الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

كردستان تبدأ رحلة الانفصال عن العراق.. زيارة أمين الأمم المتحدة تدعم مشروع "الانشقاق".. "الأكراد" يستغلون إنهاك حكومة بغداد سياسيًّا وعسكريًّا تمهيدًا لإعلان دولتهم

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أن قطار التقسيم في العالم العربي يسير وفق مواعيد واستراتيجيات ترسمها عناوين وظروف المرحلة، فبعد أن تم الاستفتاء على انفصال جنوب السودان عن جمهورية السودان في التاسع من يناير عام 2011 (عام الربيع العربي) وتم الانفصال وأصبحت جنوب السودان دولة مستقلة، رغم المشكلات المستمرة حتى اليوم جراء هذا الانفصال، سمعنا بالأمس فقط عن نية حقيقية تبعها تصرف يحمل كثيرا من المغزى والمعاني وهو رفع علم كردستان بجوار العلم العراقي؛ لتؤكد أن أكراد العراق عازمون على تحقيق حلمهم ومشروعهم القومي لإقامة دولة كردية مستقة في شمال العراق عاصمتها كردستان، لتتغير الأوضاع وتكون كردستان دولة ذات سيادة مستقة تتمتع بكافة الحقوق والسيادة المباشرة لها، لا أن تكون مجرد منطقة حكم ذاتي تابعة للحكومة المركزية في العاصمة العراقية بغداد.


وفي خطوة ثانية تحمل دلالتها الواضحة، استغل مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس للإقليم- بعد مشاركته في القمة العربية بالأردن– ليبلغه بعزم الأكراد الاستفتاء على الاستقلال في الوقت القريب ليصبح الانفصال أمرا واقعا ولتكون كردستان دولة مستقلة عن العراق.
وقد يهدف "بارزاني" من إبلاغ "جوتيريس" التمهيد ليكون الاستفتاء بحضور ومتابعة الأمم المتحدة.
 وبحسب مراقبون للشأن العراقي فإن الأكراد قد يجدوا الفرصة مواتية لهم أكثر من أي وقت مضى، حيث ارتباك المشهد العراقي على كافة الأصعدة، فعلى المستوى السياسي لم يتم إنجاز المصالحة الوطنية التي تقدم بها التحالف الوطني بقيادة الزعيم الشيعي عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي، كما يستفيد "الأكراد" من معارك تحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش الإرهابي التي يقوم بها الجيش العراقي بمعاونة قوات البيشمركة الكردية وقوات التحالف الدولي لمحاربة "داعش" بقيادة أمريكا.
فما سبق من ظروف وعوامل إنما يعزز من تزايد فرص عجز الحكومة العراقية عن صد أي محاولة لانفصال إقليم كردستان عن الدولة الأم، العراق.
 وعلى الأرض لا يترك "الأكراد" فرصة لتثبيت رغبتهم في الانفصال وكان آخرها رفع علم كردستان العراق على مبان حكومية في مدينة كركوك المتنازع عليها.
وكان مجلس محافظة كركوك صوّت، الثلاثاء الماضي، بالأغلبية لصالح رفع علم إقليم كردستان العراق إلى جانب العلم العراقي فوق المؤسسات الرسمية في المحافظة. 

أيضا من العوامل التي ساعدت على تعزيز الاتجاه القوي نحو الانفصال من قبل "الأكراد" مشاركة الجيش الكردستاني "البيشمركة" مع الجيش العراقي في حرب تحرير الموصل من "داعش".
 وعلاوة على ما سبق فإن الأوضاع العراقية في الوقت الحالي لا تسمح بفك ارتباط العراق عن إيران، وهو الأمر الذي يسعى إليه حيدر العبادي رئيس الحكومية العراقية، فليس بالأمر السهل، كذلك تقود الحكومة العراقية حرب تحرير الموصل من "داعش"، الأمر الذي يعقد فتح جبهة جديدة مع الأكراد حين إقدامهم على خطوة الانفصال.
ويأمل الأكراد في أن تنصاع الحكومة في ظل هذه الأوضاع إلى مطالبهم في الاستحواذ على كركوك التي شهدت ظاهرة رفع علم الأكراد متزامنة مع تغيير التركيبة السكانية الذي أشرفت عليه حكومة كردستان بشكل مباشر مستعينة بأذرعها النافذة في المدينة.

وعن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة للإقليم فقد فسرها "مراقبون" بأنها تضع حكومة إقليم كردستان على قدم المساواة مع الحكومة العراقية وفيما يشبه الأمر بأنها زيارة رسمية إلى دولة رسمية، ومعروف أن مثل هذا الأمر يثير حفيظة الدولة الأم في بغداد، ولكن يجب أن نشير هنا إلى أنه في الفترة الأخيرة توجه مسؤولين من دول عدة منها أمريكا وتركيا وإيران لزيارة كردستان في أعقاب زيارتهم لبغداد.
ويوضح المراقبون أن زعامة بغداد هي أضعف من أن تحتج على سلوك غامض من قبل سياسي دولي. وهو ما يدركه جيدا مسعود بارزاني بحيث جاءت تصريحاته لتعكس شعوره بالتفوق بعد أن وقف على قدم المساواة مع زعامة بغداد من جهة اهتمام الأمين العام للأمم المتحدة”.
لقد استغل "الأكراد" زيارة "جوتيريس" لإقليمهم كاعتراف دبلوماسي أممي ليس فقط بدورهم في الحرب على داعش، وإنما على مساعيهم للاستقلال. وهو ما يفسر الإعلان عن قرب إجراء الاستفتاء بحضور المسؤول الأممي.
ولا يبالي المسئولون الأكراد بردود الفعل الغاضبة للمسؤولين العراقيين، أو لممثلي الأقليات الأخرى المقيمة في كركوك، فضلا عن غضب حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يسعى إلى اكتساب ود البارزاني لتطويق حزب العمال الكردستاني.