الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

انهيار "جماعة بيت المقدس" الإرهابية

بيت المقدس - صورة
بيت المقدس - صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يريد التنظيم التكفيرى فى سيناء أن يوهمنا أنه يسيطر على الأرض، وتسير وراء دعايته الرخيصة قنوات الإخوان، واللجان الإلكترونية للجماعة، وهذا عار تمامًا عن الصحة، فكل المؤشرات فى الأشهر الثلاثة الأخيرة، تشير إلى تراجع قدرات هذا التنظيم، وذلك حسب الحرب الدائرة هناك التى تسير إلى النهاية الطبيعية لها، وهى انتصار الدولة.
سيسألنى أحدهم، لماذا إذن نشهد تلك العمليات من المفخخات والمتفجرات؟ وكيف ترى تلك الإصدارات الدعائية لهذا التنظيم المسلح التى تنتشر على شبكات التواصل؟
ما يحدث له علاقة بتكتيك تستخدمه الجماعات المسلحة، وهو حفر الأنفاق فى مساحات شاسعة، ومختلفة، يختبئ فيها بمجرد ظهور القوات، وحين تنصرف يعود للظهور، لكى يثبت الحضور والوجود، وما يفعله لا علاقة له مطلقًا بإثبات الوجود والسيطرة، إنما له علاقة بالبيئة الحاضنة.
أؤمن أن التطور النوعى والانتشار الملحوظ لجماعة بيت المقدس السنوات الماضية كان انعكاسًا لحواضن متعددة فى سيناء، أولها خوف المتعاونين مع الجيش من سكين تنظيم ولاية سيناء، وحلول التنظيمات السلفية محل الدولة فى تقديم بعض الخدمات أو توفير الأمن والحماية، وكانت الأسباب السياسية والاقتصادية بالدرجة الأولى هى التى ساهمت فى انضمام عدد كبير من الأهالى للتنظيم، ومنها الضعف التنموى بالمنطقة.
السر كذلك يرجع إلى حالة التخويف، والتضخيم الكاذبة، التى ينشرها بين الأهالى، ولقد سألت بنفسى أحد أهالى سيناء، عن عدد التنظيم فقال لى ٢٠ ألفًا، وقد أنكرت ذلك على الفور، لأن قيادات التنظيم استثمروا حالة الغضب فى المجتمع السيناوى، بسبب قلة التنمية فى حربهم مع الدولة.
لا بد أن نعرف أن «داعش» المركز، يحتوى المعذبين والمقهورين فى المنطقة، ويقدم لهم بديلًا طائفيًا بشعًا، كما يقدم لهم خيارات الانتقام لهم، ولذا فهو يحارب على الهوية، ولا يحارب للنصرة والقتال التضامنى.
الخلاصة التى أراها فى العنف السيناوى، أن الموضوع برمته له علاقة بما يحدث لمركز التنظيم، وأن اشتعال العمليات والارتفاع خطها البيانى له علاقة بإشغال العالم عن حرب المركز، وهذا معناه أن زوال تنظيم داعش لا يعنى بالضرورة أن تنعم المنطقة بالاستقرار.
وثانيًا، التنظيم قد طور نفسه إلى عقيدة أيديولوجية سياسية، لم تعد معتمدة على قيادة مركزية، ما سمح له بإنتاج نظام من الأمراء الإقليميين والوكلاء المحليين، فأصبح استهدافه والقضاء عليه أصعب كثيرًا من قبل.
كما أن هذه الأسماء مثل «حسم» و«ولع» وغيرها من الحركات الإخوانية، كلها مثل شجرة لها أغصان وفروع كثيرة، لكن جذورها قابعة تحت الأرض، ومتشابكة فى الظلام، وفى الباطن، ومختفية عن الأنظار، ومتزايدة التشابك، ومتشابكة مع تنظيم سيناء.
لا تتوهموا أن هؤلاء سيستمرون.. لا تصدقوا أنهم يسيطرون على الأرض.. إنهم ينهارون الآن.