك الانتخابية هي المعارك الانتخابية وإن اختلفت المواقع.
2- أن الأصوات التي حصلت عليها مصر في الجولة الأخيرة والحاسمة هي مدي ثقل مصر الدولي ومدي ثقل الرئيس مبارك على مدار سنوات حكمه الطويلة كما تُبين تراجعًا حادًا للدور المصري في أفريقيا والذى أعطي الفرصة لدول أخرى وصعود الدور الصهيوني على حسابه مما سيؤدي إلى إعادة النظر المصري تجاه إفريقيا.
3- ثمة ظروف موضوعية إقليمية وعالمية وتوازنات قوي سياسية ومصالح دولية أدت إلى سقوط المرشح المصري العربي الأفريقي أمام مرشحة الاتحاد الأوروبي والغرب إلى جانب الظروف الداخلية.
4- نجحت المنظمات اليهودية العالمية وإسرائيل في اكتساب قوة ونفوذ جديد لم يكن لها من قبل في المنطقة الإقليمية والدولية.
5- أن عدم تولى مسلم عربي لإدارة اليونسكو هذه الدورة في ذات الوقت الذى يحتاج العالم فيه إلى الحوار مع المسلمين والعرب أضاع فرصة على المنظمة للقيام بدورها الذى أنشأت من أجله وأضاع على العرب فرصة التعبير عن أنفسهم والحوار مع الآخر.
وأخيرًا.. إذا كانت أفريقيا وقفت هذا الموقف فإن المسئولية تقع بالدرجة الأولى على عاتق مصر برغم أن المسئولية تجاه المرشح المصري أو المرشح الأفريقي تقع على عاتق أفريقيا كلها بما فيها مصر حيث أن مصر أثبتت قوة غير معهودة في أروقة المنظمة الدولية برغم الخسارة الأمر الذى يدعو الطرفين مصر ودول أفريقيا إلى إعادة النظر بشأن العلاقات الدولية بينهما بما يحقق التكامل والتضامن وقد يأخذ الجانب المصري إعادة إحياء الدور المصري في أفريقيا هدفًا أوليًا في سياستة الخارجية.

أهم التحديات:
يمكن القول.. بأن أهم التحديات التي ستواجه إيرينا بكوفا المدير العام الجديد لليونسكو إلى جانب التحدي الاقتصادي في ظل الأزمة المالية  العالمية الراهنة وهو ما ركزت عليه في حملتها الانتخابية تحديًا جديدًا وهو إصلاح ما أفسدته الانتخابات الأخيرة بمعني "إزدواجية اليونسكو" بين ما تهدف اليه من بناء السلام بديلًا للحروب والمعارك عن طريق حوار الثقافات والحضارات وبين ما حدث في أروقتها من معارك وتصادم للثقافات والحضارات الأمر الذى ينقص من شأن المنظمة ورسالتها الأساسية ويثير حولها الشكوك.
وربما تكون في حاجة إلى ولاية ثانية لاستكمال ما ستبدأة الآن من فض الإشتباك واقتلاع جذور الكراهية والتصادم وزرع بذور التصالح والتفاهم والسلام بين دول الشمال القوي ودول الجنوب المغلوب على أمره نتيجة نظم الحكم الأبوية التي استعمرته وتستبده.


مقترحات:
يمكن اقتراح بعض الأفكار التى من شأنها أن تسهم فى تحقيق أهداف اليونسكو، وتشكل إضافة جديدة لأنشطتها، وأيضًا موردًا ماليًا جديدًا لا يستهان به، والذي يسهم بدوره في تحقيق استقلالية المنظمة الثقافية الدولية الهامة لشعوب وبلدان العالم، وهى:-
المقترح الأول:
 مهرجان اليونسكو للفنون:
حيث يقترح إضافة نشاط جديد إلى أنشطة اليونسكو يتمثل فى إقامة " مهرجان اليونسكو للفنون " أو تحت إسم " مهرجان العالم للفنون " على أن يتناول المهرجان فنون إحدى القارات الستة بالتناوب سنويًا، ويشتمل على:
1- فنون الغناء والموسيقى والسينما والمسرح المميزة لهذه القارة من خلال أهم وأشهر فنانيها.
2- الفن الشعبى. 
3- معرض للفنون التشكيلية قديمًا وحديثًا لأهم فنانى القارة.
4- معرض لاَثار الحضارات التى أقيمت فى هذه القارة.
5- معرض للمجوهرات والأزياء التقليدية فى القارة.
6- معرض لأشهر الكتب عامة وبخاصة التى تعمل على تقارب الثقافات والحضارات فى العالم.
7- يتم إصدار كتاب (موسوعة) يحمل إسم القارة والتعريف بها فى جميع الميادين المختلفة والتى تدخل فى إختصاص اليونسكو. على أن يتم:
- إقامة هذا المهرجان فى إحدى دول القارة بعد إتفاق الدول الأعضاء عليها عن طريق التصويت، والتى تخضع لمواصفات تحددها اليونسكو أو القائمين عليه لإنجاح المهرجان بما يحقق أهداف المنظمة.
- أن يفتتح المهرجان بحفل غنائى لأشهر مطربى العالم بمشاركة أهم واشهر مطربى القارة والذين يتبرعون بأجورهم لصالح أنشطة اليونسكو فى مقابل حملة إعلانيةعلى مستوى العالم لتحفيز الآخرين. وبذلك:
- يكون دخل المهرجان موردًا ماليًا جديدًا لليونسكو.
- يعد المهرجان نقطة للتلاقى والحوار بين الحضارات والثقافات المتنوعة فى العالم بما يحقق أهداف المنظمة، والذى يكون ذو طابع عالمى له أسس وقواعد.
المقترح الثاني:
إنشاء قناة اليونسكو الفضائية 
على أن تقوم اليونسكو بإنشاء " قناة فضائية " لدعم الاتصال والتواصل بين الشعوب والتعريف بالآخر وحضارتة من خلال برامج تعمل على تحقيق أهداف اليونسكو وتكون بمثابة نقطة إنطلاق لأنشطة وبرامج اليونسكو ونشرها فى جميع أنحاء العالم على أن تبث باللغات الرسمية لليونسكو( الانجليزية، الفرنسية،العربية،الروسية،الهندية ) لتشمل كافة شعوب العالم.