الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

بالصور.. بالملوخية والميكروكروم فلاح من الغربية يكتب مصحفًا بخط اليد.. "حشيش": تعلمت الزخرفة في مركز كمبيوتر واستغرقت في الكتابة 3 أعوام.. دونت كتبًا للتاريخ يدويًا واستخدمت مواد طبيعية لغلاء الأحبار

فلاح من الغربية يكتب
فلاح من الغربية يكتب مصحفا بخط اليد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يحالفه الحظ بأن يستكمل تعليمه نظرا للظروف الاقتصادية التي تمر بها أسرته، وعندما وصل إلى العقد الخامس من العمر وبالتحدي والإرادة فعل ما لايفعله حملة المؤهلات العليا والماجستير بل الدكتوراه، بكتابة مصحف بخط اليد استعان في كتابته بخامات من الطبيعة، ليثبت للعالم أن ميراث المصريين من ثقافة لا يقارن رغم الظروف السيئة.
انتقلت "البوابة نيوز" لمنزل سعد محمد حشيش ابن قرية بلقينا مركز المحلة بمحافظة الغربية، الذي أثبت رغم سنه وعدم استكمال تعليمه أن الإصرار والعزيمة والتحدي وراء كل نجاح، بكتابة أكبر مصحف في العالم بالخط اليدوي.
الرجل الخمسيني والذي تحول من مزارع بسيط إلى نموذج يفتخر به الجميع بإصراره وعزيمته بعد أن حصل على الشهادة الابتدائية، أن يقوم بكتابة المصحف الشريف.
يقول "حشيش" إنه بدأ في كتابة أول مصحف فى عام ١٩٩٦ حتي انتهى منه بعد ثلاثة أعوام، مبينا أن ذلك الأمر كان يحتاج إلى دقة شديدة ولا يحتمل أى خطأ سواء في الحروف أو العلامات، مؤكدا أن اليأس تملك منه عدة مرات، حيث يضطر مع كل خطأ في حرف واحد أو علامة إلى كتابة الصفحة من جديد، ولكنه واصل الكتابة إلى أن انتهى من إخراج المصحف مكتوبا بخط اليد.
وأشار حشيش إلى أنه لم يتوقف عند كتابة المصحف، بل تعلم كيفية فن الزخرفة الإسلامية ليقوم بزخرفة هوامش المصحف، مبينا أنه في ذاك الوقت، ذهب إلى مركز كمبيوتر وقرر تعلم الزخرفة عن طريق بعض الكتب الخاصة بهذا الشأن، فأكبر المصاحف التى كتبها، وكانت مساحته ٧٥ x ٥٠ سنتيمترًا، ومصحف مساحته ١٠٠ x ٧٠ سنتيمترا الذي بدأ فى كتابته منذ 7 أعوام استغرق عامين فى كتابته وزخرفته، لافتا إلى أن كتابة المصحف يختلف عن أى كتاب من حيث الإطار والصفحة وأماكن الربع وبداية السور وأماكن الوقف.
وأوضح "حشيش" أنه تعلم طرق صناعة الحبر للحد من التكلفة الباهظة لكتابة المصحف وذلك عن طريق خلط مواد طبيعية حصل على بعضها من العطارين ليستغنى عن الأقلام وتعلم حاليًا الكتابة بالبوص مثل الخطاطين ليستخلص بعض الألوان من الأطعمة وبعض المستلزمات الطبية، مبينا أنه كان يستخدم اللون الأحمر مع ارتفاع سعره بدأ يحل محله "بالميكركروم"، وكذلك اللون الأخضر بدأ يحل محلة بعصير الملوخية وهو الأمر الذي خفض من تكلفة المصحف من أجل تخفيف العبئ من المشتريات.
وتابع حشيش أنه قام بكتابة عدد من الكتب مثل كتاب مشايخ الأزهر مساحته 100 × 70 سنتيمترا، وكتاب عن مدينة المحلة الكبرى مساحته 70 × 50 سنتيمترا، وكتاب عن المبشرين بالجنة والنار مساحته 70 × 50 سنتيمترا، وكتاب عن الأقوال المأثورة مساحته 110 × 90 سنتيمترا وسعى إلي تصميم المصحف الذي يتضمن كتابة مذهبة وتشكيلا ملونا للكلمات ليصنع في النهاية زخارف وتصميمات رمزية غاية في الرقي، مبينا أنه حافظ علي سرية مشروعه طوال عامين حيث انتهى من كتابة المصحف. 
وأكد "حشيش" أنه مستمر حتى اليوم في أعماله رغم اقترابه من الستين ليثبت أنه رمز للإرادة ويوضح أن النجاح ليس صعبا ولكن الحفاظ عليه هو الأصعب، ويكون ذلك رسالة قوية من المصريين، مطالبا بمد يد المسؤولين بمصر للكشف عن براعة وتحدي المصريين وإصراراهم على التحدي رغم المعقوقات والظروف الاقتصادية ليبدعوا ويعلموا كل دول الغرب أن المصري لا يستطيع أحد الوقوف أمامه.